يفضل العديد من الرياضين شرب القهوة لتعزيز آدائهم البدني خلال ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، ويقرون بفوائدها، كما تشير دراسات سابقة إلى قدرة الكافيين على تعزيز الآداء البدني، وخصوصًا أثناء ممارسة رياضات التحمل، إلا أن دراسة حديثة تفي بعدم تأثير الكافيين على الآداء البدني لجميع الأشخاص، بل يمكن في الواقع أن يثبط ويعيق آداء البعض، اعتمادًا على عوامل جينية.

بحسب صحيفة نيونيورك تايمز، عرف الخبراء منذ وقت طويل أن هناك جين معين يدعى ب CYP1A2 ،أو جين الكافيين مسؤول عن سرعة أيض الكافيين في أجسامنا، ويملك حوالي نصف الأشخاص أحد أنواع جين الكافيين الذي يجعل أيضهم للكافين سريعًا، بينما يملك 40% نوعًا يجعل سرعة أيضهم للكافيين متوسطة، بينما تملك ال10% الباقية أيضًا بطيئًا، مما يعني أن الكافيين يبقى في أجسامهم فترة أطول.
.
أجرى باحثون من جامعة تورتنو دراسة على 101 رجل رياضي، لمعرفة ما إن كان يوجد علاقة ما بين سرعة أيض الجسم للكافيين، وتأثيره على الآداء البدني أم لا، بأخذ مسحة من باطن الخد للكشف عن جين الكافيين، وكانوا قد بذلوا أقصى ما لديهم خلال 3 جلسات على دراجة ثابتة، قطعوا عليها مسافة 10 كم.

أعطيوا قبل البدء بالتمرن على الدراجة إما دواءً وهميًا، أو جرعة خفيفة من الكافيين (2 ملغ لكل كيلوغرام من كتلة الجسم)، أو جرعة أعلى (4 ملغ لكل كيلوغرام من كتلة الجسم)، وأظهرت النتائج تعزيز الكافيين للآداء البدني للأشخاص الذين تناولوا جرعة أكبر منه، إذ تمرنوا بصورة أسرع ب3% من المجموعة التي تناولت دواءً وهميًا، إلا أن النتائج اختلفت عندما أخذ الباحثون العنصر الوراثي والجيني بعين الاعتبار.

إذ تمرن الرياضيون الذين يملكون أيض كافيين سريع، أسرع ب5% على الرغم من تناولهم لجرعة كافيين قليلة، وأسرع ب7% عندما تناولوا جرعة كافيين أعلى، بينما لم يتأثر الآداء البدني للأشخاص الذين يملكون سرعة أيض منخفضة عندما تناولوا كل من الدواء الوهمي، والجرعات المتوسطة والعالية، أما الأشخاص الذين يملكون أيضًا بطيئًا فقد أثرت جرعة الكافيين العالية عندهم بصورة سلبية على آدائهم البدني، إذ بطئت منه بنسبة 14%، مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي منهم.

.
وعلى الرغم من أن كيفية تأثير الكافيين، وجينه على الآداء البدني غير معروفة لحد الآن، إلا أن مؤلف الدراسة الدكتور أحمد السحيمي، أخبر نيونيورك تايمز بأنه من الممكن أن المنبه أعطى من يملكون أيضًا بطيئًا دفعة من الطاقة في بادئ الأمر، ثم تراكم في أجسامهم، وأدى ذلك إلى تضيق أوعيتهم الدموية، مما قلل من تدفق الدم والأكسجين اللازم للعضلات.
أما بالنسبة لمن يملك أيضًا سريعًا للكافين فيوضح السحيمي بأن المنبه أي الكافيين كان قد أعطاهم أيضًا نفس تلك دفعة البدائية من الطاقة، إلا أنه لم يتراكم في الجسم، إذ تخلص الجسم منه بسرعة.
لكن كيف يعرف الشخص ما إن كان يملك أيضًا سريعًا، أم هو من ال10% التي يؤثر الكافيين سلبًا على آدائهم البدني؟ يمكن للشخص أن يجري فحص مادة وراثية “” يحدد نوع جين الكافين الذي يملكه الشخص بالضبط، أو يمكن أن يثق بخبراته وتجربته، فإن كان من الأشخاص الذين يزيد شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين من آدائهم وسرعتهم، قبل ممارسة التمارين الرياضية، فلا يجب حينها أن يتخلوا عن شربه.

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!