جسد الممثل رامي مالك شخصية فنية وعالمية بشكل أسطوري، ولكن أداء مالك المميز لم ينقذ الفيلم من بعض المساوئ.
إن كنت تأمل في مشاهدة فيلمٍ أسطوري عن حياة الراحل (فريدي ميركوري)، نعتقد أن هذا الفيلم سيخيب آمالك.
فبصرف النظر عن أداء (مالك) الممتاز، لن تشعر أن الموسيقى في الفيلم تحاكي موسيقى فرقة Queen. ومع الأخذ بعين الاعتبار المشاكل العديدة التي واجهها الفيلم على مر السنين، سنفاجأ أن (مالك) قد نال الدور عوضاً عن الممثل (ساشا بارون كوهين) –بطل فيلم The Dictator –كما حل المخرج (دكستر فليتشر) محل (بريان سينغر).
هناك العديد من الأفكار التي يمكن للفيلم أن يستمدها من هذه القصة، كالارتفاع الأسطوري لفرقة Queen في عالم الموسيقى والسقوط المدوي للمغني (فريدي ميركوري) –والذي توفي بمرض الايدز عام 1991. بالإضافة إلى القصة المثيرة عن الميول المثلية لـ (ميركوري) في عصر غير متسامح. تعد جميع هذه الأفكار مادة دسمة يمكن للفيلم الاستفادة منها، لكن Bohemian Rhapsody لم يستطع روي القصة بطريقة مثيرة ومبدعة.
يبدأ الفيلم بالحديث عن قصة المهاجر Farrokh Bulsara وهجره لمجتمعه المتعصب والعنصري في إحدى المدن الصغيرة في السبعينيات، ليبدأ رحلته في عالم الروك آند رول.
لم يستطع الفيلم تقديم القصة بشكل منطقي، حيث بدا (مالك) –الذي أدى الدور الرئيسي (فريدي ميركوري) واثقاً من نجاحه، كما تبدو بعض الحوارات غير منطقية أو مقنعة. لم يدرك المخرج أو الكاتب أن الفيلم غير منطقي، حيث بدت القصة “مُعدّة مسبقاً” وكأن الجميع يدرك النهاية.
لنتحدث قليلاً عن أداء مالك: تبدو لهجته مبتذلة بعض الشيء، ولكنه يستعيد السيطرة ويتقن أداء الدور عندما تبدأ الشخصية بالانطلاق في عالم الموسيقى.
ونريد التوضيح أن صوت مالك لا يبدو حقيقياً، أو على الأقل، لا يبدو كصوته، فربما عُدّل الصوت كي يشابه صوت (ميركوري). أما على المسرح وفي الحفلات، يستطيع مالك إبهارنا بأدائه الساحر والحركي.
الجانب السيء في أداء مالك هو تجسيده لحياة (ميركوري) الشخصية بعيداً عن المسرح، كعلاقته مع (ماري اوستن) –والتي لعبت دورها (لوسي بوينتون).
حيث يبدآن علاقة رومانسية وينتهيان بالخطوبة. من الواضح أن ميول (ميركوري) ليست مغايرة –أقل ما يقال –فهناك مشهد يعترف فيه (ميركوري) بذلك.
تصاعدت المشاكل والصعوبات في الثمانينيات، حيث أظهر أعضاء الفرقة خلافاً واضحاً مع (ميركوري) حول لباسه وحفلاته وشركائه الحميمين، وحتى الاتجاه الموسيقي الذي سلكته الفرقة. للأسف، صور الفيلم جموح (ميركوري) على المسرح كنتيجة لميوله الحميمية المثلية، ولكننا لا نعتقد أن هذا صحيح.
سيكون الفيلم أقوى بكثيرٍ إن تعمق في دراسة العلاقات التي خاضها (ميركوري) وشخصيته الحقيقية بعيداً عن المسرح. تقدم الشخصية الكثير كي نتعلم ونستفيد منها، فعلى سبيل المثال، واجه (ميركوري) مرض الايدز بأغانٍ كـ Who Wants To Live Forever? (من يرغب بالعيش للأبد؟) أو The Show Must Go On (العرض سيستمر).
كان أداء مالك جيداً جداً، ولا نستطيع القول إن الفيلم ضعيف أو حتى متوسط، بل يمكن اعتباره جيداً بغض النظر عن الأخطاء والعثرات هنا وهناك. يجسد Bohemian Rhapsody حياة (فريدي ميركوري) على المسرح بطريقة ممتازة، ولكنه لم يستطع التعمق في الحياة الشخصية لهذا الشخص الأسطوري.
[…] – فيلم Bohemian Rhapsody […]
[…] أدائه دور المغني الأسطوري (فريدي ميركوري) في فيلم Bohemian Rhapsody، أصبح مالك محط الكثير من الأنظار والانتقادات على حد […]