يمكن للباحثين الجدال حول أي كتابٍ هو الأفضل اطلاقًابلا نهاية، ولكن اكتشاف أي من الكتب حظي بأكبر قدرٍ من النجاح التجاري يجب أن يكون مسعىً ملموس وأكثر واقعية، ولسوء الحظ يمكننا فقط أن ننظر لأرقام البيع والتصنيف وفق ذلك، ولكن يبدو أن ذلك تحديًا بحد ذاته، إذ لا يوجد مركز وثائق مرجعي لأرقام مبيعات الكتب، وقد لا يشارك الناشرون أرقام المبيعات للكتب الفردية، وحتى الأرقام الموجودة والمذكورة من المحتمل أنها غير دقيقة.

ويصبح الأمر أصعب إن أخذت وجود كتبٍ بطبعاتٍ مختلفة على مر السنين أصدرت من قبل ناشرين مختلفين أيضًا بعين الاعتبار، بالإضافة إلى إمكانية نشر الاعمال القديمة في المجال في الوقت ذاته من قبل ناشرين مختلفين، وبأخذ كل العوائق السابقة بعين الاعتبار (وغير متضمنين مبيعات الكتب الإلكترونية)، إليك الواحد والعشرين كتابًا الأكثر مبيعًا عبر الزمن:

دون كيشوت- 500 مليون نسخة: وهي رواية من كتابة الكاتب المسرحي والروائي ميغيل دي ثيربانتس وواحدةٌ من أول الروايات التي تمت كتابتها، تدور أحداثها حول رجلٍ يفتن بشدةٍ بحكايات الفرسان، حتى أنه يقرر بأن يصبح واحدًا منهم، نشرت أول مرةٍ في العام 1612، وتتحدث عن سوء حظ كيشوت أثناء سفره عبر ريف إسبانيا ساعيًا وراء تصحيح الأخطاء، والنهضة بالمظلومين أجيالًا من القراء.

معجم شينخوا زيديان – 400 مليون نسخة: نُشر قاموس اللغة الصينية هذا أول مرة عام 1953، وأصبح القاموس الأساسي بين تلاميذ المدارس الصينية، ويعطي الانتشار الواسع لاستخدامه في الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم (1.3 مليار شخص اعتبارًا من العام 2010)، مكانةً فريدةً من نوعها في لائحتنا على أنه الكتاب المرجعي الوحيد من ضمن هذه الكتب.

قصة مدينتين – 200 مليون نسخة: نشرت لأول مرةٍ في العام 1859، ويسلط تشارلز ديكنز في روايته الضوء على الصراع الطبقي الذي أدى للثورة الفرنسية، والحقيقة المربكة بأن الثوار أسوء من مؤسسات الحكم أحيانًا.

سيد الخواتم – 150 مليون نسخة: يلعب الخيال دورًا كبيرًا في هذه القائمة، ولاحظ أنه لا يوجد روايات خيالٍ علمي، ربما رواية الكاتب ج. ر. ر. تولكين «سيد الخواتم» هي رواية الخيال القصوى، والعمل الذي أسس الخيال الحديث، وربما يبدو من غير العادل إدراجها كرواية مفردة، ولكنها كتبت هكذا بالأصل، إلا أن الناشر الأصلي قسمها لأسباب لوجيستية في العام 1954، ولكن تم بيعها كعملٍ واحد.

هاري بوتر وحجر الفيلسوف – 107 مليون نسخة: تدور أحداث الجزء الأول من الرواية وسلسلة الأفلام التي ألفتها ج.ك.رولينج حول سحرة صغار يعيشون في عالمٍ سحري حديث، وهي نموذجُ مثالي على صعوبة إيجاد أرقام مبيعات دقيقة لقائمةٍ من هذا النوع، ونشرت أول مرة في العام 1997.

ثم لم يبقَ أحد – 100 مليون نسخة: وهو أكثر كتب أسطورة الغموض البريطانية أجاثا كريستي مبيعًا، طبع لأول مرة في العام 1939، ويروي تفاصيل سلسلةٍ من الجرائم على جزيرةٍ تتوافق فيها كل ميتةٍ مع مقطعٍ من أغنية أطفال قديمة.

حلم الغرفة الحمراء – 100 مليون نسخة: تسجل الرواية الصينية هذه صعود وهبوط (أو انهيار وقيام) أسرةٍ خلال عهد أسرة تشينغ، ونشرها وكتبها الكاتب تساو شيويه في العام 1791، وتعتبر واحدةٌ من الأعمال الكلاسيكية في الأدب الصيني التي يكرس لها دراسةٌ أدبية كاملة، وما زالت رائجة حتى اليوم، إذ أن النظريات والأفكار الجديدة حولها مثيرة للاهتمام.

الأمير الصغير – 80 مليون نسخة (أو ربما 200 مليون نسخة): هو كتاب أطفالٍ غريب وجذاب للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت-أكزوبيري حول أمير يعيش في كويكبٍ صغير، نشرت في العام 1943، وغدت مشهورةً جدًا في فرنسا وكسبت بعدها قراءًا من حول العالم، كما لها معالم حول العالم، وحتى أن علماء فلكٍ سموا كويكبًا حقيقًا باسم أمير يعيش في هذه القصة.

الأسد والساحرة وخزانة الملابس – 85 مليون نسخة: نشر الكاتب سي.إس.لويس رواية الخيال ذات الطابع الديني هذه في العام 1950، وتجري أحداث كتاب الأطفال هذا خلال الحرب العالمية الثانية، وتروي قصة بابٍ سحري يربط بين العالم الحقيقي وعالمٍ سحري تم اكتشافه.

