بعد أن حقّق فيلم The Dark Knight أرباحًا تصل إلى المليار دولار عالميًا، سمحت شركة وارنر براذرز للمخرج كريستوفر نولان أن يصنع مشروعه الشّغوف، فيلم اسْتِهْلَال أو اِزْدِراع Inception. على الرغم من أن معظم المشاريع لا تصل ميزانيتها إلى 160 مليون دولارًا، حقّق الفيلم المثير للحيرة هذا ما يزيد عن 800 مليون دولارًا عالميًا. إليكم 21 معلومة قد لا تعرفونها حول الفيلم.

1- كتب (نولان) الفيلم بالإضافة إلى إخراجه:

لقد جاءته فكرة الفيلم في أوائل الـ2000 بعدما فرغ من تصوير فيلم Insomnia. في البدء، كان يفكّر في استخدام المبدأ ذاته، لكن كفيلم رعب.

2- تأثر (نولان) بعمليّات الابتكار التي يعرفها، لذلك نجِد الكثير من الاستعارات التي تعود لصناعة السينما ضمن الفيلم:

كلّ شخصيّة تمثّل جزءًا حيويًا من عمليّة صناعة الأفلام. “قائد العمليّة” (آرثر) الذي يلعب دوره (جوزيف غوردون ليفيت) هو المنتج. “المهندس” (آريادني) التي تلعب دورها (إيلين بيج) هي مصممّ الإنتاج. “المزوّر” (إيمز) الذي يلعب دوره (توم هاردي) هو الممثل. “العلامة” (روبرت فيشر) والذي يقوم بدوره (سيليان مورفي) هو الجمهور. أمّا (ليوناردو ديكابريو) الذي يلعب دور (دوم كوب) فهو بديل المخرج، بتبنّيه مزايا (نولان).

3- لم يقم (نولان) بدراسة الأحلام حينما كتب القصّة:

لقد اتخذ في كتابته فيلم حول الأحلام عملية مشابهة لتلك التي كتب فيها قصّة Memento، فيلم عن الذاكرة. قد استخدم بشكل أولي خبراته ومشاعره الشخصيّة بدلاً عن المعلومات الخارجيّة. قد عبّر عن ذلك قائلاً: “إن كانت الدراسة تعارض ما تودّ القيام به، فستقوم بذلك على أيّة حال. لذا في مرحلة معيّنة أدركت أنني إذا أردت أن أصل إلى الجمهور، فعليّ أن أكون موضوعيًا بقدر ما أستطيع وأن أحاول أن أكتب من مصدر حقيقيّ. وهو مستمدّ من خبرتي وعواطفي الشخصيّة”.

4- لكي يحظى بموافقة الاستديو، كان على (نولان) أن يقنعهم أن طبقات الأحلام المختلفة ستكون أقل سببًا للحيرة:

قال لهم: “ستكون إحدى طبقات الأحلام في المطر، وأخرى في الليل، وأخرى بالخارج في الثلج. حتى في لقطة قريبة، ستتمكن من معرفة الطبقة التي أنت بها أثناء التنقل بينها”.

5- تمحورت عمليّة توزيع الأدوار حول (ديكابريو):

لطالما عرف (نولان) أنه يرغب في أن يؤدي (ليوناردو ديكابريو) دور (كوب)، وبحسب ما قاله: “كنا نحاول أن نوزّع الأدوار لأنسب الأشخاص الذين يبدون ملائمين للدور حول (ديكابريو)”. وهذا ما أدّى لتوزيع الأدوار لفريق من الممثلين اليافعين، لأن (نولان) أراد “فريق ممثلين يافعين وحيويين حوله، كي لا يبدو (ديكابريو) أصغر السنّ”.

6- بالإضافة إلى تأثيره على عمليّة توزيع الأدوار، عدّل (ديكابريو) أيضًا نصّ الفيلم:

صرّح (نولان) لصحيفة Hollywood Reporter أن: “حالما وافق (ليو)، قضيت أشهرًا في نقاش النصّ معه. لقد قام بعدّة تعديلات غريبة على النصّ وتحدّاني في جعل النصّ واضحًا، وفي تتبّع المنطق الضمنيّ بالإضافة إلى الحفاظ على جوهر الشخصيّات والأسس التي وضعناها”.

