إنها واحدة من السيناريوهات المرعبة المتكررة في أفلام الخيال العلمي، حين تنثقب بدلة رائد الفضاء أو حين يتحاصر بجانب باب على وشك أن يفتح دون أن يرتدي بذلته، فبدون الهواء و بضغط مساوي للصفر، لن تدوم مقاومة الجسم البشري طويلًا دون حماية، ولكن ما الذي يحصل بالضبط؟ هل تنفجر العينين بينما يتبخر دمك؟ لا، الحقيقة أقل درامية و لكن أكثر إذهالًا، فقد اكتشفنا ما الذي يحدث بسبب الحوادث التي تحصل في الفضاء أو في غرف التجارب أو في التجارب التي جرت على الحيوانات في 1960.
أول ما ستلاحظه هو نقص الهواء، لكنك لن تفقد وعيك مباشرة، فقد يدوم وعيك لمدة 15 ثانية بينما يستهلك الجسم باقي الأوكسجين المخزن في المجرى الدموي، و إذا لم تحبس نفسك فقد تستطيع الصمود لمدة دقيقتين تقريبا بدون أن يصيبك إصابة دائمة، أما إذا حبست أنفاسك فإن خسارتك للضغط الداخلي سيسبب تمدد الغاز الذي بداخل رئتيك، مما سيمزق الرئة و يسبب بتسرب الهواء إلى الدورة الدموية، فإذًا أول ما عليك فعله إذا وجدت نفسك فجأة في الفضاء هو أن تزفر!.
بعد عشرة ثواني ستبدأ بشرتك و الأنسجة التي تحتها بالانتفاخ فالمياه التي في جسدك ستبدأ بالتبخر بسبب غياب الضغط، لن تنتفخ كالبالون لدرجة الانفجار، لأن بشرتك مرنة و قوية بشكل كافي لتتحمل التمدد، و إذا عدت إلى منطقة الضغط الجوي فإن أنسجتك ستعور لوضعها الطبيعي، كما أن هذا لن يؤثر على دمك لأن نظام الدورة الدموية قادر على إبقاء الضغط الدموي منتظمًا إلا إذا تعرضت لصدمة، إلا أن الرطوبة على لسانك ستبدأ بالغليان كما أخبرنا جيم لو بلان الذي تعرض لتجربة مشابهة في غرف التجارب في عام 1965، فقد شعر بلسانه يغلي، لحسن الحظ فإنه عبر التجربة بدون أذية، فقد أعاد الباحثون الضغط الطبيعي بعد مرور 15 ثانية.
ستتعرض للحروق الشديدة بسبب تعرضك للأشعة الكونية الغير مرشحة، كما أنك غالبًا ستتعرض لمرض الضغط، إلا أنك لن تتجمد على الفور بغض النظر عن الحرارة الخارجية، فالحرارة لا تغادر جسدك بسرعة كافية لكي تتجمد قبل أن تختنق، كما إنك إن مت في الفضاء فلن يتحلل جسمك بالطريقة الطبيعية بسبب عدم وجود الأوكسجين، فإذا كنت قريبًا من مصدر حرارة فإنك سيحفظ و كأنه تم تحنيطه، أما إذا كان في منطقة باردة فسيتجمد، أما إذا مت بداخل بدلة قضاء فجسدك سيتحلل قليلًا بالمقدار المساوي لكمية الأوكسجين الموجودة داخل البدلة، و على كل الأحوال فإن جسدك سيدوم لوقت طويل جدًا بسبب غياب الهواء الذي يساعد عادة على التحلل، فمن الممكن أن يتجول جسدك في الفضاء لملايين السنين.
اضافة تعليق