قبل أن يُخرج فيلم X-Men، صنع برايان سينغر لنفسه اسمًا عن طريق فيلم المشتبه بهم المعتادون The Usual Suspects حيث يجمع ثلّة مختلفة من الأبطال، تجمعهم قوى خارقة مختلفة.
انطلق الفيلم هذا في (ساندانس) عام 1995، في مايو ضمن مهرجان كان السينمائيّ، واليوم يطبّق الفيلم عامه الـ23 في تسلية الجّميع، على الرغم من عدم إعجاب (روجر إيبرت) به بشكل علنيّ، بطفرته المعقّدة الإجراميّة المسليّة. لعلّكم تعلمون من هو (كايزر سوزي)، لكن إليكم هذه الأشياء التي قد لا تعلموها عن الفيلم.
1- سُمّي (كايزر سوزي) بهذا الاسم تيمّنًا بمحاميّ
عمِل الكاتب (كريستوفر مكواري) مرّةً لدى محاميّ اسمه (كايزر سومي)، وقد قال له: “لديك اسم رائع. ستكون الشّرير في إحدى الأفلام يومًا ما.” عندما حان أوان كتابة قصّة الفيلم، اعتقد (مكواري) أنه ولأسباب قانونيّة عليه أن يعدّل الاسم، وهكذا قام بتبديله بجزء من المثل التركيّ (سوزي) “Söze bogmak” والذي يعني من يتكلّم كثيرًا. بما أن الفيلم لديه أيضًا شخصيّة تُدعى (فيربال) “Verbal” أي من يُثرثر كثيرًا، قد لا يتفاجأ المشاهدون التركيّون بنفس القدر الذي تفاجأ به المشاهدون الآخرون.
2- طلب (كيفين سبايسي) أن يكون جزءًا من الفيلم قبل أن يعرف ما سيكون حتّى
قابل (سبايسي) المخرج (سينغر) أثناء مشاهدته فيلم Public Access الذي ربح جائزة الـGrand Jury في (ساندانس) عام 1993. أعجب (سبايسي) بالفيلم بشدّة وقال للمخرج أنه يريد أن يكون في عمل (سينغر) التالي.
3- استوحى (مكواري) اسم الفيلم وصورته الإعلانية قبل أن يبدأ العمل على قصّة الفيلم حتى
كان لدى مجلّة Spy للأخبار السّاخرة والفنيّة قسم معتاد يُسمّى The Usual Suspects، والذي ظنّه (مكواري) سيكون عنوانًا رائعًا لفيلم. لكن ما الذي سيكون عنه؟ حسنًا “المُشتبه بهم المعتادون”، وهم مجموعة أشخاص موجودون في مركز للشرطة، ومن هناك، ستكتب القصّة نفسها!
4- قرأ (كيفين سبايسي) نصّ الحوار دونما علم أيّ دور سوف يلعب
أعجبته شخصيّتيّ (كيتون) و(ديف كوجان)، واللتين كانتا من نصيب كلّ من (غابرييل بيرن) و(تشاز باليمينتيري). لكنّ (سبايسي) كان مسحورًا بشخصيّة (فيربال كينت) الذي، كما تبيّن، أنه الدور الذي أراد كلّ من (سينغر) و(مكواري) أن يلعبه (سبايسي). في الواقع، قال (مكواري) أنه كتب هذا الدّور خصيصًا من أجل (سبايسي).
5- رفض (آل باتشينو) دور (ديف كوجان) ليلعب دور شرطيّ في فيلم آخر
والفيلم هو Heat، والذي وضعه لأول مرّة على الشاشة مع الممثل (روبرت دينيرو). لم يشأ (باتشينو) أن يلعب دور شرطيّ مرتين في العام ذاته، لذا فضّل العمل على المشروع الأكثر أناقة مع المخرج (مايكل مان).
6- رأى المخرج الفيلم هذا مكافئًا لفيلم The Wizard of Oz
شرح (سينغر) فرضيّته هذه بقوله: “(نيويورك) هي (كانزاس)، حيث تحدث الحياة اليوميّة، و(لوس آنجيليس) هي (أوز)، حيث توجد الشخصيّات المثيرة والمغامرات المختلفة، بما فيها (كوباياشي)، فهل هو الرّجل المبتغى، أم هل هو الرّجل وراء الكواليس؟” وكِلا القصّتين تنتهيان بالشكّ فيما رآه الجمهور.
7- أراد صانعوا الفيلم الممثل (هاري دين ستانتون) لا (بينيتشيو ديل تورو)
لعلّ هذا التوجّه مختلف للغاية لأجل شخصيّة (فينستر)، والذي عُرف ضمن الفيلم لسلوكه الغير مفهوم بالكلام ولا شيء آخر. كان في خُلد (سينغر) ممثل أكبر، أحد مثل (ستانتون)، ليعطي شراكة (فينستر) و(مكمانس) ديناميّة الشاب/العجوز. لكن على الورق، لم يكن للدور أيّة مزايا شخصيّة، ولم يبدُ أن (سينغر) استطاع العثور على أحد ليملأ هذا الدور. (سبايسي) هو من اقترح إعطاءه لـ(ديل تورو).