7- لم يكن على (بيج) أن تقوم بتجربة أداء:

لقد قابَلت (نولان) في جلسة لم تكن على صلة بالفيلم. في الأسبوع التالي، طُلب منها قراءة نصّ الفيلم، وكان عليها أن تقرأه في مكتب، لا في منزلها. لحسن الحظ، أُعجِبت بالشخصيّة وأعطاها (نولان) الدور.

8- سُمّيت (آريادني) بهذا الاسم تيمّنًا بابنة (مينوس) في الأساطير الإغريقية:

يُعدّ الاسم غريبًا لشخصيّة في عصرنا الحديث، لكنّه منطقيّ لهكذا دور. في إحدى القصص، يسمح (مينوس) لـ(آريادني) أن تتحكم بإحدى المتاهات. في الفيلم، المتاهة التي ترسمها (آريادني) من أجل اختبار (كوب) تشبه متاهة الشخصيّة الأسطوريّة في اللوحات التّي تصوّرها.

9- صُوّر الفيلم في أنحاء العالم:

موقع التصوير المتحرك الذي يطير (آرثر) فيه تمّ صنعه في (بيدفوردشير) في بريطانيا. أمّا مشاهد الجبّال الأخّاذة فتمّ التقاطها في (كالغاري) في ألبيرتا. بالإضافة إلى تصوير عدّة مشاهد في المغرب وطوكيو ولندن ولوس آنجيليس. في نهاية المطاف، كانوا قد صوروا في ستّ بلدان مختلفة.

10- فكّروا في صنع الفيلم بتقنية 3D:

برغم ذلك، صرّح (نولان) في نهاية الأمر أنهم سيكونوا: “مقيّدين بهذه التقنية”. بعد انتهاء التصوير، كادوا أن يحوّلوا الفيلم إلى صيغة ثلاثيّة الأبعاد في مرحلة المونتاج، لكن لم يكن هناك وقت كافٍ لذلك ببساطة.

11- أراد (نولان) أن تبدو التفجيرات سرياليّة، بدلاً عن ألسنة اللهب البرتقالية الهوليوودية الشهيرة:

لم تنظر إرشادات التصوير في باريس بعين الرضى إلى التفجيرات الحقيقية. لذا، قام فريق العمل باستخدام النيتروجين المضغوط، والذي قاموا بإطلاقه بالقرب من الممثلين. وتمّ إضافة المزيد من الأنقاض مع تحسين تأثيرات الانفجارات في مرحلة المونتاج.

12- السّلالم المتناقضة كانت مستوحاة من عمل (إم سي إيشر) الفنّي:

أراد (نولان) أن يبني سلالم متناقضة فعّالة، لكن ذلك لم يكن ممكنًا. لذا قاموا ببناء سلالم تنتهي بشكل مفاجئ. ولكي تبدو تلك السلالم واقعيّة، لجأوا إلى فريق التأثيرات التصويرية. وبحسب (بول فرانكلن)، وهو مشرف فريق المؤثرات التصويرية: “تلك الدّرجات يجب أن تُبنى في طريقة معيّنة، فإذا نظرت إليها من زاوية محدّدة، يُماشي أعلى مستوى من السلّم أدنى مستوى منه”.

13- بنى فريق (نولان) مواقع تصوير متحرّكة ومتقلّبة:

في المشهد الذي يقوم فيه (كوب) بالشرح لـ(فيشر) أنهم في حلم، يُثبت ذلك عن طريق تحريك وهزّ الغرفة. لإنجاز ذلك، حرّك طاقم العمل موقع التصوير 25 درجة أثناء المشهد، دون تحريك أيّة من التجهيزات. وبحسب (ديكابريو): “كان الموقع بأكمله يتحرّك. وكان علينا أن نتشبث كي لا نقع”.

14- لم يواجه أيّ من الممثلين أيّة صعوبة في التّعرف على طبقة الحلم التي هم فيها

صرّح (هاردي) لمجلّة Collider: “كان من السّهل عليّ أن أعرف أيّ حلم أنا فيه بسبب الزّي الذي أرتديه. إن كنت في شكّ، كلّ ما كان عليّ فعله هو النّظر إلى حذائي”.

