بيغ فوت او ذو القدم الكبيرة : وحش بشري ام خرافة ؟ ذو القدم الكبيرة، المعروف أيضا باسم (ساسكواتش أي الكائن الغريب)، هو مخلوق عملاق يشبه القرد يقال إنه يجوب المناطق شمال غرب المحيط الهادئ. هناك شح في الأدلّة المادية التي تثبت وجود هكذا مخلوقات، ولكن هواة ذو القدم الكبيرة مقتنعون أنها موجودة، وأن العلم سيثبت ذلك قريبا.
في حين أن معظم مشاهدات ذي القدم الكبيرة قد حدثت في مناطق الشمال الغربي، فقد تم الإبلاغ عن مشاهدات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هناك العديد من الخرافات المحلية والأساطير التي تُحكى عن رجال بريين في الغابة، ولكنّ ذي القدم الكبيرة تحديداً لم يكن موجودً إلا من حوالي 50 عاماً فقط. إن الاهتمام بذي القدم الكبيرة قد تنامى بشكل سريع خلال النصف الثاني من القرن العشرين، مدعوماً بمقالاتِ أشهر المجلات في ذلك الوقت، وكان أكثرها تأثيراً المقالة التي نشرت في كانون الأول 1959 والتي تتحدث عن اكتشاف مخلوق ضخم وآثار أقدام غامضة في السنة السابقة في جدول بلاف في كاليفورنيا.
إن كنت لا تصدق بوجود ذي القدم الكبيرة، فلست وحدك. فوفقاً لمسح بايلور الديني في عام 2007، فإن 16% من الأمريكيين قد قالوا بأنّ ذي القدم الكبيرة موجود بشكل “قطعي” أو “محتمل”، و44% قد اختاروا “على الأغلب ليس موجوداً”، وحوالي 40% اختاروا “غير موجود إطلاقاً”. (أكثر بمرتين من الناس الذين يؤمنون بالأشباح والتنجيم).
تقارير شهود عيان
إن الدليل الأكثر شيوعاً لإثبات وجود ذي القدم الكبيرة هو تقارير شهود العيان. لسوء الحظ فإن هذا الدليل هو أضعف الأدلة على الإطلاق. إن علماء النفس والشرطة يعلمون أن شهادة شهود العيان لا يعول عليها، وأن الناس ببساطة لا تبرع بوصف ما شاهدوه بشكل دقيق وخاصة عن مسافة بعيدة وفي ضوء خافت وقد كان ما رصدوه ظاهراً جزئياً من بين الأشجار ومغطى بالأوراق (كما هو الحال في أغلب تقارير ذي القدم الكبيرة)
أي شخص قد يخطئ، الطيارون أو رجال الشرطة أو القساوسة أو العامة ليسوا استثناءً. أغلب الأبحاث حول ذي القدم الكبيرة تقرُّ بأنّ أغلب المشاهدات خاطئة أو كاذبة. (تصل لنسبة 95% حسب التقديرات). ومع ذلك فإنهم مصرّون على أن ذي القدم الكبيرة مخفيّ بين تلك التقارير و المشاهدات القليلة التي لا يمكن تفسيرها بسهولة.
الأدلة الصُورْيّة
إنّ اشهر دليل مصور لذي القدم الكبيرة هو فيلم تم التقاطه عام1967 من قبل روجر باتيرسون و بوب جيملين. وقد تم تصويره في جدول بلاف في كاليفورنيا.
