يبدو لك، ومنذ الوهلة الاولى، مسلسل The Haunting of the Hill House مسلسل نيتفليكس الجديد على أنه مسلسل رعب خارق ومليء بالألغاز، يمتلك هذا المسلسل مساراً مشابهاً لقصص المسلسلات الاعتيادية : عائلة سعيدة مكوّنة من زوج وزوجة وخمسة أطفال ينتقلون إلى قصر فيكتوري مسكون ( وكالعادة، الذنب الرئيسي هو ذنب السّماسرة اللذين يستمرون بتأجيره).
في البداية، لم يصدق الوالدين أبنائهم عندما كانوا يقولون بأن الأشباح كانت تُرهبهم بالليل، لكن حينما تصاعدت المواقف الغير مقبولة بدأوا بإدراك وجود شيئاً شريراً للغاية وسطهم، خاصةً عندما بدأ يظهر على الأم شيئاً من الجنون.
لكن تصبح الأمور هنا أكثر تشويقاً: بدلاً من سرد القصة بشكل مكرر وروتيني، يركّز المسلسل على التأثيرات النفسية لهذا الرُهاب على الأطفال.
الحبكة معقدة، بسبب الانتقال مابين الماضي والحاضر، حيث أن الأطفال الذين نضجو في الوقت الحالي عليهم أن يتقبلو فكرة وجود الليلة الكارثية عندما أخرجهم أباهم من المنزل للسيارة تاركاً الأم خلفهُ لتقتل نفسها.
ستيفن كراين (مايكل هوزمان) هو كاتب، يكتب كتباً حول الأشباح رغم أنه لا يؤمن بوجودها.
نيل كراين (فيكتوريا بيدريتي) هي امرأة غير متوازنة، يتبيّن أنهت تتبع خُطى أمها الكارثية منذ الحلقة الأولى.
لوك كراين(اوليفر جاكسون كوهن) مدمن على الهيروين.
شيرلي كراين (اليزابيث ريسر) تمتلك صالة استقبال للجنازات.
ثيودورا كراين (كيت سيغل) هي ملكة الجليد التي ترتدي قفازاً لتجنّب الألفة.
كُلٍ منهم يتعامل مع هذه التجربة بطريقته الخاصة، وجميعهم لا يجيدون ذلك، وجميعهم جَفو أباهم،هيو(تيموثي هاتن)والذي أصرّ ألّا يكشف حقيقة ماحصل كل هذه السنوات.
يخدم هذا السؤال اللغز الموجود في هذه القصة المشوّقة. والتوتر الدرامي الحقيقي يأتي من الديناميكية المعقدة لهذة العائلة.
والسؤال الحقيقي الذي يجذبك للمشاهدة هو: هل هذه الأشباح حقيقية؟ أو هل هم، كما يقول ستيفن في الحلقة الاولى، هلوسات هؤلاء الأشخاص الحزينون فحسب؟
تابع القراءة إن أردت اكتشاف سبب متابعة الناس لهذا العرض. ولماذا تُعتبر فاقداً للكثير من المتعة لإن كنت لم تبدأ بمشاهدته بَعد.
١- إنه مقتبس عن كتاب:
إن هذا المسلسل مُسمّى على اسم رواية شيرلي جاكسون المرعبة لعام ١٩٥٩، والتي اشتركت في الدور النهائي لجائزة الكتاب الوطني واعتُبرت واحدة من أفضل القصص الأديبة عن الأشباح خلال القرن العشرين. وما جعل الكتاب مرغوباً هو: الصراع بين الشخصيات وكيفية توضيحة للخط الفاصل بين الخيال والواقع.
٢- الكتاب مَبني على قصة حقيقية:
قالت جاكسون أنها استلهمت فكرة الرواية عندما كانت تقرأ عن مجموعة من الباحثين النفسيين في القرن التاسع عشر، الذين اكتشفوا منزل يبدو أنه مسكون وبلّغوا اكتشافهم إلى مركز الأبحاث The Society for Psychic Research. وجدت جاكسون لاحقاً صورة منزل في المجلة مشابهة جداً لتوصيف المنزل المسكون. واكتشفت أن جدها الأول كان قد بناه.
٣-قصة السيناريو مُبهرة:
يبدأ المسلسل ببداية مماثلة لبداية الكتاب، والذي يصفها ستيفن كينغ كالتالي: ” إن النصوص الوصفية الانكليزية التي تُعتبر أفضل من هذا النص قليلة إن كانت موجودة أصلاً؛ إنها تُشكّل نوعاً من الخلاصة الجيدة التي يطمح إليها كل كاتب، حيث تلخّص الكلمات فيها بطريقة ما كل فحوى الأجزاء”. فإن أهمية النص السينمائي للكاتب مايك فلانغان توازي أهمية نص النثر المثير في الكتاب.
٤-صناعة السينما مذهلة:
إن تصميم الموقع جميل جداً، لكن ذوق اختيار الألوان وتقنية عمل الكاميرا كان مذهلاً بحق.
هنالك لقطة رائعة في الحلقة السادسة قمت بإعادة مشاهدتها ثلات مرات على التوالي من شدة جمالها.
٥-التعديل والتحرير رائع:
يجد بعض المشاهدين أن طريقة إلقاء القصة محبطة نوعاً ما، ومفككة ايضاً، بسبب الانتقال بين الماضي الأليم والطفولة الحزينة لأطفال عائلة كراين وبين صراعهم مع هذا الماضي في الوقت الحاضر. المشاهد تتكرر، لكن بوجهات نظر مختلفة من الشخصيات.
٦- ستنهمر دموعك عند مشاهدة المسلسل:
هنالك تركيز كبير على ديناميكية العائلة، وغوص الاشخاص بالحزن عند فقدان الأحبة، ولحظات الصدق المؤثرة ستجعلك تبكي.
٧-نقلات الحبكة جيدة بالفعل:
لا يوجد الكثير من النقلات النوعية، لأن المسلسل مُصمّم بدهاء أكبر من فيلم ام.نايت شايمالن، لكن هنالك القليل من اللحظات المشوّقة حقاً.
٨- يُقدّم الأشباح بطريقة فريدة:
في أغلب الأوقات، أفلام الرعب الخارقة لا تُعتبر مرعبة أبداً للأشخاص الذين لا يصدقون وجود وجود الأشباح في الواقع. لكن في هذا المسلسل يتم تقديم العديد من لحظات الرعب خصيصاً للمشكّكين، لأنها تُقدّم الأشباح من وجهة نظر مجازية وحرفية.
كما يقول ستيفن في الحلقة الأولى “يمكن للشبح أن يكون: ذاكرة، حلم، سر، حزن، غضب، ذنب. لكن، من خلال تجربتي الخاصة، الأشباح هي فقط ما نريد نحن أن نرى… أغلب الأحيان، الشبح هو أمنية.” وجميعنا مطارد من هؤلاء.
اضافة تعليق