إن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يتعرضون للتحرش لا يخبرون أي أحد عن الأمر، و يبقون الحادثة سرا أليما يعيشون معه مدى الحياة. كما أن أغلب المتحرشين هم أشخاص نعرفهم أو نهتم لأمرهم. و من بين كل 10 أطفال هناك ثمانية على معرفة تامة بالفاعل الذي قد يكون من أفراد العائلة، الأصدقاء أو الجيران إلخ. و كلما كان المتحرش مقربا أكثر من الضحية كلما تجنبت الضحية التحدث في الأمر. و يقوم الأطفال عادة بتقديم تلميحات عن الحادثة، فقد تبدو معلوماتهم متضاربة و عشوائية، كما أنهم قد لا يحسنون التعبير بدقة عما جرى معهم، لعدم توافر المفردات المناسبة لديهم.
صدق كلام الطفل و تجاوب معه/معها بعناية و حرص: من غير المرجح أن يكذب الطفل بشأن حادثة تحرش جنسي، فيجب أن نعيره/ها كامل الاهتمام و الانتباه لنفهم القصة بالكامل. من الممكن أن نشعر بكذب الطفل لأنه قد لا نقبل فكرة كون أحد المقربين هو المجرم بحق طفلنا، و هذا خطأ لأنه نادرا ما يفتعل الأطفال قصص من هذا النوع. و يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الطفل قد يشعر بضغوط نفسية لإبقاء الأمر سرا. فالمسألة تتطلب جرأة من الطفل و شجاعة للحديث عن هذا الأمر المربك بالنسبة له.
كن داعما و هادئا: من المهم أن يشعر الطفل بالأمان و الدعم منك فلا تحاول الانفعال أو رفض ادعاءاته أبدا. لأنه عندما تتوتر و تغضب سيشعر الطفل بأنك ستوبخه أو تعاقبه فقد يمتنع عن الكلام، و يأخذ بنصيحة الجاني الذي أخبره بعدم التحدث في الأمر. فيجب أن تظهر للطفل أن تحدثه إليك هو أمر جيد و أنك سعيد بذلك لأنك تحبه كثيرا و تصدقه، كما يهم أن يعرف الطفل أنه لم يقترف خطأ أبدا و أن كل شيء على ما يرام.
واجه المشكلة: عندما تعلم بالأمر عليك أن تواجهه بشكل مباشر. و يجب عليك أن توفر الحماية و الاستقرار اللازمين للضحية مهما كانت الكلفة. أما من جهة المجرم، فيجب عليك أن تجعله يتحمل مسؤولية سلوكه بمواجهته للعواقب القانونية التي تتخذ بحقه لاحقا.
الفحص الطبي و النفسي: من الضروري أن يخضع الطفل لفحص جسدي للتأكد من سلامته و عدم تعرضه للأذى، أو علاجه في حال كان متأذٍ. كما يجب عرضه على طبيب نفسي لضمان مرور الحادثة بسلام من دون أن تترك أي آثار سلبية على الشخصية و السلوك.
اضافة تعليق