15- تمّ بناء موقع تصوير الجبّل على إحدى حواف الجبل في الواقع:

تمّ بناء موقع التصوير في إحدى جوانب الجبل في آلبيرتا، وفي الواقع، لم يكن هناك ثلجًا، وظنّ طاقم العمل أنهم لن يستطيعوا تصوير مشاهد الثلج بالوقت الذي بدأوا فيه. لكنّ الأمر لم يأخذ وقتًا طويلاً، فتمكنوا من التصوير أثناء إحدى العواصف التي رافقت أكبر عاصفة في العقد.

16- كلّف المشهد حيث تقع فيه الشّاحنة عن الجسّر في التصوير البطيء شهورًا:

بحسب (دايليب راو) الذي لعب دور (يوسف) قائد الشاحنة، “كان علينا أن نصوّر المشهد في يوم ما، ثم نذهب لنصوّر مشهدًا مختلفًا، لنعُد ونصوّر المشهد ذاته مرّة أخرى. كان الأمر معقّدًا للغاية وكان هناك مواقع مختلفة وحركات علينا القيام بها.” أمّا الأجزاء التي تمّ تصويرها تحت الماء، كان على الممثلين أن يلتقطوا أنفاسهم لما يصل إلى خمس دقائق قبل أن يتمّ مساعدتهم بأنبوب أوكسجين. وبالنّسبة لمشهد وقوع الشّاحنة، فقد تم قذفها من مدفع هوائيّ.

17- على الرّغم من أن (نولان) استطاع التعامل مع التأثيرات ضمن مرحلة التصوير، كان هناك الكثير من العمل للقيام به في مرحلة المونتاج:

على سبيل المثال، قال (فرانكلن): “لكي نجعل أدوات التنظيف تقع من عربة الفندق في جوّ منعدم الجّاذبية، فتلك كانت مهمّة مُتعبة لشهور عدّة.” وعمِل فريق من أخصائيي المؤثرات التصويرية على مشاهد “عالم النسيان” مع (ديكابريو) و(بيج) على مدى تسعة أشهر.

18- الأغنية التي تم استخدامها في إيقاظ الشخصيّات هي Non, Je ne Regrette Rien للفنانة (إيديث بياف):

تُشابه هذه الأغنية موسيقى الفيلم التصويريّة، وهذه ليست مُصادفة، فقد ذهب (هانز زيمر) إلى الأرشيف الوطني في فرنسا ليعثر على المؤلَّف الموسيقيّ الأصليّ، وأخذ منه لحنًا وقام بتعديله بشكل ضخم.

19- انتهى (نولان) من العمل بوقت قصير وميزانية ضئيلة:

يُحبّذ (نولان) في الواقع القيود التي توفّرها النقود والوقت، فهكذا يقوم ببذل جهد حقيقيّ ليكون كفِئًا في عمله.

20- لم يُعلّق (نولان) على نهاية الفيلم الغامضة:

في العام 2010، قال لـCNN أنه ترك الفيلم هكذا بشكل مقصود، حيث لم تكن لديه رغبة في إضافة أي شيء إلى المحادثة، قائلاً: “لا يجب أن يكون هناك شيء في الفيلم يخبرك بذلك بطريقة أو بأخرى، لأن الغموض الذي نراه في خامة الفيلم سيكون عن سبيل الخطأ. لو حاول الفيلم إيصال شيء فسيمثّل فشله. لكنّ ذلك ليس خطًأ، وضعت خط النهاية هناك كي أفرض الغموض من خارج الفيلم. وهذه النهاية لطالما أحسستها مناسبة بالنسبة لي”.

21- لدى من يدرس الأفلام السينمائية الكثير من النظريات المختلفة حول Inception:

تتضمن بعض هذه النظريات أن الأمر كلّه كان حلمًا، وأن (سايتو) هو المهندس في الواقع، وأن (كوب) إمّا يحلم أو لا يحلم أو ميّت في خاتمة الفيلم.

المصدر

Waddah AlTaweel

Waddah AlTaweel

وضاح الطويل هو قارئ نهم للأدب وأشكاله. ولد في شتاء 95' وتخرج من جامعة دمشق بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنكليزية. يهوى المطالعة والكتابة والترجمة.

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!