لا شيء يبدو أكثر سلاماً وراحة من النّوم، ما إن تغمض عينيك وتسدل الستائر لتبدأ بعدها بمرحلة الأحلام التي أشبه ما تكون لنا كأنها عروض مسرحية مثيرة. هذا الكلام بالنسبة لنا، ولكن ما يحلم الأطفال الرّضّع خلال نومهم؟ وفقاً لعالم النفس ديفيد فولكس، واحد من أبرز الخبراء في العالم الذين درسوا الألحام التي يمرّ بها الأطفال الصّغار، وذلك لأن الناس غالباً ما تسيء إدراك قدرة الأطفال على المرور بالأحلام.
“عندما يكون لدينا دليل على أنّ كائناً حيّاً يتفاعل مع الواقع من حوله فإننا نعلم بذلك أن هذا الكائن يحلم أيضاً” يقول فولكس في كتبه عن الأحلام وتطوّر الوعي، ولكن بالنّظر إلى ضيق التجارب التي يختبرها الأطفاال الرّضع وعدم نذوج أدمغتهم فإن عدداً من علماء الأعصاب ومن بينهم فولكس يعتقدون في الواقع بأن الأطفال الصّغار لا يحلمون خلال السّنوات القليلة الأولى من حياتهم.
ولكن على الرّغم من ذلك، فإنّ الأطفال منذ ولاتهم يدخلون مرحلة REM أي (حركة العين السريعة) وهي تلك المرحلة من النوم التي تبدأ فيها الأحلام لدى الكبار، ويقضي الأطفال نصف وقت نومهم في هذه المرحلة والتي تترافق بحركة سريعة لكرة العين في كل الاتجاهات بالإضافة إلى مقاطع معيّنة يمكن رؤيتها خلال عمل مسح مقطعي للدمّاغ، أمّا بالنّسبة للبالغين فإنهم يقضون ربع وقت نومهم في مرحلة حركة العين السريعة وهي المرحلة التي يحلمون بها، والباقي من وقت نومهم لا توجد به أي أحلام (أي بعد انتهاء مرحلة REM) والتي تتميز بنشاط متفاوت للدماغ.
وفي حال كان الأطفال الصّغار يحلمون خلال مرحلة حركة العين السّريعة فإن ذلك يعادل 8 ساعات كاملة وهذا سيكون كثيراً جداً مقارنة بما يتلقاه الطفل الصغير من مجرّد رؤيته لغرفة النوم وألأعابه ووجوه والديه.
اضافة تعليق