لقد تغيرت صورة المسيح على مر التاريخ مع تغير الحضارات، فقد كان أبيضاً في أوروبا ولاتينياً في أميركا الجنوبية وأسمراً في الشرق الأوسط. ولكن إن نظرنا إلى صورة المسيح التي تم إنشاؤها في العصور القديمة، فإننا نرى وجهاً يشبه إلى حد بعيد وجه يسوع الذي نجده في الأعمال الفنية الأوروبية من عصر النهضة، مثل لوحة العشاء الأخير لـ (ليوناردو دافينشي) أو لوحة Cristo Crucificado لـ (دييغو فيلازكيز).
ومؤخراً، اكتشف علماء الآثار من جامعة حيفا في إسرائيل لوحة لليسوع مثيرة للجدل عمرها 1500 عام. وذلك في إحدى الكنائس البيزنطية السابقة في صحراء النقب في جنوب إسرائيل.
أتلف ضوء الشمس جزءاً كبيراً من اللوحة. ولم يتبق سوى بضع خطوط وألوان باهتة. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن شخصاً مهماً للغاية يقف في هذه اللوحة.
وقالت Emma Maayan-Fanar من جامعة حيفا لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية: «كنت هناك في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وزاوية الضوء المناسبة وفجأة رأيت أعيناً في اللوحة. كان وجه يسوع ينظر إلينا.»
وزعم الباحثون في صحيفة Antiquity أن اللوحة تصوّر شخصية دينية مهمة ذات شعر قصير مجعد بلا لحية وأنف طويل محاط بهالة. ويُعتقد أن اللوحة تصور معمدانية المسيح، وهو مشهدٌ شائع في الفن المسيحي.
لا تحوي اللوحة صورة تقليدية ليسوع المسيح. بل يبدو أنها أول لوحة سبقت الأيقونات في مشاهد المسيح التي يمكن العثور عليها في الأرض المقدسة. وتُعد صور يسوع من تلك الحقبة نادرة للغاية، حيث تعتقد العديد من فصائل المسيحية –بما في ذلك الإمبراطورية البيزنطية بعد القرن الثامن الميلادي –أن رسم الصور الدينية أقرب إلى عبادة الأيقونات.
كتب مؤلفو الدراسة: «يُعد اكتشاف وجه المسيح اكتشافاً مهماً بحد ذاته. وهو يشبه إلى حد كبير صور المسيح بشعر قصير، والتي انتشرت على نطاق واسع في مصر وسوريا وفلسطين. لكن هذه الصور أزيلت من الفن البيزنطي لاحقاً.»
وأكملوا: «هناك جدلٌ كبيرٌ في النصوص التي تعود إلى أوائل القرن السادس بشأن حقيقة مظهر المسيح، بما في ذلك مظهر شعره. واستناداً إلى الصور، نقدر أن هذا المشهد قد رُسم أيضاً في القرن السادس.»
اكتشف علماء الآثار في عام 2011 ما يعتقدون أنه أقدم صورة للمسيح، والتي يعود تاريخها إلى عام 235 تقريباً. كما تم العثور على العديد من صور يسوع الطفل على امتداد ساحل البحر المتوسط. ومع ذلك، ما يميز الاكتشاف الجديد هو أنه قادمٌ من الأرض المقدسة بحد ذاتها.
اضافة تعليق