هل تفقد المُتعة في ممارسة هواياتك؟ هل أصبحت أكثر عصبيّة في العمل؟ هل تشعر أنّ بإمكانك الدّخول في سُبات حتى يُزهر الرّبيع مُجدداً؟
من المهمّ أن تعلم كلّ شيء عن الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة -SAD- وأعراضها.

ماذا تعني الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة؟

قد يكون لها اختصار مناسب بشكل غريب، لكنّ الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة -Seasonal Affective Disorder-هو اعتلال مزاجيّ خطير، ويُعتبر أحد أنواع الاكتئاب، تِبعاً ل -Mayo Clinic-.

تتزامن الأعراض عادةً مع نهاية الخريف أو بداية الشتاء، عندما يُصبح اليوم أقصر، ويخفّ سطوع الضّوء الطبيعيّ.

دراسة جديدة في -Translation Psychiatry- وجدت أنّ إحدى الجينات، يُمكن أن تكون المسؤولة عن تصاعد مخاطر الإصابة بالاكتئاب الموسميّ.
هنا تجد المؤشّرات، الأعراض، والعلاج، التي يجب أن يعرفها الجميع عن الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة.

1. ما هو خطّ العرض في مكان إقامتك؟

يقول الطبيب النفسيّ نورمان روسينثال -Norman Rosenthal- وهو أوّل من عرّف وكتب عن الاضطراب العاطفيّ الموسميّ، ” إنّ انتشار الاكتئاب الموسميّ يتزايد أكثر كُلّما كان النّاس بعيدين عن خطّ الاستواء. في دراسة على مجموعة من النّاس في أربع مواقع جغرافيّة مختلفة في الولايات المُتّحدة، وجدتُ أنا وزملائي أنّ انتشار الاضطراب العاطفيّ الموسميّ في منطقة مثل فلوريدا، فقط بمعدل 1.5%، بينما في نيو هامشر، ما يُقارب ” .10%

إذا كُنت في مكان يحلّ فيه الظّلام عندما تنتهي من العمل، ويكون الطّريق مُظلماً في طريقك إلى المنزل، فإنّ خطورة الإصابة لديك مُرتفعة.
ابحث عن نشاطات تُعرّضك لأشعّة الشّمس في العُطل، وضع في ذهنك القيام برحلة، لوجهة دافئة ومُشمسة. إنّ تعرّضك لأشعّة الشمس سوف يرفع مستويات فيتامين D -Vitamin D- لديك.

2. الشعور بالكآبة:

تقول الأستاذة جيسيكا فيلدمان -Jessica Feldman-، وهي استشاريّة في الأمراض العقليّة-LMHC- ، حائزة على شهادة من مركز تأهيل الصحّة العقليّة -CPRP-، ومديرة خدمات العُملاء في الحلف الوطنيّ للأمراض العقليّة -National Alliance on Mental Illness-، بأنّ الشعور الغامر بالكآبة قد يكون أحد الإشارات المُنذرة بالاضطراب العاطفيّ ، وتقول ” ما يُميّز الاضطراب العاطفيّ الموسميّ من أشكال الاكتئاب الأخرى، هو أنّها بالأساس تابعة لفترة زمنيّة من السنة، وتابعة للموقع الجغرافيّ، فبينما يُصبح الجوّ أكثر ظلمة واكتئاباً، سوف يظهر على النّاس الذين يُعانون من الاضطراب العاطفيّ الموسميّ آثار الاكتئاب. ”

3. سلالتك العائليّة:

يُحذّر د.روسينتال -Rosenthal -، بأنّ أصحاب التّاريخ الأُسريّ للاضطراب العاطفيّ الموسميّ، هم أكثر تأثّراً من غيرهم.
لذا من الأفضل أن تسأل إن كان أيّ من أفراد العائلة قد أُصيب بهذا الاضطراب سابقاً.

تِبعاً للمؤسّسات الوطنيّة للصحّة -National Institutes of Health- ، فإنّ فُرص إصابتك باضطراب عاطفيّ أكبر، كلما كانت درجة القرابة أكبر، مثل أحد الوالدين. حوالي 15% من الأشخاص الذين يُعانون من الاضطراب العاطفيّ الموسميّ يُعاني أقرباؤهم منه أيضاً.

4. الشّعور بعدم الاهتمام:

يقول د. روسينتال، أنّ عرضاً آخر لهذا المرض، هو فقدان الاهتمام بالنّشاطات والهوايات التي أحببتها.

غير مُهتمّة بالحياكة؟، تتجاهل تماماً أعمال النّجارة؟، تمضي المزيد من الوقت أمام التّلفاز؟، هذه الإشارات تدلّ أنّ الاضطراب العاطفيّ بدأ يقضّ مضجع صحّتك. تنصح فيلدمان بوضع أهداف مثل التّمارين خارج المنزل لمدة عشر دقائق في الصّباح، ستًساعد في التخلّص من هذه الأعراض.

5. انقطاع النّوم:

الّليل يطول في الشّتاء، لذلك فإنّ معدّل النّوم يزداد بشكل طبيعيّ، لكنّ الإسهاب في النّوم، أو صعوبة الاستيقاظ في الصّباح، يُمكن أن يكون أحد أعراض الاضطراب العاطفيّ الموسميّ، تِبعاً مركز ماكلينتوك لخدمات الأمراض النفسيّة في جامعة درو -McClintock Center for Counseling and Psycological services-.

