العلاقة العاطفية مثلها مثل أي شيء ينمو ويكبر، فمثلما تحتاج النباتات إلى العناصر الرئيسة في التربة لكي تنمو، تحتاج العلاقات العاطفية أيضًا إلى بعض المقومات والمغذيات التي تدعم نموها واستمرارها نضرة لفترة طويلة. وهي كذلك بحاجة للبعد عن أي شوائب أو ملوثات بإمكانها أن تميت العلاقة، أو تجعلها جافة ثقيلة خالية من المشاعر الصادقة.
وضع الباحث في علم النفس جون جوتمان معادلة لنجاح العلاقة، تشمل تلك المعادلة معدل حدوث للمواقف السيئة مقابل الأمور الجيدة بنسبة 5:1 حيث يجب أن نقلل المواقف السيئة والسلبية ونزيد الإيجابية. إنه من المنظور التطوري، يميل الدماغ البشري إلى تذكر الأحداث السيئة والميل إلى التهويل من المشاعر السلبية رغبة منه في أن ينبهنا إلى بعض المخاطر التي يجب أن نتجنبها. ولكن بيولوجيا الجسم البشري لم تعدنا بعد لهذه التطورات الثقافية والحضارية الهائلة، والتي انتقلت من هذه الحالة البدائية للإنسان إلى حالة أكثر تطورًا. لذلك يجب علينا الانتباه من الأمور السلبية والجمل التي بإمكانها أن تفسد العلاقة العاطفية وأن نحاول تجنبها قدر الإمكان، ومن أمثلة هذه الجمل:-
1- ” إذا كنت تحبني ما فعلت كذا…” ببساطة سيكون رد شريكك عليك، وأنت إذا كنت تحبني لما قلت أنني يجب أن أفعلها هكذا. فهذه الجملة هي طريقتك في إخبار نفسك أنك لا تفهم لماذا يفعل شريكك هذه الأفعال، فيبرر دماغك لنفسك ذلك أن شريكك لا يحبك. فبدلًا من هذه الجملة، يمكنك أن تخوض مع شريكك حورًا صريحًا يعبر فيه كلا منكما عما يحبه وعما يمقته.
2- ما الذي يجري بيننا، لم يعد الأمر بيننا كما كان؟ فهذا الأمر ينكر حقيقة أن كلاكما يتغير بمرور الزمن، فببساطة ما كان يعمل في الفترة الماضية أو في أول سنة من العلاقة لم يعد يساعد في إنعاش العلاقة في هذه الأوقات. فمن الطبيعي أن يتغير الأمر بينكما. فبدلًا من التفكير في الماضي والحنين إليه، عليك بإخبار شريكك عما ترغب به الآن، فمثلا يمكنك أن تخبره أن تريد الخروج في موعد غرامي كما كان يحدث بينكمنا في أول الأيام.
3- إنك تتصرفين كما تتصرف والدتك، أو إنك تتصرف كما يتصرف والدك: إذا لم تكن هذه الجملة على سبيل المجاملة فلا داعي على الإطلاق أن تقولها، لأنها ستكون بداية اختلاف شديد بينكما، كما سيشعر الشريك أنك تقلل من قيمته وتنظر إليه بنظرة غير مقدرة.
إن الحب يتطلب الكثير من العمل الجاد، وليس هو شيء سلبي يحدث بالصدفة ولا يمكنك تطويره، وبالطبع ببعض التصرفات يمكنك تدميره، وإن التحدي الحقيقي يكمن في تصور الكيفية التي تعمل بها العلاقة في اتجاه الهمل سويًا وليس العمل ضد بعضنا البعض، هذا إن أراد الطرفين للعلاقة أن تكون ناجحة وأكثر سعادة.
اضافة تعليق