مرة أخرى إلى أرض الخصب ومنبعالحضارة العراق،فقد شهدت هذي الأرض ميلاد طائفة الإسماعيليين الأكثر تأثيرًا فكريًا وفلسفيًا وعسكريًا في القرون التي تلتها. الإسماعيليون من فرق الشيعةويلون الاثني عشريةكتعدادحيث يقارب عددهم العشرين مليونًا يتوزعونعلى بلدان عديدة أهمها باكستان والهند وسوريا والسعودية.

النشأة: كان الشيعة يرضون الإمام بما يتفق عليه أبناء علي من فاطمة كاستمرار لنسل النبي محمد، لكن ذلك لم يخلُ من منازعات كما حصل مع الزيديين في الانشقاق الأول عند الشيعة، وفي القرن الثامن الميلادي حصل الانشقاق الثاني في الجسم الشيعيبعد وفاة الإمام السادس جعفر الصادق 756 م.
بايع أغلب الشيعة موسى الكاظم على أنه الإمام السابع خلفًا لأبيه، لثبوت موت اسماعيل في حياة والده،ولكن قسمًا من الشيعة اعتبروا أن جعفر الصادق أوصى الإمامة لابنه اسماعيلوبذلك ظهرت الاسماعيلية.

خلف محمدوالده اسماعيلوعاش متخفيًا كونه ملاحق من العباسيين وسمي اختفاؤه بالغيبة الصغرى(بينما مات موسى الرضا في سجون العباسيين).
أمن بعض الإسماعيليين أن محمد بن اسماعيل هو المهدي أخر الأئمة ويسمون بالسبعية وتمركزوا في السلمية بسوريا، وقد أدى هذا التفكير لاحقا الى نشوء القرامطة بقيادة حمدان قرمط،قام القرامطة بغزو العديد من المناطق وفرضوا ضريبة على الخلافة العباسية وسيطروا على البحرين واليمن وأجزاء من الجزيرة العربية وغزوا مكة، ولكن على الصعيد الداخلي قاموا بالعديد من الإجراءات الاقتصادية لدعم المحتاجين والحرفيين وبناء الواحات وشقوا الأقنية ودعموا الزراعة، مما يعد أول اشتراكية في التاريخ.
القسم الأكبر من الإسماعيليين قالوا إن وافي أحمد بن محمد بن اسماعيل هو الإمام الثامن ومنه الى عبيد الله المهدي (الإمام الحادي عشر)مؤسس الخلافة الفاطمية، والتي نازعت بغداد الشرعية الدينية بعد سيطرتها على الحجاز.

الانشقاق الأهم عند الإسماعيلية حصل عندما توفي الإمام الثامن عشر المستنصر بالله سنة 487ھ (1094م) بين من أيد نزار لخلافة أبيه تطبيقًا لوصيته وعرفوا بالنزارية، وهم الأكثرية حاليًا وبين من أيد أخاه المستعلي وعرفوا بالمستعلية والتي تفرعت إلى عدة فرق فيما بعد، إضافة إلى فرق أخرى انشقت عن الإسماعيلية.
الكلمة الفصل كانت للأفضل شاهنشاه وكيل المستعلي ومات نزار في السجن, نَصر حسن الصباح -حاكم آلموت وداهية عصره-النزاريين، هذا الحاكم الذي أرعب الشرق كله (ولًاحقا الصليبيين) عبر ايجاده لفكرة الفدائيين الذين دعوابالحشاشين (الانتحاريين).
العقيدة الإسماعيلية:
القرآن: هو مصدر التشريع ومنه تشتق القوانين والمعرفة لكن له تفسير ظاهر وباطن يجب التقيد بهما.
الإمامة: فلا يخلوا زمن من إمام ويشترط فيه الزهد والعلم
العقل: هو مصدر التمييز ومعرفة الحقائق
الداعي المطلق: وهو صلة الوصل بين الإمام وتلاميذه ومنه تعرف تعاليم الإمام
الإيمان بالبعث والحساب.

تحررت العقيدة الإسماعيلية عبر تاريخها من كثير من مظاهر التدين الخارجية، وانصب اهتمام الطائفة على الباطنية بشكل أكبر.

 

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!