تمد الموائد يومياً بأطباق وصحون مختلفة الأشكال والأحجام ويرافقها مناديل وأدوات الطعام من شوك وملاعق ومغارف متنوعة، إلا أن الصورة لا تطابق الموائد التي بسطت على مر التاريخ فبعض التفاصيل تثير الدهشة والفضول وتسلط ضوءاً واضحاً يظهر مدى تطور البشرية وتأثر التفاصيل المختلفة بالرقي الحضاري عاماً بعد عام.
في الماضي كانت أدوات المائدة مختلفة جداً عما يتم استخدامه الآن وفي هذا المقال سنتعرف على بدايات أدوات المائدة من شوك وسكاكين وغيرها.
– أصابع اليد
وهل من وسيلة أشهر لتناول الطعام أكثر من يدي الشخص، لطالما تناول الناس الطعام بأيديهم بغض النظر عن المظهر الفوضوي الذي يعكسه ذلك.
وفي منتصف 1500 كانت الطريقة الصحيحة لتناول الطعام باليد هي استخدام أول ثلاثة أصابع فقط وهذا ما اتبعه رواد الطبقة الراقية فاختلفوا بسلوكهم عن الطبقة الأقل رتبة.
وفي عام 1526 قام إراسموس الهولندي بكتابة أول كتاب عن آداب المائدة وفيه نهى عن لعق الأصابع أو مسحها بالمعطف وقدم البديل باستخدام فوطة على المائدة وهو ما بقي سائداً حتى الآن.
– السكاكين
كانت تستخدم كأسلحة وأدوات وبالطبع وسيلة مساعدة في تناول الطعام واللافت في العصور الوسطى أن المضيفين لم يقدموا لضيوفهم أدوات لتناول الطعام، فكان الناس يحملون سكاكينهم أينما ذهبوا.
كانت تلك السكاكين قليلة العرض بأطراف حادة مستدقة لتساعد في تقطيع الطعام ورفعه للفم.
ظهرت سكاكين المائدة في 1600 وفقدت طرفها المستدق مع انتشار الشوك فلم يعد من داع لغرز السكين بالطعام بوجود الشوكة.
– الملاعق
استخدمت الملاعق من العصر الحجري وكانت أصداف البحر هي الملاعق آنذاك، كما تم استخدام قشور الخشب.
كانت الجدة الأولى للملاعق مخصصة لتناول الحساء والأطعمة الطرية وكان شكلها كزبدية بيضوية بمقبض يتميز بتصميم جمالي.
جاء من بعدها نموذج آخر كان على شكل ملعقة صغيرة طرفها زبدية مستديرة ومقبضها مستدق الطرف وقليل العرض للمساعدة على أكل البيض وأصداف البحر.
– الشوك
ظهرت شوك الطعام الصغيرة في القرن الحادي عشر لكنها كانت نادرة في إيطاليا بحلول القرن الرابع عشر.
ترجع أصول الشوكة إلى عهد اليونانيين حيث كانت أكبر حجماً ولها سنتين فقط وساعدت في تقطيع اللحم وتقديمه، حيث تنغرس أسنانها في قطعة اللحم فتمنعها من الحركة والانزلاق أثناء التقطيع، لكنها أيضا سمحت بسهولة انزلاق الطعام منها وذلك مقارنة بالسكين التي كانت تتشبث أكثر في أي شيء تنغرز به.
وفي بداية القرن التاسع عشر اكتسبت الشوكة سناً إضافيا وأصبحت بثلاثة أسنان منذ ذلك الحين.
اضافة تعليق