أصل التسمية: قام الشاب جان إيريك أولسون برفقة زميله كلارك أوفلسون بالسطو على أحد بنوك مدينة ستوكهولم السويدية عام 1973م، قام أولسون وأوفلسون باحتجاز مجموعة من الأشخاص الذي كانوا متواجدين في البنك كرهائن لعدد من الأيام، بعد مرور بضعة أيام على عملية السطو وقبل الإفراج عن الرهائن حدث ما هو غير متوقع، قام العديد من الرهائن في التعاطف مع اللصين مما دفع علماء النفس لدراسة هذه الظاهرة وجعلها أول نموذج مدروس لهذه الحالة وتم إطلاق عليها اسم “متلازمة ستوكهولم”.
الأعراض التي تدل على متلازمة ستوكهولم: تتحول النظرة السلبية التي يحملها الرهين تجاه الجاني إلى نظرة إيجابية مبرراً كل ما يفعله الجاني ظناً منه أن جميع تصرفات الجاني تصب في مصلحته. تفاقم الثقة بين الجاني والضحية، فعلى سبيل المثال يعتبر الضحية أن الجاني لم يقتله لأنهما صديقين. يقوم الضحية بالوقوف إلى صف الجاني ومساعدته نظرياً وفعلياً بالقيام بعمله. يقاوم الضحية كل الجهود التي تسعى لتحريره من قيد الجاني ويعتبرها أمراً مزعجاً وغير مرغوب فيه. لا يقوم الضحية باستغلال أي فرصة تمكّنه من الخروج من الرهن بل على العكس يستمتع ببقائه.
شروط التشخيص: تعرض الضحية لأي نوع من الإساءة الجسدية أو النفسية الحقيقية، يمكن لهذه الإساءة أن تحصل خارج نطاق احتجاز الرهائن. لا يتّسم الجاني بالعواطف ولا يظهرها إلا في حالات نادرة. إيمان الضحية باستحالة تخطّيه لهذه الإساءة. عدم توفير الحاجات الأساسية التي تحتاجها الضحية على الصعيد النفسي.
أسباب حدوث متلازمة ستوكهولم: لا تنتظر متلازمة ستوكهولم الإطار المكاني المتمثل في غرفة تحوي عدد من الرهائن حتى تظهر بل أن علماء النفس يعتقدون أن هذه الظاهرة تشمل نطاقاً أوسع وأعم من الذي يروّج لها، حيث أننا قد نقابل العديد من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة ستوكهولم وهم يسكنون بيوتهم قادرين على القيام بحاجاتهم اليومية على أتم وجه.
يقول علماء النفس أن متلازمة ستوكهولم تنتشر بشكل كبير في العلاقات العاطفية التي تجمع بين البشر، حيث تقوم العديد من هذه العلاقات على أساس يشابه الأساس التي تقوم عليه العلاقة بين الجاني والضحية في حالة احتجاز للرهائن، تقوم العديد من النساء بتحمّل ازواجهن الذين يعنّفوهن بشكل يومي وذلك للبقاء مع أولادهم، تلجأ العديد من النساء في هذه الحالة إلى خلق مبررات لتصرفات أزواجهن العنيفة ليتمكّن من التعايش مع هذا النوع من المواقف بشكل أسهل.
ترتبط متلازمة ستوكهولم بشكل رئيسي بمبدأ التنافر الإدراكي أو التنافر المعرفي الذي يعرّف على أنه حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي -عدم الراحة-التي يعاني منها الشخص الذي يؤمن بأكثر من معتقد واحد أو فكرة واحدة أي أنه يقوم بمعنى آخر بتبني مجموعة من القيم المتناقضة في نفس الوقت، أو أنه يقوم بسلوك ما يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه التي نشأ عليها أو أن معلومات جديدة تتعارض مع المعتقدات والأفكار والقيم الموجودة لديه تعترض طريقه.
اضافة تعليق