يوجد مجموعة واسعة التنوّع من التّفاصيل التي يجب أن تكون مُتضافرة في فيلم ما، ليظهر بالجودة المطلوبة.

ويتضمّن هذا الكتابة، أسلوب صناعة السّينما، أسلوب الإخراج، والتّمثيل بكلّ تأكيد.

في النّهاية نحن نميل لتذكّر الممثّلين في الفيلم أكثر من أولئك خلف الكاميرات.

في بعض الأوقات، لا يكون الاسم الأكبر على مُلصق الفيلم للممثّل صاحب الأداء الأفضل. جميعنا مررنا بتلك اللّحظات التي نكون فيها قد هممنا بمغادرة صالة السّينما، فنجد أنفسنا نُفاخِر بصاحب الدّور المُساعد أو بالممثّلة أكثر من صاحب الدّور الرّئيسيّ.

فيما يلي 10 أفلام نؤكّد فيها هذه الفكرة:

10) الممثّل أنطوني هوبكينز -Anthony Hopkins-صمت الحملان -The Silence Of The Lambs-:

د. هانيبال لاكتر -Cannibal Lecter- الشهير، أرعبنا جميعاً في لحظة معيّنة. السير أنطوني هوبكينز-Anthony Hopkins- بؤدّي بطريقة مذهلة دور هاينبال، العبقريّ الذي يسبق الجميع دوماً بخطوة واحدة. في الفترة السّابقة لسَجنِه، كان طبيباً نفسيّاً يتردّد إليه بعض المرضى من حين لآخر.

الثّقة بالنّفس والارتجال الذي يُقدّمه هوبكينز لهذا الدّور ليس فقط مُذهلاً، بل يقطع الأنفاس. ومحادثاته مع كلير -Clarice- التي لا تُشبه محادثاته مع الآخرين.

الممثّلة جودي فوستر -Jodie Foster- تحدّثت في لقاء عن الفيلم مع برنامج -Entertainment weekly-، وذكرت أنّه دائماً ما كلن هناك حد فاصل بينها وبين السير هوبكينز، لأنها تخشى الحديث معه.

نحن بالطّبع لا نقصد بأنّ جودي فوستر قد قدّمت مستوى ضعيفاً في هذا الفيلم بأيّ شكل من الأشكال (حيث أن السير هوبكينز نفسه كان مرعوباً بنفس القدر منها)، لكن نميل لتذكّر السير انطوني هوبكينز عندما نسمع بفيلم -The Silence Of The Lambes-.

9) الممثّلة ماريسّا تومي-Marisa Tomei- في فيلم قريبي فيني -My Cousin Vinny-:

You put your deer lips down to the cool, clear water””وضعت شفتيك الجميلتين في المياه الصّافية الباردة تقول موناليزا فيتو -Mona Lisa Vito- كيف يمكننا ألّا نذكرها، إنّ الطّاقة، والكوميديا، والتّرتيب الذي تُضيفه ماريسا تومي لفيلم -My Cousin Vinny- يفوق الوصف.

في هذا الفيلم يُقرّر صديقان التوّقّف عند متجر على جانب الطّريق، ويسرقان علبة طون بشكل غير متعمّد، ليجدا نفسيهما مُحتجزَين، مرتبِكَين وخائفَين من التّحقيقات. بعد ذلك يكتشف الاثنان أنّهما مُحتجزان لتورّطهما في جريمة قتل حدثت في المتجر في ذلك اليوم.

فيني، الشخصيّة التي لعب دورها جوي بسيكي -joe Pesci-، هو المحامي في العائلة، ولسوء الحظّ فهو الأمل الوحيد لخروج الرّجُلين من هذه الورطة. وتُسافر معه زوجته المستقبليّة مونا ليزا فيتو (ماريسا تومي) التي تتباهى بازدرائها النيويوركيّ، بينما تُعطي هذا الفيلم الكوميديّ صافرة البداية.

فازت الممثلة بجائزة أوسكار عن دورها في هذا الفيلم.

8) الممثّل رالف فينز -Ralph Fiennes- في فيلم قائمة تشاندلر -Chandler s List-:

جميعنا نتّفق بالتّأكيد بأنّ تصوير اليهود الهولوكوست في فيلم، من أصعب المهمّات على الإطلاق، وهو شيء لا يريد أيّ مخرج أن يتحمّل مسؤوليّته.

