أعدوا أنفسكم لضربة موجعة، هذا لأن الحلمات وجدت لتذكرنا أن الجنس ليس إلا هامشًا نتج في الرحم، فمهما كان جنسك الحالي، فإن الجميع يبدأ كأنثى عندما كان في الرحم. للأسابيع العديدة الأولى، يتطور الجنين ليطور بصمة أنثوية، سواء كانت في أعضاؤه التناسلية أو نهوده، ولا يبدأ مفعول هرمون التستستيرون بالعمل إلا بعد 60 يومًا -لهؤلاء ممن يمتلكون كروموسوم واي- ليغير من أنشطة الخلايا الوراثية في الأعضاء التناسلية والدماغ.

لكن تلك الحليمات الثديية ترفض المغادرة، لذلك فإن السؤال الحقيقي هنا: لماذا تأتي نهود الذكور مزودة بأعصاب وأوعية دموية؟ يتوقف نمو النهود في العديد من ذكور الثدييات بسبب الهرمونات، لكن هذا الأمر لا ينطبق على البشر، فافتقارنا للأدلة الكافية يقترح عدم إرضاع ذكور عصر ما قبل التاريخ لأطفالهم، ومع ذلك، فإنه لا يمكن التخلص من النهود متكملة النمو -عديمة الجدوى- بالانتخاب الطبيعي.

خلال الاسبوع السادس تبدأ الأجنة الذكرية بإنتاج الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون، عادةً، حلمات الذكور لا تتغير كثيرا بعد هذه النقطة. ومع ذلك، فإن في بعض الذكور تتطور حالة تعرف باسم التثدي، فيها تتطور الأنسجة الدهنية حول وتحت الحلمة إلى شيء مشابه للثدي عند الأنثى. قد يحدث هذا الأمر كلما انخفض مستوى هرمون التستوستيرون. التثدي، وإن لم يكن حادًا، قد يحدث خلال فترة البلوغ احيث يمر الذكر والانثى على السواء بتغيرات جسدية بسبب الافراز السريع وغير المنضبط للهرمونات، بما في ذلك الاستروجين، حيث ان ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في الذكور يؤدي إلى تورم الحلمة والأنسجة المحيطة بها – وهذا في كثير من الأحيان يمكن أن يبدو مشابه للحلمة البشرية النسائية.


 

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!