على عكس الحلمات التي تملكها النساء، فإن حلمات صدر الرجال زُخرفيةٌ، ولكن هل يمكن أن لها وظيفةً أو حتى أن تفرز الحليب؟ أجابة قصيرة: نعم، تحت ظروفٍ معينة.
شوهدت الرضاعة من الذكور في أحداث نادرةً في القليل من الحيوانات الأليفة، بما فيها القطط، والماعز، وخنازير غينيا، وتبدو الرضاعة من الذكور شائعةً فقط في خفافيش الفاكهة، على الرغم من عدم وضوح سبب امتلاك تلك الفصيلة للبيولوجيا اللازمة لإنتاج الحليب تلقائيًا، كما تجعل بيولوجية الإنسان الرضاعة من الذكور أمرًا ممكنًا، إذ يحتوي نسيج الثدي على تجاويف جوفاء تدعى الأسناخ أو (ألفيولي) في كلا الرجل والمرأة، والتي تبطنها خلايا مفرزة للحليب، ولكن الأمر المهم والرئيسي في الإرضاع هو البرولاكتين، وهو هرمونٌ تنتجه الغدة النخامية، والذي يحفز بدوره غدد الثدي لإفراز الحليب.
وعادةً ما تملك النساء غير المرضعات ضعف ما يملكه الرجال من البرولاتكين يسري في أجسادهن، وبحسب معاهد الصحة الوطنية الأمريكية يتضاعف هذا التركيز عشرة أضعاف خلال وبعد الحمل، وأظهرت دراسة قابلية ارتفاع مستويات البرولاكتين لدى الرجال وفقًا لبحثٍ أجري عام 2008 على الرضاعة من الذكور.
فوثق العلماء على سبيل المثال حالة رضاعة من رجال ناجيين من معكسر سجون في الحرب العالمية الثانية، والذين عانوا من الجوع لشهور، وبعد تلقيهم للتغذية الكاملة، عادت غددهم المفرزة للهرمونات إلى حالتها الطبيعية أسرع بكثير من الكبد ( الذي عادةً ما يمتص ويخزن الفيتامينات)، مما سبب ارتفاع مستوى الهرمونات وإدرار الحليب.
كما تسبب حالة صحيةٌ تدعى بتليف الكبد إدرارًا للحليب بشكلٍ مماثل، إذ تعطل هذه الحالة وظائف الكبد من تخزينٍ وامتصاصٍ للهرمونات، وتسبب المشاكل الصحية التي تؤثر على الغدة النخامية وغدة تحت المهاد التي تثبط من إفراز البرولاكتين، إدرارًا للحليب في الذكور، إذ وثقت دراسةُ نشرت عام 2010 في مجلة الجمعية الطبية الكندية، حالة إدرار رجلٍ مصاب بورم الغدة النخامية للحليب.
اضافة تعليق