يبدو أنه بإمكانك الحصول على الكثير من أي شيئ تُحب أو حتى القليل منه، لكن حينَ يتعلق الأمر بالنوم بالأمر مختلف.
في أكبر دراسة عالميّة عن النوم، أفاد الباحثون أنّ القليل من النوم أو حتى الكثير منه يُمكن أن يسبب تلفًا بالدماغ. شملت الدراسة نحو 40,000 شخص حول العالم والذين أنهوا للتو استبيانًا على الإنترنت، وسلسلة من الإختبارات العقليّة مثل التفكير والتّذكر والمهارات اللّفظيّة.
فالأشخاص الذين حصلوا في المتوسط على قسطًا من النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات ليلًا كانوا أفصل حالًا من أولائك الذين حصلوا على عدد ساعات أكثر أو أقل. فالنتائج الأوليّة تُظهر أنَّ نحو نصف المشاركين في الدراسة قالوا بأنهم ينامون أقل من 6.3 ساعات أثناء الليل.
وقد حَصَل الباحثون عددًا من النتائج المُدهشة. حيثُ بدا الأشخاص الذين ينامون أربع ساعات أو أقل أكبر عُمرًا بتسع سنوات تقريبًا، بينما كانت كمية النوم المُرتبطة بأداء أصحابها لأفضل نتائج اختبار هي نفسها التي بدا أصحابها لهم نفس الأعمار تقريبًا.
يقول الباحثون: «التفكير، والقدرات اللفظيّة هما أكثر مهارتين عقليّتين تأثُرًا بالنوم، في حين أنَّ الذاكرة القصيرة هي الأقل تأثُرًا بالنوم»
كان هناك دليل آخر على أنَّ النوم حتى ولو لليلة واحدة يُمكنه أن يؤثر على القدرات العقليّة. فالمُشاركون الذين ناموا أكثر من المعتاد قبل أن يُجروا الإختبار كانوا أكثر أداءً من الذين ناموا نومهم المعتاد أو أقل.
وقال أندريان أون Adrian Owen أحد المُشاركين في الدراسة من جامعة ويسترن أونتاريو بكندا: «لقد أردنا حقًا الإلمام بعادات النوم للناس حول العالم. فبشكلٍ واضح يوجد القليل من الدراسات الصغيرة حول النوم والتي تم إجراؤها في المُختبرات، لكننا أردنا أن نكتشف كيف يكون النوم مؤثرًا في العالم الحقيقي»
وأضاف أون: «إن الناس الذين شاركوا في الدراسة قدّموا لنا الكثير من المعلومات عن أنفسهم، فقد أجرينا معهم استبيانًا واسعًا إلى حد ما، وقدّموا لنا معلومات عن الأدوية التي يتعاطونها، وأعمارهم، ومكان عيشهم، ومستوى التعليم الذي حصلوا عليه، وذلك لأن كل هذه العوامل يُمكنها أن تُساهم في فهمنا للنتائج التي حصلنا عليها»
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة كونور ويلد Conor Wild: «لقد وجدنا أن الكميّة الأنسب للنوم لكي تُبقي عقلك يعمل بكامل كفاءته تتراوح ما بين سبع إلى ثماني ساعات في الليلة الواحدة، وهذا يتوافق مع ما سوف يُخبرك به الأطباء لتُبقي جسدك في أفصل حالاته»
[…] […]
[…] […]
[…] […]