يُتداول بين كثير من الأشخاص في الوقت الحاضر مقولة “من المستحيل الغرق في البحر الميت، ولم يسبق لأحد أن غرق فيه من قبل”، كما أننا نسمع بها كثيرًا، حتى أن قناة ايه بي سي الأمريكية للأخبار ذكرت قائلة “لا يمكنك الغرق في البحر الميت، حتى لو حاولت في ذلك”، وكم من الرائع وجود مكان للسباحة والاستجمام، لا خطر فيه، لو كان ذلك صحيحًا بالفعل.
يبرز سوء الفهم الشهير هذا من حقيقة أن البحر الميت هو بحيرة غير مألوفة، بخصائص غريبة، فيعتبر البحر الميت أعمق بحيرة في العالم، إذ يقع على عمق 240 م تحت مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى أنه الأشد ملوحة، فيشكل الملح ما نسبته 33.7% منه، وهذا ما يجعل البحر الميت مميزًا.
وتجعل تلك الكمية الكبيرة من الملح ماء البحر الميت أكثر كثافة من الماء الطبيعي، مما يجعل السباحة فيه غير مريحة إلى حد ما، ففي الواقع ماء البحر الميت أكثر كثافة من أي جسمٍ بشري، لذلك من المستحيل أن يغمر ماء البحر الميت أي شخص، من غير استخدامه لأدوات خاصة، وتكمن المشكلة في أن معظم الأشخاص يتكلمون عن الغرق في البحر الميت، وليس غمر الماء لجسم الإنسان.
ولتقريب الصورة، تخيل للحظة أن شخصًا يغرق، من المتحمل أنك تخيلت شخصًا لا يعرف السباحة، ويتخبط في الماء، ولكن الماء يغمره في النهاية، ليغرق نتيجةً لذلك، ولكن الغرق يحدث عندما يكون الشخص تحت الماء ولا يستطيع التنفس، ومن المثير للدهشة أن الغرق في البحر الميت أمر سهل.
يتضمن العوم في البحر الميت، دفع الماء جسمك للأعلى، وتأثير وزنك بالدفع لأسفل باتجاه الماء، وبسبب كثافة الماء، تكون أي حركة صعبة، ولكن مقدور عليها، مما يجعل من الصعب على الأشخاص العائمين على بطونهم الالتفاف، والرجوع إلى الوضعية الطبيعية، مما سينهك رقبة السباح الضعيف، وسيسحب وجهه للأسفل باتجاه الماء المالح المميت، إن لم يستطع أن يرجع للوضع الطبيعي بالعوم على ظهره، وهذا ما يدعى بالغرق.
وتدعي الحكومة الأردنية أن البحر الميت يعد من أخطر أماكن السباحة، إذ كان ستة أشخاص قد لاقوا حتفهم فيه، في الخمسة أعوام الماضية، وتم إنقاذ ما يقارب ال120 شخص من الغرق.
اضافة تعليق