من الصعب الإجابة بدقة عن سؤال كهذا، وهو يعتمد على عوامل كثير، لكن من المرجح أنّ الطرف الذي يبادر بالحرب هو من سيخسرها، فلنقارن بين الطرفين من جميع النواحي: الجيش: من المعروف في الحرب بين طرفين متكافئين من الناحية التقنية، يجب أن يمتلك الطرف المهاجم تفوقًا عدديًا بنسبة 3:1 على الطرف المدافع، أما في حرب الجبال، يجب أن تكون هذه النسبة 10:1 على الأقل. بسبب تفوق الصين التقني على الهند فلنفترض أن هذه النسبة أصبحت 8:1 حيث ستجري الحرب البرية في جبال الهيمالايا. سبق وقامت مجموعة أو مجموعتان صغيرتان من الجيش الهندي بصد فرق كاملة من الجيش الصيني في حرب عام 1962 بالرغم من التفوق العددي الصيني على الهند، لذلك: 1- إن بادرت الهند بالهجوم سيدافع الجيش الصيني ويصد الهجوم بسهولة 2- إن بادرت الصين بالهجوم ستتمكن الهند من الدفاع حيث يبلغ تعداد الجيش أكثر من ثلث الجيش الصيني.
بالرغم من كثافة البنى التحتية الموجودة في المنطقة الحدودية، سيكون الوضع صعبًا على الصين من الناحية اللوجستية، فالجيش الصيني ليس متفوقًا بعدد العربات ووسائل نقل الجنود والآليات، والجيش الهندي أكثر تمرسًا وخبرة في الحرب الجبلية. القوة الجوية: تمتلك الصين اليد العليا في هذا المجال وبفرق شاسع، فإذا قامت حرب استنزاف واستمرت فترة طويلة ستتمكن الصين من استنزاف الهند مع الوقت.
لكن لا يزال هناك بعض الأمل بالنسبة للهند، من المعروف أن المقاتلات التي تقلع من قواعد جوية مرتفعة لا تستطيع حمل كمية كبيرة من الوقود والذخيرة، معظم القواعد الجوية الصينية الحدودية مع الهند توجد في مقاطعات التيبت، تشينجيانغ وتشينغابي وهي مرتفعات شاهقة مما سيؤثر سلبًا على أداء سلاح الجو الصيني. هذا ما قد يرجح الكفة قليلًا باتجاه الهند التي تملك قواعد عسكرية جوية في أسار، بنغال، بيهار.. والعديد من المناطق السهلية المحاذية للحدود، علاوة على ذلك، يقضي الهنديون وقتًا أطول في التدرب على الطيران من الصينيين، لذلك قد لا تظهر أفضلية سلاح الجو الصيني على الهندي في حرب حدود قصيرة.
البحرية: تتفوق الصين هنا بشكل كاسح من الناحية العددية والتكنولوجية على الهند، ويظهر تفوق الهند فقط في امتلاكها لحاملتي طائرات، أظهر التاريخ لنا مرارًا أن من السهل إضعاف أسطول بحري كبير وتدميره إن لم يملك حاملات طائرات توفر له التغطية الجوية الكافية. من المؤكد أن أي مركبة بحرية تقترب لمسافة 500كم أو أقل من ساحل أي من البلدين سوف تدمر، لكن الهند لن تحتاج إلى الذهاب باتجاه الساحل الصيني، لكن الهند لن تحتاج للذهب إلى هناك من أجل حصار الصين بحريًّا، بل تستطيع حصار الصين وقطع النفط والغاز الطبيعي عنها بإغلاق مضيق ملقا.
تتفوق الصين على الهند أيضًا في مجال غواصات، حيث تمتلك عددًا كبيرًا من الغواصات النووية المجهزة بصواريخ بالستية بعيدة المدى، إلا أن الهند تمتلك عددًا مكافئًا من الطائرات الحربية المضادة للغواصات والتي تستطيع كشف الغواصات المعادية والقضاء عليها دون أن تشكل خطرًا حقيقيًّا.
السلاح النووي: هذا الاحتمال مستبعد جدًّا ونتمنى من أجل مصلحة الإنسانية جمعاء ألّا تحدث حرب نووية أبدًا، لكن إن حدث فستحول الصين الهندَ إلى خراب. حيث تمتلك الصين عددًا كبيرًا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تستطيع إصابة أي هدف ضمن الأراضي الهندية، مما سيقضي خلال فترة وجيزة على كبرى المدن الهامة اقتصاديًّا وصناعيًّا في الهند، خاصة تلك الحدودية منها والتي لن تقاوم حتى الصواريخ قصيرة المدى الصينية.
عوامل أخرى أقل أهمية: – الاقتصاد الصيني أكبر بـ5 مرات من الهندي لذلك ستتمكن الصين من الصمود لفترة أطول من الحرب – تعتمد الصين في معداتها الحربية على الصناعة الوطنية بشكل أساسي لذلك تستطيع تجديد ما تخسره بسرعة بعكس الهند التي تعتمد على الاستيراد – تتفوق الصين في مجال الموارد الطبيعية – تعداد الجيش الصيني أكبر من الهندي بـ100 مليون جندي – القوات الرديفة: تمتلك الهند العديد من الخيارات في هذا الخصوص بعكس الصين – الاحتياط: تتفوق الهند من ناحية خبرة القوات الاحتياطية بكثير على الصين التي لا تضع نفس المعايير العالية في تدريبهم – الخبرة القتالية: ترجح الكفة هنا بوضوح نحو الهند التي يتمتع جيشها بخبرة قتالية عالية سببها النزاعات والحروب الكثيرة التي ينخرط فيها، بعكس الجيش الصيني الذي لم يشارك في أي حرب منذ حرب فييتنام عام 1979 ولم يبل بلاء حسنًا فيها على الإطلاق. في النهاية، يبدو من المرجح أن أي طرف يبدأ بشن الحرب لن يتمكن من التقدم في أرض الطرف الآخر وسيعاني خسائر كبيرة، أما في حال حرب نووية فإن الطرفين سيتأذيان، لكن الهند ستكون الخاسر الأكبر.
اضافة تعليق