هل تعلم ما هي المواد الكيميائية الموجودة في الوشم ؟ لقد كان الإنسان يتزيّن بالوشم منذ غابر العصور والأزمان. فقد قام الإنسان البدائيّ والفراعنة باستعمال الأوشام المصنوعة من السخام أو الفحم أو الأصباغ الطبيعيّة الأخرى. لكن غالبًا ما تفتقر معرفة رسّاموا الوشم في عصرنا الحديث ممّا يتمّ صناعة أحبارهم التي يطبّقوها. هل تعلم ما هي المواد الكيميائيّة الموجودة في وشمك؟

على الرغم من أنه يجب على رساموا الوشم أن تتمّ المصادقة عليهم كي يعملوا بشكل قانونيّ، ليس هناك معايير رسميّة حيال الأصبغة والأحبار التي تدخل في رسم الوشم. فإن لم تكن فنّان وشم خبير وتقوم بمزج ألوانك من أصبغة جافّة، هناك احتمال كبير أنك لن تعرف حقّ المعرفة عن ماهية المواد التي تدخل في صناعة الأصبغة التي تقوم بتطبيقها.

قد يُعزى ذلك إلى أنّ صُنّاع الأصبغة يحاولون حماية تركيبتهم الخاصّة. بغضّ النظر، عادةً ما يكون رسّاموا الوشم في غموض يحتجب المواد التي يستخدموها في رسم الأوشام ، ويتبيّن أن الفرق بينها شاسع. فبعض الأصبغة تتمّ صناعتها من مكونات طبيعيّة، أما بعضها الآخر يمكن أن نجدها كمنتج ثانوي في الصناعات البلاستيكيّة أو القماشية أو حتى في صناعات السيارات.

حلّلَ تقرير تمّ نشره عام 2016 من قِبل مركز الأبحاث المشترك الذي يؤمّن استشارة مستقلّة للاتحاد الأوروبيّ – The Joint Research Centre – مجموعة واسعة من أصبغة الوشم ووصّف المكوّنات ذات الخطورة الأشدّ.

وأخطرها تُعرف تحت مُسمّى الهيدروكربونات العطرية متعدّدة الحلقات – PAHs – وهي زمرة كيميائيّة توجد في الأحبار السوداء وهي تحتوي على مواد مسبّبة للسرطان يمكنها الانتقال من الجلد إلى العقد اللمفيّة. هناك أيضًا الأصبغة ذات مركّبات الآزو، وهي تشكل قرابة الستون بالمئة من الألوان وتركيباتها التي نجدها في حبر الوشم. على الرغم من أن مركّبات الآزو غير ذي ضرر عندما تدخل في الجلد لأول مرّة، قد تتدهور هذه المركّبات مع الزّمن لتسبّب السرطان أحيانًا.

هل تعلم ما هي المواد الكيميائية الموجودة في الوشم ؟ مم يتم صناعة الوشم المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة حبر الوشم كيفية وضع الأوشام

لكن هذا لا يعني أن الوشم غير آمن، تتمّ صناعة الأصبغة الحديثة عالية الجودة بشكل نموذجي من أملاح معدنيّة مختلفة. المعادن المختلفة تشكّل مخاطر مختلفة، وهذا يعني أن ألوانًا معيّنة قد تكون أشدّ خطورةً عن بقيّتها. فالحبر الأحمر، على وجه الخصوص، يُعرف بأنه يسبب مضاعفات في حساسية البشرة ومشاكل صحيّة أخرى بالمقارنة مع الحبر الأسود الذي يمكن تصنيعه بشكل سهل من مصادر آمنة.

أمّا اللونين الأزرق والأخضر فتتمّ صناعتهما من أملاح النحاس عالية الجودة، لكن عليك الاحتراز من الأزرق المصنوع من الكوبالت. اللون الأبيض الذي تتمّ صناعته من أكسيد التيتانيوم هو من أقلّ الأصبغة خطورة. أمّا الأصبغة من مثيل اللون الأصفر التي يتمّ اشتقاقها غالبًا من مصادر طبيعية مثل الكركم على سبيل المثال، غالبًا ما تسبّب حساسيّة البشرة وذلك لأن صناعة لون فاتح قمينة بأن تدخل بها عمليّات تكثيف لكميات كبيرة من الصباغ.

إذا أردت الحصول على وشم صحيّ، فليكن خيارك متّجه نحو رسّاموا الوشم ذائعوا الصيت وإن كان ذلك سيكلّفك الكثير من المال. فالأصبغة الرخيصة رخيصة لسبب واضح، ورساموا الوشم غير الخبيرون لن يقدّموا لك الإثبات حيال مصداقية الحبر الذي يستخدموه. عليك أن تُمطر فنان الوشم بالأسئلة حيال ماهية الحبر الذي يستخدمه ومصادره وأن تكون حريصًا حيال الألوان التي تريدها، فالوشم أبديّ.

المصدر

اقرأ أيضًا:

10 حقائق مثيرة للاهتمام عن الحوت الأزرق

كلمات ذات صلة: المواد الكيميائية الموجودة في الوشم – الأوشام

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!