من المرجّح أننا جميعًا مررنا بمثل هذه التّجربة، حيث تمّ سجننا لمدّة 15 عامًا دون مبرّر، ليتمّ إطلاق سراحنا مع فرصة العثور على معذّبينا! تم ابتكار هذا السيناريو لأول مرة في فيلم الطفل العجوز Oldboy للمخرج بارك تشان ووك، ناهيك عن مشهد مليء بالحماس حيث يتغلّب شخص على خمسين آخرين ضمن عراك في ممرّ. قد تعرف الكثير عن فيلم الانتقام الكوريّ المشوّق، لكن، إليكم بعض الحقائق الأخرى لتثبّت إعجابكم بهذا الفيلم.
1- نام مؤدّي دور البطولة مرّة أثناء التصوير
إن كنتم تظنون أن مشاهدة الفيلم هذا متعبة، تخيّلوا الجّهد الذي وُضع في صنعه. والعمل كان مرهق على وجه الخصوص بالنسبة للممثل (تشوي مين سيك)، فهو يظهر في كلّ مشهد، إمّا وهو يقوم بقتال أحد أو وهو يأكل أخطبوط حيّ. تغلّب عليه الإرهاق عندما كان يصوّر مشهد بيت السطح، وحينما كان مستلقيًا على الأرض كجزء من مشهده، نام ببساطة بين اللقطات. كان على طاقم العمل أن يوقظوه برِقّة عندما آن أوان التصوير من جديد.
2- تمّ تصوير الخاتمة في نيوزلندا، لأنها كانت أقرب مكان يوجد فيه ثلج
أراد (تشان ووك) من مشهد الخاتمة أن يظهر بأنه يحدث في زمن بعيد، وعرض التغيّر الفصليّ هو أفضل طريقة للتدليل على ذلك. المشكلة كانت أنه لم يكن هناك ثلج في كوريا الجنوبية في ذلك الحين. لذا توجّه المخرج وطاقمه إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية حيث يوجد ثلج كثير، إلى نيوزلندا.
3- تمّ تصوير الخاتمة باستخدام كاميرات وألبسة مستعملة لأن شركة الطيران كانت قد أضاعت أمتعتهم
هاكم سبب آخر لعدم التصوير ضمن موقع حقيقيّ، فعندما وصل (تشان ووك) وطاقمه إلى نيوزلندا، لم تصل حقائبهم معهم، ومن بينها ملابسهم طبعًا وتجهيزات التصوير. لذا كان عليهم استئجار كاميرات محليّة، وأن يصنعوا بسرعة ملابس بديلة عن تلك التي صنعوها بدقّة في كوريا.
4- مشهد النمل تمّت صناعته إلكترونيًا، واليد كذلك
هناك الكثير من المشاهد التي تمّ صنعها بتأثيرات تصويرية، وأغلبها مُتقنة بشكل مدهش. وإحدى استخدامات هذه المؤثرات كانت في المشهد الذي يهلوس فيه (داي سو) بأن هناك نمل يخرج من يده ليغطّي وجهه بالكامل. لم يكن النمّل مزيفًا فحسب، بل اليد أيضًا.
5- أجل، تناول (تشو مين سيك) أخطبوط حيّ
من المعقول القول أن المشهد الذي يتناول فيه (تشو مين سيك) أخطبوط حيّ كان محسّن إلكترونيًا، مع اعتبار أن (مين سيك) بوذيّ المعتقد ونباتيّ لا يأكل اللحم. كلّا، فقد قام الممثل بذلك بالفعل، أربع مرّات حتّى، فهذا عدد اللقطات التي كان عليهم أخذها في هذا المشهد.
6- كاد الفيلم أن يظفر بالجائزة الكبرى في مهرجان (كان) السينمائيّ، لكن (مايكل مور) حال بين حدوث ذلك
كان المخرج (كوينتين تارانتينو) رئيس لجنة التحكيم آنئذ في 2004، وبشكل لا يدعو على الاستغراب، كان معجبًا كبيرًا بالفيلم. حيث ربح الفيلم جائزة Grand Prix وهي فعليًا بمثابة الميدالية الفضيّة، أمّا الجائزة الأولى Palme d’Or فكانت من نصيب فيلم (مايكل مور) الوثائقيّ Fahrenheit 9/11. انتشرت شائعات تقول أن Oldboy خسر بفارق صوت واحد فقط، وهو أمر لم تؤكّده إدارة مهرجان (كان) قطّ.
7- هناك نسخة هنديّة مسروقة عن الفيلم
لا شكّ أن إحدى هوايات بوليوود في مجال صناعة الأفلام هي إعادة صنع الأفلام الأجنبيّة دون سابق إنذار أو إذن. غالبًا ما تكون تلك الأفلام نسخة مشابهة أو مُقلّدة عن الأصليّة، وفي أحيان أخرى، تكون مسرقة كليًا. فالفيلم Zinda عام 2006، يدخل في الحالة الثانية، على الرغم من أن أحد لم يُقاضي صُنّاع الفيلم أولئك على هذا التصرّف.
8- كان (يو جي تاي) جيد في ممارسته اليوغا، لكنه ليس بتلك الجودة
لم يكن المشهد الذي يقوم فيه معذّب (داي سو) السّاحر (لي وو جين) بممارسة اليوغا في شقته دقيقًا للغاية. كان الممثل (يو جي تاي) في 26 من عمره في ذلك الوقت، لكنّ حركة “الجّرادة”، وهي حركة يقوم فيها بالاستلقاء على معدته ويقوّس ظهره ليرفع قدميه عاليًا، كانت صعبة بالنسبة إليه. استخدم المخرج (بارك) خيوطًا لمساعدته في أثناء ذلك كي تبدو واقعيّة بالقدر الكافي.
9- سُميّت شخصيّة البطل تيمّنًا بأوديب
اختار (تشان ووك) الاسم (أو داي سو) ليشير إلى أوديب في الأساطير الإغريقيّة. وهو اسم بطل تحفة (سفقليس) التراجيدية Oedipus Rex، حيث يقوم فيها أوديب بالزواج من أمه عن غير قصد.
10- الفيلم مقتبس من سلسلة “مانجا” يابانيّة
ناهيك عن الحبكة المعقّدة حيث يقنع (وو جين) (داي سو) أن ينام مع ابنته، فهذه فكرة (تشان ووك). أمّا القصة الأصلية فهي أقل عنفًا مما نراه، وفيها، لدى شخصيّة الشرير أسباب أخرى لإلحاق الضرر بالبطل.
11- على الرغم من كلّ مزاياه الإيجابيّة، حقّق الفيلم الأمريكيّ المُعاد صنعه عائدات أقل من الفيلم الأصليّ هذا
حقّق فيلم (تشان ووك) هذا حصيلة متواضعة في الولايات المتحدة وهي 700 ألف دولار فقط، أمّا في ما تبقى من أنحاء العالم، فقد وصلت أرباحه إلى 14.2 مليون دولار. الفيلم الأمريكيّ الذي صُنع اقتباسًا عن هذا الفيلم، بإخراج (سبايك لي)، والذي ضمّ أسماء كبيرة مثل (صموئيل جاكسون) و(جوش برولين)، ناهيك عن أفضليّته في أنه باللغة الإنجليزيّة، فشِل بشكل مؤلم، وحقق 4.8 مليون دولار فقط في جميع أنحاء العالم.
اضافة تعليق