الإجهاد ليس مجرد شيء يحدث في رأسك فقد تصل آثاره إلى كل جزء تقريباً من جسدك، بعبارات بسيطة الإجهاد هو الطريقة التي يستجيب بها الجسم للأخطار المحتملة، فعندما يلاحظ الدماغ تهديدًا، فإنه يوجه بعض الغدد لتطلق فيضان من الهرمونات وهي الأدرينالين والكورتيزول التي تزيد من اليقظة ومعدل ضربات القلب وتدفق الدم إلى العضلات وأكثر من ذلك، ولكن الإجهاد بطبيعته ليس شراً لك بل انها استجابة بيولوجية مصممة لمساعدتنا على الهروب بنجاح من التهديدات، يستجيب جسمك للإجهاد ثم يعود إلى حالته الطبيعية، ولكن ماذا يحدث لجسمك إذا أصابك الإرهاق طوال الوقت؟

الإجهاد المزمن يدمر نومك: ربما لا تحتاج إلى طبيب يقول لك أن الإجهاد يقلل من جودة النوم، وأشارت دراسة عام 2015 تعقبت النساء في منتصف العمر على مدى تسع سنوات، وكان أولئك الذين بلغوا أعلى مستويات التوتر كان لديهم قصور في النوم وكانوا يعانون من الأرق، ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، الحرمان المزمن من النوم يزيد من خطر حدوث مشاكل في القلب والبدانة والسكري، ويمكن أن تقلل من قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات.

عندما تُحرم من النوم فأنت تتخذ خيارات غذائية أسوأ: الحرمان من النوم يجعلنا نأكل سعرات اكثر معظمها من الدهون، كما أن الإجهاد أيضًا أن يعبث بهرموني اللبتين والغريلين وهن اثنين من الهرمونات التي تنظم رغبتنا في الاكل، وبالتالي سنأكل تناول المزيد من الأطعمة التي اغلبها سكريات ودهون.

ستمارس الرياضة بشكل أقل: الناس الذين يتعرضون للإجهاد إذا كان ذلك بسبب جدولهم الزمني ووقتهم سيتخلون عن ممارسة التدريبات الرياضية، وخلاصة القول إن الإجهاد قد يجعلك تأكل أكثر وتتحرك أقل، وهذا ليس في صالحك إذا كنت تحاول الحفاظ على وزنك الحالي أو تفقد بضعة أرطال.

إذا كنتِ حامل يمكن أن يضر الإجهاد بطفلك: هرمونات الإجهاد للأم يمكن أن تؤثر أيضًا على طفلها الذي مازال في مرحلة النمو بطرق ضخمة، على وجه التحديد قد تم ربط إجهاد الأمهات قبل الولادة بزيادة خطر الإصابة بالتوحد والاكتئاب ونقص أو فرط الحركة والفصام وانخفاض القدرة المعرفية للأطفال.

يمكن أيضًا أن يفسد الهرمونات الخاصة بك: الهرمونات التي تنظم الحيض يمكن قمعها بسبب الإجهاد، مما يتسبب في عدم انتظام دورات النساء أو تتوقفها تماما ولكن النساء لسن الوحيدات المتضررات، فمع الإجهاد المزمن تنخفض أعداد الحيوانات المنوية للرجال.

الإجهاد يمكن أن يسبب لك مشاكل في الجلد بما في ذلك حب الشباب: ليس غريبًا أن يؤثر الإجهاد سلبا على أكبر جهاز في الجسم، وقد حدد الباحثون عددًا من الشروط ليست بالضرورة ناجمة عن الإجهاد ولكن يمكن أن تزداد نتيجة لذلك، وتشمل هذه القائمة حب الشباب والصدفية والوردية والثعلبة والأكزيما أيضًا، كما أن بشرتك ستأخذ وقت أطول من المعتاد لمعالجة الجروح.

الإجهاد ليس جيدًا لقلبك: يزيد الإجهاد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، في حالات التوتر الشديد ستشعر تمامًا بشعور النوبة القلبية والتي تعرف باسم متلازمة القلب المكسور – Broken Heart Syndrome – اما على المدى الطويل يمكن أن يؤثر سلبا على صحة قلبك على الرغم من أن السبب ليس واضحا تماما، نحن لا نعرف ما إذا كان الإجهاد نفسه يثير خطر المشاكل أمراض القلب، أو ما إذا كان التوتر يؤدي ببساطة إلى عادات غير صحية مثل التدخين.

الإجهاد يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للمرض: في دراسة أجريت عام 2012 تم اختبار 276 من البالغين الأصحاء حول مستوى التوتر في حياتهم. ثم أعطيت لهم قطرات أنف تحتوي على فيروسات الانف وهو سبب شائع لنزلات البرد، وبالطبع الذين كانوا يتعرضون للإجهاد زاد معدل اصابتهم الضعف.

الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب: بعض الأبحاث تقول أن الإجهاد يمكن أن يوقف نمو الخلايا العصبية الجديدة، كما يمكن أن يتسبب ايضًا في الالتهاب المزمن للخلايا العصبية.

يمكن أن يجعل الجهاز الهضمي لا يعمل جيدًا: حيث أن التوتر له تأثير مباشر على جهازك الهضمي، فهو يسبب حرقة المعدة، وعسر الهضم، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال، والإمساك. وذلك لأن الدماغ وأمعاءك ترتبط ارتباطًا وثيقًا وتسيطر عليها العديد من نفس الهرمونات التي لها علاقة بالتوتر.

يجب أن يتعلم الجميع كيفية تقليل التوتر في حياتهم: إن أهم ثلاث استراتيجيات للتخفيف من الإجهاد هي تناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كاف من النوم، لذلك حاول بعدم تناول الأطعمة المصنعة وتناول نظام غذائي في الغالب من الأطعمة النباتية، حيث تظهر الدراسات أن الناس الذين يتناولون المزيد من الفواكه والخضار تقرر مستويات الإجهاد أقل، اما بالنسبة الى اللياقة البدنية فيمكن أن تكون مجرد المشي من السيارة إلى العمل، أو استخدام السلم، أو المشي خلال استراحة الغداء، ثم النوم جيدًا سبع ساعات ونصف.

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!