ربما حاولت جاهداً أن تكون صحياً، وتابعت سعراتك الحرارية، ودائماً كنت ترمي صفار البيض عندما تصنع العجة! تعرف إلى فوائد صفار البيض وتناول البيضة كاملة

بياض البيض أم البيضة كاملة : أيهما أفضل لصحتك ؟ ربما حاولت جاهداً أن تكون صحياً، وتابعت سعراتك الحرارية، وتمرنت بشكل منتظم، ودائماً ما كنت ترمي صفار البيض عندما تصنع العجة، حسناً ربما حان وقت إعادة النظر في هذا القرار! لأن البيضة الكاملة لن ترفع مخاطر إصابتك بأمراض القلب – بل بالحقيقية، واستناداً إلى المدرب ليز ولف، مؤلف كتاب «كل الصفار – Eat The Yolks»، فإنه قد يكون من المضر لصحتك إن لم تأكل البيضة كاملة.

حقائق عن مزج البيض

صفار البيض، هو ومصادر اخرى للدهون المشبعة والكوليسترول، تعرضت للنقد بشكل حاد في بحث قام به نيكولاي أنيشكوف في نهاية القرن العشرين، قام نيكولاي عندها بإطعام الأرانب صافي كوليسترول وتابع شرايينها تنسد تدريجياً بهذا الطاعون، مما قاده إلى الفرضية القائلة بأن الكوليسترول يعزز من مخاطر أمراض القلب، لكن منذ ذلك الوقت حتى الآن ظهرت إلى السطح أسئلة حول حقيقة ترابط هذين الرابطين وإحداها كما ذكرها ليز ولف أن البشر لا يوجد بينهم وبين أجسام الأرانب أي صلة وأن الكوليسترول لا يشكل جزءاً من غذاء الأرانب المعتاد.

ومع ذلك، فإن الدراسات كانت تجرم الأطعمة المحتوية على نسبة دهون وكوليسترول عالية، وكتب الباحث أنسيل كيز في خمسينات القرن الماضي في دراساته والتي لعبت دوراً كبيراً في نظرتنا الحالية إلى الدهون المشبعة اليوم مفاتيحاً ادعى فيها أنه بعد النظر إلى الحمية الطبيعية إلى السكان القاطنين في سبع دول مختلفة، تمكن من التوصل إلى أن هؤلاء ممن كانوا يأكلون الدهن الحيواني امتلكوا أعلى المعدلات في أمراض القلب، لكن هذا التحليل كان معيباً وناقصاً، لأنه بالرغم من أن بيانات أنسيل كيز كانت تظهر بالفعل صلة بين الدهون وأمراض القلب، إلا أنه لم يستطع أن يثبت صحة هذه العلاقة وعدم عفويتها، علاوة على ذلك فبينما كانت معدلات الوفاة لمن يمتلكون أمراض القلب أعلى في البلدان التي يكثر فيها استهلاك الدهون الحيوانية، إلا أن الوفيات الناتجة عن أي سبب آخر كانت قليلة – وكان متوسط العمر في المحصلة أعلى.

الجانب المشرق من الأشياء

من حسن حظنا، أن المزيد من النتائج الملموسة رأت النور منذ ذلك الوقت حتى الآن، في سنة 2010، نشرت مجلة «The American Journal of Clinical Nutrition» تحليلاً تلوياً – التحليل التلوي هو تحليل في عِلم الإِحصاء يتَضَمَّن تطبيق الّطُرُق الإحصائيّة على نَتائِج عِدّة دِراسات قد تكون مُتوافِقة أو مُتضادّة>

وذلك من أجِل تَعيين تَوجُّه أو مَيل لِتلك الّنتائِج أو لإيجاد عِلاقة مُشتَركة مُمكِنة فيما بَينها – جمع نتائج أكثر من 21 دراسة، والتي أدت إلى أن الدهون المشبعة ليست فعلياً مرتبطة مع زيادة مخاطر الإصابة بمرض القلب التاجي «coronary heart disease»، أو السكتة الدماغية أو أمراض الأوعية الدموية.

مبكراً من هذه السنة، ناقضت مجلة «Time magazine» طروحاتها التي نشرتها في غلاف مجلة سنة 1984 التي تذكر فيها أن البيض والأطعمة الأخرى الغنية بالدهون كانت خطيرة، بل حتى شجعت القراء على تنازل الزبدة والسمن.

ولكن، ما هو السبب الحقيقي لأمراض القلب إذا؟ يقترح ولف أن السبب يكمن في الالتهاب الناتج عن مستويات القلق المزمن، والاستهلاك الزائد لزيوت الخضروات والكربوهيدرات المصنعة، وبكلمات أخرى «قلل من الأطعمة التي تأتي في صناديق أو علب».

الحقيقة المسلوقة

في غضون هذا، إذا كنت تتفادى صفار البيض، فإنك كنت تفتقد عالماً من التغذية الشهية، واستناداً إلى ليز ولف: « إنها مصدر رائع لفيتامين أ الذي يعتبر جيداً للبشرة، وفيتامين ب الذي يمدك بالطاقة، والكولين الذي يدعم صحة الدماغ والعضلات وضروري لحمل صحي»، كما تعتبر الدهون المشبعة في الصفار ضرورية لإنتاج الهرمونات وامتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن.

ما دمت متحكماً في ناتج سعراتك الحرارية، فإن استهلاك بيضة كاملة لن يكسبك وزناً إضافياً بغض النظر عن المحتوى الدهني، غير أنه إذا أردت أن تحصر سعراتك الحرارية جيداً فإنه عندها سيكون تناول البياض فقط أكثر ملائمة لك، وعندما تشعر بالشك قم بمراجعة أخصائي تغذية للتحقق من صحة خياراتك الغذائية ودورها في لياقتك البدنية.


اقرأ ايضًا: 8 عادات يومية لبناء صحة نفسية وعقلية جيدة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!