لكن المخرج ستيفن سبيلبيرغ -Steven Spielberg-، قام بقفزة نوعيّة عندما أطلق فيلم -Chandler s List- في عام 1993، محتوى الفيلم صادق للغاية، والصّور فيه تبدو على طبيعتها بشكل لا يترك لنا مجالاً إلّا أن نُعجَب بكلّ تفصيل صغير من هذه التّحفة الفنيّة.

إحدى النّواحي الهامّة في هذا الفيلم، هو التّمثيل الممتاز. لا حاجة للقول بأنّ الممثّل ليام نيسون -Liam Neeson- قد قام بعمل عظيم بدور أوسكار تشاندلر -Oscar Chandler-، لكنّ رالف فينز -Ralph Fiennes- هو من يجعل هذه الأيقونة في غاية الجمال بدور أمون غويث -Amon Goeth- الشّرير، إخلاصه للدّور رهيب ومُخيف إلى حدّ ما.

في الفيلم مشهد ينهض فيه غويث من سريره، ويقوم بإطلاق النّار على النّاس في المخيّم من شرفة غرفة نومه (كثيراً ما فعلتها الشخصيّة الحقيقيّة)، يقول فينز بأنّه قد استعدّ لذلك المشهد من خلال الرّجوع بذاكرته لشعور بسيط، ” لقد كان الأمر أشبه بامتداد لذلك الشّعور الصبيانيّ المثير، عندما تُمسك بُندقيّة وتصوّب على عُلَبٍ فارغة، ذلك بالرّضا الذي تشعر به عند إصابة إحداها هو ما يُعطيك شعوراً بالنّشوة. إنّه بشكل أساسيّ يُشبه قتل طفل صغير لذُبابة بيده، والوقف أمام النّافذة لترى كم ذُبابة يُمكنك أن تقتل. “، ليس من الصّعب أبداً أن نرى كيف يتفرّد فينز بنجوميّة الفيلم.

7) الممثّل خافيير باردم -Javier Bardem في لا مكان للعجائز –No Country For Old Men-:

” call it ” اختر، لن يكون الكلمة نفس الوقع على مسامع من شاهد إصدار الأخوة كوين –No Country For Old Men- في العام 2007، هذا العرض المُذهل يصوّر طاقماً رائعاً، تميّز كلٌّ منهم في الدّور الذي قام به.

هنالك سبب اُختِير من أجله خافيير باردم لتأدية شخصيّة فيلين -Villin-، وهو أنّ الطّريقة التي يستطيع من خلالها أن يضعنا في طور الصّدمة المحضة جرّاء تصرّفاته لا توصف، مثل طبقة صوته العميقة، ونظراته التي تخلو من الحياة. يُقدّم باردم أداءً يهزّ المتفرّجين حالما يخرجون من صالة العرض.

6) الممثل روبيرت دي نيرو -Robert De Niro- في فيلم العرّاب الجزء الثاني –The Godfather Part 2-:

الجزء الثاني وليس الأول، لم تقرأ بشكل خاطئ، إنّ العبقريّة الصّرفة التي يضيفها روبيرت دي نيرو على سلسلة فرانسيس فورد كوبولا -Francis Ford Coppola-، يوضّح بشكل غير قابل للنّقاش لِمَ يُعتبر دي نيرو الأفضل.

في الجزء الثّاني من العرّاب نغوص في الزّمن لنرى كيف شقّ الدون فيتو كورليون -Vito Corleone- طريقه نحو المافيا، وكيف وصل ببطء إلى المجد.

يعرض الفيلم زاويتَين للمشاهدين، الأولى يكون فيها مايكل -Michael- الذي يؤدّي دوره ألباتشينو -Alpacino- يهتمّ بعمله في الحاضر، أما الثانية، فهي عندما يكون فيتو الشاب يشقّ طريقه في نيويورك في أوائل القرن العشرين.

لم يُخفي كوبولا التّفاصيل الشّجاعة من الهجرة، والعقبات التي تعرّض لها الكثيرون في رحلتهم إلى البلد الجديد.

بعد أن حاز دي نيرو على جائزة الأوسكار بجدارة في العام 1975، صرّح كوبولا ” أنا سعيد أنّ أحد الأصدقاء فعلها، أعتقد أنّها جائزة مُستحقّة بجدارة، كما أعتقد أيضاً أن دي نيرو ممثل غير اعتياديّ، وسوف يُغني عالم السّينما في السّنوات العديدة القادمة، وأشكركم بالنّيابة عنه “.