8- كانت لهجة (فينستر) المميزة فكرة (بينيتشيو ديل تورو) بالكامل
كما شرح (ديل تورو) الأمر في حديثه مع مجلّة Inside the Actor’s Studio، كان المغزى الوحيد من شخصيّته هو أن تموت. لذا كي يحرّك الأمور قليلاً، حاول (ديل تورو) أن يردّد نصّ (فينستر) بالطريقة التي يسمعه بها الجمهور في الفيلم، بسرعة وبلهجة عميقة غير مفهومة.
9- حاول (غابرييل بيرن) رفض الدور قبل بدء التصوير
كان يتعامل الممثل هذا مع العديد من المشاكل التي منعته من التفرغ للعمل على أيّ فيلم. أمّا وكيلته، ظنًّا منها أنه متردّد، سألَته إن كان متأكدًا، فردّ بالإيجاب. سألَته عن شروطه لأداء الفيلم فقال: “إذا صوّروه في (لوس آنجيليس)، حيث أعيش، وإن لم يأخذ أكثر من خمسة أسابيع فسأقوم بالدّور.” وافق (سينغر) فورًا على تلك المطالب، ولم يدرِ (بيرن) أن التصوير لمدة خمسة أسابيع فقط في (لوس آنجيليس) كان أساسًا ما يخططون له منذ البداية. حتّى المشاهد التي تقع في (نيويورك) تمّ نصويرها في (لوس آنجيليس).
10- يفترض بمشهد الاصطفاف في مركز الشّرطة أن يكون جدّيًا، لكنّ (ديل تورو) لم يتوقّف عن إطلاق الرّيح
على الرّغم من أن هذا المشهد لم يُقصد منه أن يكون مسليًا، كان الممثلون في مزاج سخيف حيث استمرّوا في اللعب بنصّ الحوار مع بعضهم. قدّم (ديل تورو) سببًا آخر وراء تلك المهزلة وقال: “كل ما أذكره هو أن أحدهم أطلق الرّيح ولم يدرِ أحد من.” أمّا (كيفين بولاك) يذكر الأمر بشكل مغاير: “أطلق (ديل تورو) الرّيح عشرات المرات تباعًا.” وبّخهم (سينغر) الذي امتلأ باليأس على تصرّفهم في استراحة الغداء، وهو أمر زاد من صعوبة تعامل الممثلين معه فلم يستطيعوا تأدية الدّور بشكل جدّي. اعتنق (سينغر) أخيرًا نغم المشهد واستخدمه في تأسيس الصداقة بين الشخصيّات.
11- مشهد الاستجواب بأكمله، والذي انتشر طول فترة الفيلم، تمّ تصويره قبل أي شيء آخر
أمضى (سينغر) وطاقم الممثلين خمس أيام في تصوير تلك اللقطات. دون مشاهد الذكريات التي تفرّق بينها، وبدا الظامر كأنه مسرحية شخصيّتين بين (سبايسي) و(بالمينتيري).
12- محرّر الفيلم هو أيضًا مؤلّفه الموسيقيّ
ازدواجية كاتب/مخرج منتشرة للغاية، أو حتى مخرج/مصوّر أيضًا. لكن محرّر/مؤلف موسيقي في آن واحد؟ هذا غريب. نجح (جون أوتمان) في الوظيفتين تلك، بفضل دعم (برايان سينغر) له. التقى الاثنان أثناء العمل على فيلم جامعيّ في USC، وطلب (سينغر) منه أن يحرّر له فيلمه Public Access. وعندما فقد ذلك العمل مؤلّفه الموسيقيّ في اللحظات الأخيرة، عرض (أوتمان) خدماته لهذه الوظيفة أيضًا، بما أنه كان يعمل في مجال موسيقيّ بشكل جانبيّ.
13- ربح الفيلم جميع جوائز الأوسكار التي ترشّح لها
الجائزيتن كلتيهما: جائزة أفضل ممثل ثانوي من نصيب (كيفين سبايسي)، وأفضل نصّ سينمائيّ من نصيب (كريستوفر مكواري). قد ترشّح (سبايسي) أيضًا لجائزة أوسكار أخرى وربحها عام 1999 كأفضل ممثل بطوليّ في فيلم American Beauty.
14- ينجح الفيلم في مفاجأة معظم المشاهدين في جعلهم يسألون السؤال الخطأ
شرح (مكواري) ذلك بأنه بدلاً من أن يعْجَب الجمهور حيال سؤال “من هو (كايزر سوزي)؟” تمّ نصب الفيلم ليكون السؤال الأهم هو “هل (كيتون) حيّ أم ميّت؟” وهكذا، وهُم محتارون، يُفاجأ المشاهدون حين تتمّ الإجابة عن معضلة (كايزر سوزي). بالتأكيد، تسويق الفيلم، الذي ركّز على السؤال المحوري “من هو (كايزر سوزي)؟” قد يقلّل من شأن السؤال الثاني ذاك.
اضافة تعليق