ماذا سوف يحدث للارض بعد نشوب حرب نووية ضخمة بين امريكا و روسيا ؟ الهاجس الأكبر للبشرية اليوم هو ألا تحدث حرب نووية تدمر الحضارة وتعود للبشر إلى مراحل موغلة في القدم نتيجة تدمير كل مقومات الحياة العصرية.
ولكن إن حصل هذا الأمر بين الولايات المتحدة وروسيا فإن الحرائق الهائلة التي ستندلع في المدن والمناطق الصناعية نتيجة التفجيرات النووية ستطلق 150 مليون طن من الدخان الذي سيبقى عالقاً في طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي, هذا الدخان سرعان ما سيشكل طبقة كثيفة تنتشر حول الكرة الأرضية تبقى لعدة سنوات وتقوم بحجب أشعة الشمس من الوصل إلى سطح الأرض. ويتوقع العلماء أن هذه الطبقة من الدخان ستبقى قابلة للتشكل حتى بعد تخفيض الترسانات الأمريكية والروسية النووية بعد معاهدة سورت عام 2012.
وهنا ملخص لما يمكن أن يحصل عند نشوب حرب تطلق 150 مليون طن من الدخان:
2600 رأس نووي روسي وأمريكي موضوعة بحالة التأهب القصوى لتنطلق خلال 2-3 دقائق لتصيب أهدافها في أمريكا وروسيا وأوروبا وربما مناطق أخرى تم تصنيفها كأهداف إستراتيجية.
بعض ما تبقى من 7600 رأس وسلاح نووي منتشرة في كل من روسيا و أمريكا سيتم إطلاقها كرد على الهجمات الأولية.
المئات من المدن الكبرى في أمريكا وروسيا وأوروبا ستجتاحها حرائق ضخمة تحرق المناطق المتمدنة لمئات وآلاف الكيلومترات المربعة.
150 مليون طن من الدخان الناتج عن الحرائق النووية سترتفع إلى طبقة الستراتوسفير حيث تشكل هناك طبقة سحاب كثيفة تنتشر حول العالم بسرعة, حيث ستبقى هذه الطبقة لسنوات عديدة تحجب أشعة الشمس عن سطح الأرض. سيقوم الدخان بحجب 70% من أشعة الشمس الواصلة إلى النصف الشمالي من الكرة الأرضية, و 35% من أشعة الشمس في النصف الجنوبي.
وفي غياب أشعة الشمس الدافئة فإن درجة الحرارة على الأرض ستصبح منخفضة جداً كما كانت منذ 18000 عام في ذروة العصر الجليدية الأخير.
سيحصل انخفاض سريع في درجات الحرارة لأكثر من 20 درجة مئوية في مناطق شاسعة من أمريكا الشمالية ولأكثر من 30 درجة في معظم مناطق أوروبا بما فيها المناطق الزراعية.
طبقة الدخان في الستراتوسفير ستتسبب بانخفاض درجات الحرارة للحد الأدنى اليومي في المناطق الزراعية في النصف الشمالي للكرة الأرضية لما دون نقطة التجمد ولمدة 103 سنوات, حيث أن الصقيع الليلي سيقضي على النباتات وبالتالي الحصول على مصدر للطعام.
معدل هطول الأمطار العالمي سينخفض 45% نتيجة البرد المستمر.
المواسم الزراعية ستكون معدوماً تقريباً لسنوات عديدة.
سيحصل دمار هائل في طبقة الأوزون, الأمر الذي سيسمح لمستويات مرتفعة من الأشعة فوق البنفسجية باختراق الغلاف الجوي والوصول إلى سطح الأرض.
كميات ضخمة من الغبار المشع سوف تنتشر محلياً وعالمياً إضافة إلى أن استهداف المفاعلات النووية سيزيد من كمية المواد المشعة المنطلقة لفترة طوية.
كميات هائلة من الدخان السام الناتج عن الحرائق ستلامس سطح الأرض إضافة إلى كميات ضخمة من المواد الكيماوية الصناعية التي ستلوث البيئة.
سيكون من المستحيل على كثير من الكائنات الاستمرار بالحياة نتيجة التغيرات السريعة والحادة في درجات الحرارة ومعدل هطول الأمطار, المترافقة مع زيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية والغبار الذري والكميات الهالة من المواد الكيماوية التي ستنتشر في الطبيعة.
أنظمة الحياة المائية ستنهار كما حصل على الأرض الصلبة.
ستحصل مجاعات تؤدي لموت الكثيرين نتيجة عدم نمو محاصيل زراعية.
سوف يحصل انقراض جماعي للأنواع مشابه لما حصل منذ 65 مليون عام كما حصل مع الديناصورات في تلك الفترة.
ماذا عن الملاجئ؟
حتى بالنسبة للذين سيعيشون في ملاجئ مجهزة بكميات ضخمة من الغذاء والماء والطاقة والإمدادات الطبية التي تكفي لعدة سنوات فإنهم على الأغلب لن يستمروا على قيد الحياة في البيئة العدائية التي ستتشكل بعد الحرب.
اقرأ أيضًا: هذا هو المكان الذي ستخاض فيه الحروب من أجل مياه
مصدر – اعداد: أمين السيد
اضافة تعليق