لقد برز دي نيرو في هذه السّلسلة الكلاسيكيّة، جاعلاً الفيلم متألّقاً بسبب وجوده فيه.

5) الممثّل كريستوفر والتز -Christoph Waltz- في فيلم الأوغاد غير المشرّفين –Inglorious Basterds-:

“wait for the cream”، فيلم تارانتينو -Tarantino- الكلاسيكيّ هذا، سيغيّر طريقة مُشاهدتك للأفلام. ليس هذا بسبب الكتابة والإخراج المتميّزين، بل بسبب الطّريقة التي يستطيع من خلالها كريستوف والتز أن يُجسّد الشرّ الحقيقيّ.

يتقمّص والتز في هذا الفيلم شخصيّة نازيّ يصطاد اليهود الذين لم يتمّ سَوقَهم نحو المخيّمات، يُمكننا القول أنّه وبكلّ أسف بارع جدّاً في عمله.

حوار هانز لاندا -Hanz Landa- (شخصيّة والتز) وتعابيره، قادرة على إخافة المشاهدين، رغم أنّ الفيلم يدور في باريس في فرنسا قبل حوالي 70 عاماً. برز والتز كأفضل ممثّل في هذا الفيلم وبكلّ وضوح، ليس هذا وحسب، بل حصد جائزة أوسكار عن دوره كأفضل ممثّل مُساعد.

4) الممثلة آنّا بانكروفت -Anne Bancroft- في فيلم الخرّيج -The graduadte-:

آنّا بانكروفت ” الآنسة روبينسون “، كانت أول محبوبة لأيّ طفل صغير في يوم من الأيّام، فقد كانت جميلة جدّاً ومُغرية، لكن فضلاً عن كلّ هذا، لقد كانت ممثّلة مُذهلة في فيلم مايك نيكلولز -Mike Nichols- الكلاسيكيّ، -The graduadte- والذي يُمثّل فيه أيضاً داستن هوفمان -Dustin Hoffman-.

بدون شكّ، فإنّ هوفمان يؤدّي دور الخرّيج الجامعيّ ” البريء ” الجديد، الذي يُفترض أن يبدأ البحث عن مستقبله. لكن، إنّ الإثارة والانحرافات المستمرّة التي تقدّمها بانكروفت هو ما يرسم البسمة على وجهنا حالما تظهر على الشّاشة.

الأمر المُدهش هو أنّ الفارق العمريّ بين بانكروفت وهوفمان هو فقط حوالي ستّ سنوات. إن كان هناك ميّزة في هذه اللّفتة، فهي أنّ بانكروفت تُغرري الجمهور بوسائلها الحسيّة.

3) الممثّل كيفين سبيسي -Kevin Spacey- في فيلم المشتبه بهم الاعتياديّون –The Usual Suspects-:

من الصّعب أن نرى فيلماً لا يتألّق فيه كيفين سبيسي. فيلم –The Usual Suspects- لبراين سينغر -Bryan Singer-، كان نقلةً لقاعدة كيفين سبيسي الجماهيريّة.

فيلم الجريمة المُثير هذا، ثار بأسلوب ” المؤامرة المزدوجة ” على نهايات الأفلام المُعاصرة، وبالتّأكيد فهو يحتاج إلى مشاهدته أكثر من مرّة.

فيربال كينت -Verbal Kint- ناجٍ وحيد وشاهد على هجوم وحشيّ، يُخبر الشرطة بما حدث تماماً، يحدث هذا بعد أن يجد مجموعة من المشتبه بهم أنفسهم في قسم الشرطة.

تقول الشائعات حول الفيلم بأنّ شخصيّة فيربال كينت، كانت دوماً لكيفين سبيسي، وقد تضمّن الطّاقم أيضاً ستيفن بالدوين -Stephen Baldwin-، جابرييل بيرن –Gabriel Byrne-، وكيفين بولاك -Kevin Pollak-، لكنّ كيفين سبيسي هو من يقود العمل حقيقةً، في هذا الفيلم لعام 1995.

2) الممثّل جو بيسكي -Joe Pesci- من فيلم الصّحبة الجيّدة -Goodfellas-:

هل تبدو هذه اللّائحة ظريفة؟، هل تُسلّيك هذه اللّائحة؟، هل هذه الأسئلة تبدو مألوفة؟، بالطّبع تتوقّع وجود جو بيسكي في قائمة كهذه. تومي دي فيتو -Tommy DeVito-، قادر على زرع الرّعب منذ بداية فيلم سكورسيزي وحتى نهايته، ليس فقط في قلوب من يعمل معه، بل في قلوب المشاهدين أيضاً.