شيفرة دا فينشي – 80 مليون نسخة: تدور رواية دان براون التي نشرت عام 2003، حول مؤامرةٍ تخفي أسرار الكنيسة الكاثوليكية، التي لا شك أنها اكتسبت رواجًا كبيرًا بعد انتقادها ( وانتقاد الفيلم، ببطولة توم هانكس) بقسوةٍ من قبل الكنيسة الكاثوليكية، وتثبت هذه الرواية قدرة روايات الغموض على احتلال مكانٍ على هذه القائمة مقابل رويات الخيال.

فكر تصبح غنيًا – 70 مليون نسخة: يعتبر المؤلف نابليون هيل أب حركة الاعتماد على الذات في الولايات المتحدة الأمريكة، درس نابليون حياة أشخاصٍ ناجحين وأثرياء، وابتكر بعدها صيغة لتحقيق النجاح الشخصي، ويعد كتابه هذا الذي نشر في العام 1937خلال الكساد الكبير، كتابه الأشهر وبقي في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لسنوات عدة، وأسس بطبيعة الحال لصناعة كتبٍ كاملة حول كيف تكون شخصًا أفضل.

هاري بوتر والأمير الهجين – 65 مليون نسخة: هو الكتاب السادس في سلسة كتب هاري بوتر السبعة، وتذكر تفاصيل طفولة الشرير الرئيسي في القصة فولديمورت، ومشهد موت صدم العديد من المعجبين، ولم يقتصر الأمر على بيع الكثير من النسخ منه، بل بيعت بسرعةٍ لا تصدق – تسعة ملايين نسخة خلال أول 24 ساعةٍ من إصدارها عام 2005.

الخيميائي – 65 مليون نسخة: من الغريب وجود هذا الكتاب على القائمة، وربما لا ينتمي لها إطلاقًا، كتبها المؤلف باولو كويلو بالبرتغالية عام 1986، وترجمت بعدها للغة الإنجليزية في العام 1993، توصف بأنها حكاية رمزية (تعيد قص قصة شعبية قديمة)، حول راعٍ صغير يبحث عن قدره في الصحراء.

هاري بوتر وحجرة الأسرار – 60 مليون نسخة: يكشف الكتاب الثاني من سلسلة هاري بوتر في العام 1998، عن المزيد من أسرار مدرسة هوغوراتس، وشرير السلسلة فولديمورت.

الحارس في حقل الشوفان – 60 مليون نسخة: يتحدث الكتاب الذي ألفه ج.د.سالينغر عام 1951 عن الخذلان وخيبة الأمل في سن المراهقة، كتابًا يجب على كل المراهقين حرفيًا في كل مكانٍ قراءته، وتستفيد روايات كهذه وكرواية حكاية مدينتين من إدراجها على قوائم الكتب المطلوب قراءتها في المدرسة الثانوية، إذ ترتفع مبيعاتها إثر ذلك.

هاري بوتر وكأس النار – 55 مليون نسخة: وهو الكتاب الرابع من سلسلة هاري بوتر وأصدر في العام 2000، ويركز على بطولة السحرة الثلاثية، وهي منافسة ودية بين ممثلي مدرسة هوجورتس للسحر ومدرستين منافستين، وتصف أول لقاء واقعي لهاري بفولديمورت وجهًا لوجه.
تسبب هذه السلسلة وحدها ميل القائمة نحو الخيال، إذ يشكل هذا النوع الأدبي نحو ثلث القائمة.

هاري بوتر وجماعة العنقاء – 55 مليون نسخة: يقدم الكتاب الخامس من السلسلة جماعةً سرية مكرسة لمقاومة قوة فولديمورت المتنامية، سواء أكان هذا الكتاب أم «كأس النار» أم «سجين أزكابان» فجميعها باعت نسخًا أكثر من توقع أي شخص، مما جعل ج.ك.رولينغ واحدةً من أغنى النساء في العالم، بثروةٍ تقدر بمليار دولار.

هاري بوتر وسجين أزكابان – 55 مليون نسخة: يحظى هاري وأصدقاؤه في الكتاب الثالث من السلسلة الذي أصدر عام 1999، بمغامراتٍ تتضمن مستذئبين وسفرًا عبر الزمن في هوجورتس، ويكتشفون قليلًا عن جايمس وليلي والدي هاري، اللذان ماتا أثناء حمايته.

بين هور: حكاية عن المسيح- 50 مليون نسخة: كتب لو والاس هذه القصة التوراتية ونشرها في العام 1880، وتناقش حياة وأوقات يسوع المسيح بشكلٍ غير مباشرٍ وبذكاء، باستخدام بطل الرواية بين هور، لإلقاء الضوء على المسيح وجوانب الحياة في ذلك العصر، كما بحث والاس بدقةٍ للتحقق من الدقة التاريخية لهذه الرواية.

لوليتا – 50 مليون نسخة: نُشرت رواية فلاديمير نابوكوف المثيرة للجدل هذه عام 1955 لأول مرة، وحظرت كثيرًا بسبب موضوعها، إذ تتعلق برجلٍ يدعى همبيرت همبيرت حظى بعلاقة جنسيةٍ مع ابنة زوجته البالغة من العمر 12 سنة، وعلى الرغم من ذلك، سماها الزمن واحدةٍ من أفضل 100 رواية نشرت على الإطلاق

هاري بوتر ومقدسات الموت – 50 مليون نسخة: أصدر الجزء الأخير والضخم من السلسلة عام 2007، وبيع منه نحو 44 مليون نسخة بعد سنة فقط من إصداره، هذا قبل إصدار النسخة الورقية حتى، ووصلت حاليا مبيعاتها بالتأكيد ل50 مليون نسخة.

 

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!