و هو يظهر شكلاً غامق اللون بحجم رجل وعلى هيئة رجل يتمشى في فسحة بين الأشجار. ويعتبر هذا الفيلم على نطاق واسع مجرد خدعة، ومع ذلك فإنه يعتبر ليومنا هذا أفضل دليل لوجود هذا المخلوق. على أي حال فإن ذلك يطرح تساؤلاً قد يشكّل ضربة قاصمة لمصداقية الفيلم: إن كان هذا الفيلم حقيقياً وأن هذا المخلوقات حقاً موجودة وتظهر أمام الناس لتصورها، فلمَ لمْ يظهر أي فيلم أكثر دقة مذ عهد إدارة الرئيس ليندون جونسون؟
اليوم فإن أكثر الناس تحمل في جيوبها كاميرات ذات دقة عالية وأجهزة جوال حديثة مزودة بكاميرات حيث لم يسبق في التاريخ أن حصل الناس على كاميرات بهذه الدقة العالية في حوزتهم و بتلك الأحجام الصغيرة، و عليه فإن الأدلة الصورية على وجود ذي القدم الكبيرة يجب أن تكون كثيرة و أكثر وضوحاً عبر كل هذه السنين. ولكن هذا لم يحصل و لا يزال هذا المخلوق مختفياً عن عدسات هذه الكاميرات.
هنالك احتمال أن يوجد تفسير فوق الطبيعة كأن يملك ذو القدم الكبيرة القدرة على توليد موجات ضوئية تمنع الكاميرات من التقاطه مهما كانت تقنيتها متطورة. وهناك حل أكثر منطقية هو أن هذا المخلوق غير موجودٍ بتاتاً وكل هذه الأدلة على وجوده ما هي إلا خدع وصور فُسّرت بشكل خاطئ.
دليل حاسم وقطعي
في كتابه “آثار ذي القدم الكبيرة” الباحث البيطري غروفر كرانتز يناقش أدلة مجموعة من شعر ذوي القدم الكبيرة أو وجوهها وقطع من جلودها وعينات من دمائها فكتب: “إنّ أغلب هذه الأدلة إما لمْ تخضع لدراسة علمية أو أن هذه الوثائق مفقودة أو لا يعتمد عليها. وعند إجراء دراسات وتحاليل لأغلب هذه الأدلة فقد تبين أنها مزيفة ولا تظهر أي دليل حاسم”
وقد جاءت فحوصات الحمض النووي للأدلة المجموعة من شعر ودماء لتظهر أنها تعود لغزلان ودببة وأبقار على سبيل المثال لا الحصر. بعض الأدلة جاء تقرير الفحوصات بأنها مجهولة أو غير محددة ومع هذا فإن ذلك لا يعني أنها تعود لذي القدم الكبيرة. فكثير من الأحيان قد يعني هذا أن العينات قد تعرضت لظروف بيئية تسببت في تخريبها. أو أن المخبر لا يملك عينات لتتم مقارنتها بها فنحن لا نملك الحمض النووي لذي القدم الكبيرة.
في الواقع، فإن الأدلة الجينية تقدم سبباً للشك في وجود هذا الحيوان لأن الأدلة يجب أن تظهر تنوعاً جينياً للحفاظ على استمرارية النوع. ولو أن هذا الكائن موجود و بكثرة فكيف حتى هذا اليوم لم يتمكن أي شخص من العثور على جثة أحدها، كأن تقتل بواسطة صياد أو تتعرض لحادث دهس على أحد الطرقات أو أن يعثر على جثة من قبل متسلق جبال أو مزارع؟
المخادعون يعملون على زيادة الأدلة المضللة التي تصعب التفريق بين الحقيقة والخيال. عشرات الناس اعترفت بتزوير آثار أقدام وصور وكثير من أدلة وجود ذي القدم الكبيرة منهم رجل اسمه رانت مولينز كشف في عام1982 أنه زور ورفاقه آثاراً لخطوات هذا الكائن على مدى سنوات. وعليه فإن التقريق بين الأدلة الحقيقة والمزورة أمر يصعب حتى على المختصين.
قلة الأدلة على وجود ذي القدم الكبيرة لم يثبط عزيمة من يؤمن بوجود هذا الكائن، لديهم كل ما يريدونه من التقارير والمشاهدات والصور المشوشة والشعر وآثار الأقدام كي يتابعوا البحث. وحتى يظهر دليل جديد سيتم إعادة الفحوصات على الأدلة القديمة وما لم يتم إثبات أن ذي القدم الكبيرة حي وموجود، فإن أبحاثهم سستستمر دون توقف.
اقرأ أيضًا: صياد روسي يكتشف مجموعة مرعبة من كائنات اعماق المحيطات
اضافة تعليق