بشكل طبيعيّ يستطيع بيسكي جعلك تشعر بأنّه مندمج في مافيا في وقت فراغه. ممثّلون آخرون في هذا الفيلم، أدركوا أنّ تومي دي فيتو هو الرّجل الأساسيّ وسطهم جميعاً.

يُشارك في التّمثيل في فيلم -Goodfellas- أيضاً، راي ليوتا Ray Liotta–، لورين براكو -Lorraine Bracco-، وهو الممثّل العظيم روبيرت دي نيرو -Robert De Niro-.

يترعرع هينري هيل -Henry hill-، مورّطاً نفسه بالعصابة، وببطء يشقّ طريق بمفرده نحو المجد، لكن حالما يصل القمّة، يُدرِك أنّه ليس بالعظمة التي خال نفسه بها، وإلى جانبه تومي دي فيتو وجيمي كونوي -Jimmy Conway-، يقوم هذان العمل إلى جانب هينري، بينما يتطوّر هو ليُصبح رجل عصابة حقيقيّاً.

جوي بيسكي يبرز في هذا العمل التسعينيّ الكلاسيكيّ، ليس لأنّه يبدو مُرعباً، بل بسبب ما تُضفيه شخصيّته إلى العمل، والتي تُثير الخوف والرّعب في جميع من حوله.

حادثة مُضحكة: إنّ خطاب جو بيسكي عند حصوله على جائزة الأوسكار، هو أقصر خطاب في تاريخ الأكاديميّة.

مشى بيسكي إلى المنصّة، وهو يُحدّق مباشرة إلى الجمهور وقال ” إنّه من دواعي سروري، شكراً لكم. “

1) الممثّل هيث ليدجر -Heath Ledger- في فيلم فارس الظلام -The Dark Knight-:

ليس من المُفاجئ وجود هيث ليدجر -Heath Ledger- في المرتبة الأولى من هذه اللائحة.
إنّ حصول نسخة المخرج كريستوفر نولان -Christopher Nolan- لفيلم الرجل الوطواط -Batman- على هذا الامتياز كان أمراً مُفاجئاً.

في البداية، لم يكن العديد من المُعجبين يعلمون كيف يمكن أن تسير أحداث هذه السّلسلة بعد فيلم بداية الرّجل الوطواط -Batman Begins- في العام 2005، لكن في العام 2008 جميعنا كُنّا شهوداً على واحدٍ من أكبر معالم صناعة السّينما في التّاريخ.

ليس بمحض الصّدفة كون هذا الجزء من السّلسلة مشهوراً للغاية. السّبب وراء كون هذا الجزء حاصداً لأعلى التّقييمات على جميع مواقع تصنيف الأفلام تقريباً هو دور هيث ليدجر ” الجوكر ” -Joker-.

العديد من الممثّلين قد عالجوا هذا الدّور سابقاً مثل سيزار روميرو -Cesar Romero-، مارك هاميل -Mark Hamill-، وجاك نيكلسون -Jack Necholson-، لكن لم يُرِنا أحد السّوداويّة التي تحتويها شخصيّة الجوكر.
منذ بداية الفيلم وحتى النّهاية، جميعنا كُنّا في حالة ترقّب، لا نعرف مصير أيّ شخصيّة على الشاشة.

” من أجل الوصول إلى الحالة الذهنيّة للجوكر “، فإنّ ليدجر حبس نفسه في غرفة الفندق الخاصّة به لستّة أشهر، قرأ المادّة الأصليّة المكتوبة، وقام بتجريب نبرات صوت مختلفة للجوكر، كما كان لديه مجلّة.

بعد انتهاء التّصوير، وُجِد ليدجر في شقّته في مَنهاتن غائباً عن الوعي، بسبب جرعة زائدة من المخدّرات، لقد كان في الثامنة والعشرين من عمره فقط عندما توفّي، يقول البعض أنّ ليدجر أعطى جوهر حياته لهذا الدّور، وهو بالتّأكيد أمر ملحوظ.

تسلّم ليدجر في العام 2009 جائزة أوسكار مُستحقّة بجدارة، من الطّبيعي أن نجد من يقول بأنّ هيث ليدجر قد أدّى أفضل دور مُساعد في تاريخ صناعة السّينما.


المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!