شاهد تريلر ومراجعة فيلم The Beach Bum. أسس المخرج هارموني كورين – Harmony Korine – سمعته على زجّه للمشاهد في عوالم من اللذة و التابو. بدءًا بطيش مراهقين نيويورك الذي جسّده في فيلم الأولاد – Kids – والإثارة الصبيانية في فيلم عطلة الربيع – Spring Breakers – يتحدّى هارموني كورين المشاهد على أن ينغمس ويتعاطف مع شخصيّات تؤْثر ألا تكون عِبَر تحذيريّة كرتونيّة.
في فيلمه مشرّد الشّاطئ – The Beach Bum – هذا، يحوّل المخرج الكاتب نظره وحسّه الابتزازي إلى جماعة من المختلفين في مدينة ميامي، وهم أشخاص يمضون وقتهم في ملاحقة اللذة الجنسية والمخدرات والمغامرات الخطيرة. والنتيجة هي فيلم مرح وصارخ ومحزن بشكل خفيّ.
يلعب الممثل ماثيو ماكوناهي – Matthew McConaughey – دور موندوغ – Moondog – شاعرٌ خبت نجمه وبهت، يواسي نفسه بسحاب الحشيشة وقوارير المشروب والراحة المالية التي توثرها ثروة زوجته. لا يصعب على المشاهد أن يحكم بنظرة أن موندوغ هو شخص سوقيّ. يرسم شعره الأشقر الطويل من وجهه لوحة تضرّجت بالكدمات إثر عراك ما، ليكشف فاهه بابتسامة عريضة سنّه الميّت. يتأرجح حديثه من الغرابة إلى النبوءة والفلسفة.
في لحظة نراه فيها يتودّد إلى قطّة يدعوها بالقطة الملاك، وفي الثانية نراه يضاجع امرأة سمينة في مطبخ إحدى المطاعم وهو يحدج المتفرجين بنظرات خاوية. موندوج هو روح حرّ تبتعد به ثروته عن مشاكل الحياة وقلقها، إلى أن تنفد.
في رفّة عين، يُمسي موندوغ من كونه مليونيرًا إلى كونه شريد غريب الأطوار. بينا يحدّق به الخراب الماليّ، على موندوغ أن يلمّ شتات نفسه ويكمل روايته التي رزحت تحت السبات الطويل.
وفي مسعاه هذا، يتسكع موندوغ مع حفنة من الشخصيات المختلفة، واحدها محارب الدعاء – Prayer Warrior – الذي لعب دوره زاك إيفرون – Zac Efron – وآخر هو الممثل مارتن لورينس – Martin Lawrence – بشخصية القبطان المهووس بالدلافين، وآخرهم سنوب دوغ – Snoop Dogg – ذوّاق المارهوانة الرفيع، مع المغني جيمي بافيه – Jimmy Buffet – الذي يساعده موندوغ في تسليط أضواء الشهرة العالمية عليه.
عالم موندوغ هو عالم ألوانه وافرة، ترشّه مياه شاطئ ميامي المنعشة تحت ألوان الغروب الأخاذة. يبعث الفيلم إحساسًا حيويًا حيث يمكنك أن تشعر بسحاب الحشيشة في الهواء وأن تشعر بملاطفة نور الشمس لوجنتيك. لكن على الرغم من كل ذلك، يمكننا رؤية الحزن العميق وراء ضحكات موندوغ العالية.
يمكننا اعتبار موندوغ على أنه قسيس كنيسة اللذة، وقداسه الحفلات الصاخبة والالعاب النارية والشِّعر الحسّي. وروّاد كنيسته هم القراصنة الهواة وضحايا القدر. ترتيلته هي جلسة غنائية لسنوب وبافيه، وربّه هو السّعادة المجيدة المشبوهة. ولكي يصل له، يخاطب موندوغ جمعه مرفوع اليدين فاتر الفاه عن ابتسامة آسرة.
التريلر:
اقرأ أيضًا:
كلمات ذات صلة: هارموني كورين – التابو
اضافة تعليق