تقول فيلدمان ” إنّ الظّلمة يُمكن أن تُؤدّي إلى زيادة إفراز دماغك للميلاتونين، وهو مُسكّن طبيعيّ. تناول النّاس أحياناً الميلاتونين ليُساعدهم على النّوم، لذا ففي الأشهر المُظلمة، نحن نصنّع منوّمنا الخاصّ. وهو الشيء الوحيد الذي لا نُريد أن نختبر آثاره خلال اليوم.

6. ضعف في الطّاقة:

إذا كُنت تضغط باستمرار زرّ الغفوة، ولا تستطيع أن تنهض من السّرير، أو لا تستطيع أن تُكمِل يومك بسبب النّعاس، فربّما قد حان الوقت لتبحث عن المُساعدة.

يقول د. روسينتال ” إنّ الاستيقاظ المُبكّر في الصّباح، وتعريض نفسك للكثير من الضّوء بدلاً من أن تزحف تحت بطّانية السرير، هو فعل احترازيّ ضدّ الاضطراب العاطفيّ الموسميّ.

7. القلق الشّديد:

جميعنا نُصاب بالقلق، فهذا أمر طبيعيّ. لكن إذا أحسست أنّ قلقك خارج عن السّيطرة، سنة بعد أُخرى فإذاً يجدر بك أن تستشير أخصّائيّاً في الاضطراب العاطفيّ الموسميّ.

تبعاً لجمعيّة القلق والاكتئاب الأمريكيّة، فإنّ القلق هو الشكل الأكثر شيوعاً للأمراض العقليّة، ويؤثّر على 40 مليون شخص بالغ في الولايات المتّحدة. وبينما حوالي 20% من السكّان يُعانون من بعض أنواع الاكتئاب، فإنّ أقلّ من 40% منهم يبحثون عن العلاج.

يوجد الكثير من خيارات العلاج من القلق المرتبط بالاضطراب العاطفيّ الموسميّ، يقول د.راسينتال ” إذا كانت جلسات العلاج بالضّوء، ضوء الشّمس، والتّمارين غير كافية، فإنّ جلسات علاج للسلوك الإدراكيّ، بإدارة أخصّائيّ كُفء، ومضادّات اكتئاب موصوفة من قبل الطّبيب، يُمكن أن تفي بالغرض “.

8. تاريخك:

تقول فيلدمان ” الأشخاص الذين ليدهم تاريخ من الاكتئاب أو الأمراض العقليّة، هم الأكثر عُرضة للإصابة بالاضطراب العاطفيّ الموسميّ ، بالإضافة عوامل أخرى، كوجود تاريخ للأسرة بأمراض عقليّة، أو الاكتئاب، أو مجرّد التّشخيص بوجود مرض عقليّ. تُشخّص النّساء بالاضطراب العاطفيّ الموسميّ أكثر من الرّجال. يميل الصّغار أيضاً أن يتعرّضوا للتشخيص بشكل أكثر تكرار من الكبار “.

9. مشاكل في التّركيز:

وجد الباحثون في دراسة في العام 2013، في جامعة الشمال الغربيّ -Northwestren University-، بأنّ الموظفّين يعلمون بحيويّة أكبر وبإنتاجيّة عالية عندما يتعرّضون لمصدر طبيعيّ للضّوء، إذا كُنت تُسافر من وإلى مكان عملك في الظّلام، وتفتقر إلى شعو الرّفاهيّة في الجلوس بجانب نافذة كبيرة مُشمسة في العمل، فإنّ شُحّ التعرّض لضوء الشّمس هذا سوف يؤثّر على نومك ليلاً. يُمكن أيضاً أن يجعلك عصبيّ المزاج، ويجعل التّركيز أمراً صعباً، تِبعاً لبحث من جامعة فاندربيلت -Vnderbilt University.

10. الشعور بجنون الكربوهيدرات:

عندما نكون مُتعباً فإنّ جسدك يطلب الطّاقة، وأسرع مصادر الطّاقة تلبيةً، هي الكربوهيدرات البسيطة، مثل الدونات، ورقائق البطاطا. وبما أنّنا نميل لأن نُصبح أقلّ حركة في الشتاء، فإنّ المزيج من الكربوهيدرات والاستلقاء يُمكن أن يُسبّب اكتساب بعض الوزن. فبدلاً من استخدام الكربوهيدرات، اصنع وجبات بالأطعمة الغنيّة بالدّهون الثلاثيّة، مثل السلمون، السردين، الجوز. سوف تدعم هذه الأطعمة إنتاج السيروتونين الكيميائيّ العصبيّ.
إنّ الأسيد الأمينيّ الثلاثيّ هو كتلة مبنيّة من السيروتونين، يُمكنك الحصول على المزيد من ديك الحبش، البيض، والسبانخ.
علاج الاضطراب العاطفيّ الموسميّ:

وِفقاً ل د. روسينتال، هنالك طرق عدّة للتخلّص من الاضطراب العاطفيّ الموسميّ. ” العلاج بالضّوء، هو أوّل علاج، يتضمّن الجلوس أمام منظر ثابت خاصّ كل يوم، من 30 وحتى 90 دقيقة. “، ويشرح بأنّه يُمكنك أن تُحسّن الإضاءة في منزلك لمُحاربة الاضطراب العاطفيّ الموسميّ.
يقول د. روسينتال ” المناظر المجهّزة خصيصاً متوفّرة بشكل تجاريّ، وأفضلها تلك المصنوعة من أضواء الفلورسينت المُغطّاة بمرشّح “، بالإضافة إلى ذلك فإنّ د. روسينتال يقترح وضع خطّة حتى نبقى نشيطين، من خلال الخروج من المنزل قدر المُستطاع، والبقاء مشغولين اجتماعيّاً.


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!