الادمان على الجنس هل هو مرض ام عذر للرجال من اجل الخيانة ؟ هناك فرق بسيط بين المدمن وبين الذي يتعافى من إدمانه بأن الأول لا يتوقف عن الحديث عن تصرفاته بينما الثاني يوم بإخفائها.
الاكتشاف الذاتي جزء مهم من عملية التعافي ولكنه يقود للحظات محرجة عندما تقابل شخصاً يعرف بأنه مدمن على الجنس.
وعلى سبيل المثال بعد نصف ساعة من لقاء المدرب نيل ميلنكوفيتش ذو 59 عاماً الذي كان من بين المدمنين على الجنس المجهولين لمدة عشرين عاماً, قام بالتحدث عن إحدى المرات في عام 1987 التي قام فيها بالتفافة سريعة قبل الذهاب لإحضار صديقته من المطار وذلك من أجل الحصول على خدمات إحدى المومسات, حيث لاحظ بعد ذلك وجود بقعة حمراء عليه اعتقدها بداية أنها أحمر شفاه, ولكن تبين أنها دم من فم المرأة التي كان برفقتها حيث قام بغسلها في حمام محطة للوقود ومن ثم قام بالذهاب لجلب صديقته وبعد ذلك قام بممارسة الجنس معها بدون وقاية على نفس السرير الذي مارس عليه الجنس مع ثلاث نساء أخريات قبل أيام قليلة.
فهل يمكن الحكم على مثل هذا الرجل بشكل سيء للغاية أو أنه من الملائم إلقاء اللوم على الإدمان؟
حيث يقدم هذا السؤال نفسه بشكل منتظم ويمكن الاعتماد عليه. والشهير تايغر وودز تلقى علاجاً لإدمان الجنس العام المنصرم بعد اعترافه بالخيانة, حيث انه ما لا يقل عن 12 امرأة اعترفن أنهن مارسن الجنس معه.
والتصرفات غير المنضبطة لشارلي شين دفعته للحصول على المساعدة في السيطرة على العديد من الرغبات الشاذة والتي منها بما في ذلك الولع بشركات الممثلات الإباحيات.
وقدم عضو الكونغرس الجمهوري كريستوفر لي استقالته بعد أن قام بإرسال صورة له وهو عار الصدر وذلك لإغراء امرأة تعرف عليها على موقع كريغليست.
وهناك سيلفيو برلسكوني الذي يحاول البعض إقامة دعوة قضائية ضده لأنه قام بالدفع لفتات قاصر لممارسة الجنس معه, وبرلسكوني لم يخف انحيازه للفتيات الجميلات ولكنه قال أن الادعاءات المقدمة ضده لها أهداف سياسية.
هذه الحالات تختلف في كل مرة ولكن السؤال الهام هو لماذا يخاطر هؤلاء بخسارة كل شيء لإرضاء غرائزهم؟
فعندما يتعلق الأمر بالإدمان فإن الخط الفاصل بين الأخلاق و المرض غير واضح هنا, ولكن فقط في السنوات 25 الأخيرة قمنا باعتبار التجاوزات في الرغبات الأساسية مثل الإفراط بالجنس و تناول الطعام كحالات مرضية محتملة.
ففي عام 1983 عندما كان ميلنكوفيتش يقوم بخيانة زوجته باستمرار, نشرت مؤسسة هازلدين( منظمة لمعالجة الإدمان في مينيسوتا) كتاباً تأسيسياً دعي الخروج من الظلال : فهم الإدمان الجنسي Out of the Shadows: Understanding Sexual Addiction حيث ساعد هذا الكتاب الذي ما يزال متاحاً في تأسيس مجال معالجة الإدمان الجنسي.
وتقوم الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA بمناقشة ما إذا كان الإدمان الجنسي يجب أن يضاف إلى الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضرابات العقلية, و إن تسمية APA للإدمان هذا بإضراب hypersexual أضفى على الإدمان الجنسي شرعية بطريقة لم يكن بالإمكان تصورها منذ عدة سنوات حيث كان ينظر لمغازلات كلينتون على أنها انحطاط أخلاقي أو مجرد مزاح أصبحت تعرف الآن بأنها مرض. واعتراف APA بالإدمان الجنسي ساهم بخلق عائدات ضخمة ومستمرة في مجال الصحة العقلية, حيث أن بعض الزوجات اللاتي دفعن أزواجهن المتحمسين للجنس للعلاج.
وهذا الأمر يحصل فعلياً الآن فمنذ أن جعل وودز إدمانه الجنسي معروفاً فإن مرافق إعادة التأهيل التي اعتادت التعامل مع مدمني المخدرات والكحول وجدت نفسها تغرق في طلبات العلاج من الإدمان الجنسي.
ولكن الشرعية المعطاة للإدمان الجنسي بحاجة إلى نظرة أقرب, حيث قمنا بتغيير نظرتنا للإدمان الكحولي فما كان يعتبر انحطاطاً أخلاقياً أصبح يدعى مرضاً.
أما بالنسبة للتصرفات الجنسية فالأمر يبدو مختلفاً فهل هي فقط مجرد شهوة مفرطة أم هي مجرد أحداث حيوية أخرى؟؟
اقرأ أيضًا: ما هي الرعشة الجنسية أثناء النوم ؟
اضافة تعليق