هل أنت من محبي السفر وتهوى التنقل بين المناطق حتى أصعبها وأخطرها؟ حسنًا فلنرى إذًا ماذا سيكون رأيك في تلك المغامرة عند سفرك إلى «أخطر مكان بالعالم» والذي لم يسبقك بالسفر إليه الكثير من الناس، ولا تقلق، فإنه ليس مثلث برمودا!دعنا نتعرف على بعض المعلومات والحقائق عن هذه المنطقة إذًا.
أين يقع أخطر مكان بالعالم؟ يقع ذلك المكان بأوكرانيا، 81 ميلًا شمال مدينة كييف. إنها تشرنوبل. لابد أنك قد خمنت عما أود التحدث عنه، مفاعلات تشرنوبل النووية والتي أحدثت كارثة نووية عند انفجارها في السادس والعشرين من أبريل عام 1986. إن مفاعل تشرنوبل النووي قد صمم وخرج إلى الوجود في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، محتويًا على عدد كبير من المفاعلات النووية، على مساحة 22 كيلومتر مربع، ويتلقى تغذيته من مياة التبريد من نهر بريبيات Pripyat بأوكرانيا.
ما تأثير الانفجار على المناطق المجاورة؟ إن غالبية المفاعلات النووية في هذه الأوقات تحصل على نظام تبريد مائي، وذلك لتقليل كمية التفاعلات النووية بالمفاعل لضمان السلامة والأمان، حيث يزداد البخار المائي بزيادة سخونة المفاعل ونشاطه، فيتسبب هذا البخار بتقليل التفاعل. يقول العلماء أن مفاعل تشرنوبل قد بني بتصميم يعتريه الكثير من الخطأ، حيث إنهم استخدموا مادة جديدة وهي الجرافيت لزيادة نشاط التفاعل، مما أدى به إلى زيادة سخونة المفاعل بدلًا من أن ينقصها، وبزيادة الطاقة إلى حد غير محتمل، انفجر المفاعل رقم 4وأحدث تلك الكارثة، مؤديًا إلى انفصال غطاء قلب المفاعل البالغ وزنه ألف طن، فانتقلت الموجات الإشعاعية إلى المناطق المجاورة. بعدها بثوان معدودة انفجر المفاعل رقم 3 مما أدى إلى مضاعفة كمية الإشعاع والحريق الناتجين عن الانفجار .
مات 28 من العاملين بتشرنوبل بعد الانفجار بأربع أشهر، بما في ذلك العمال الأبطال الذين عرضوا نفسهم إلى كمية مهولة من الإشعاع والخطر داخل المفاعل لانقاذ السكان الموجودين بالمنطقة وتقليل التسريبات النووية. انتقلت الموجات الإشعاعية اتجاه الرياح في ذلك الوقت، إلى الشمال الغربي إلى مدينة بيلارس. إلا أن السلطات السوفيتية في ذلك الوقت قد كتمت عن حجم الكارثة التي وقعت في هذا المكان ولم تبلغ العامة بمدى الخطر الناتج عنها. خلال 3 أشهر مات 31 شخص آخر، وأصيب 6000 حالة بسرطان الغدة الدرقية نتيجة الإشعاع.
ما هي أكثر الغرف خطورة في هذا المكان؟ في قبو غرفة في هذا المفاعل تجمعت كتلة من الوقود النووي والخرسانة والمواد المشعة، والتي بدأت في التشكل على شكل «قدم الفيل» فكان لها هذا الاسم المميز. على الرغم من هذا الاسم يبدو أليفًا إلا أن هذه الكتلة كانت ومازالت شديدة الخطورة. عمل الاتحاد السوفيتي في أكبر مشروع هندسي محاولًا أن يقلل خطر الإِشعاع من هذه الكتلة، عن طريق بناء غطاء عملاق يحيط بهذه المنطقة يمنع نفاد الاشعاعات إلى المناطق المحيطة. يحجب هذا الغطاء نحو 30 طن من الكوريم المشع، 16 طن من اليورانيوم والبلوتونيوم.
إن مجرد وجودك على سطح هذا الغطاء العملاق يكفي لتعرضك إلى إشعاعات نووية مميتة حتى لو كانت مدة وجودك على السطح 12 دقيقة فقط. قام العلماء باستكشاف تلك المنطقة لمعرفة ما إذا كان هناك كتلة أخرى قابلة للانفجار، وباستخدام تقنيات التصوير اكتشفوا كتلة على شكل قدم الفيل. بالرغم من أنها تبدو ضئيلة، إلا أنها تزن نحو 100 طن، وخطيرة لدرجة أن الشخص المتعرض لها لمدة 30 ثانية فقط قد يصاب بالدوار والاجهاد الشديد الذي قد يستمر أسبوعين، وإذا تعرض لها لمدة دقيقتين فإنها كافية لتتسبب بالنزيف في أنحاء الجسم، وأربع دقائق تؤدي إلى القيء والاسهال، وبقائك نحو 300 ثانية قد يؤدي للموت خلال يومين. كما يجب أن نشير أن تهدئة تلك الكتلة في المياه سيؤدي إلى انفجار ضخم.
المدهش أن تقنيات التصوير قد رصدت وجود شخصًا في هذه الغرفة، لا نعرف مصيره بعد إلا أنه بالطبع ليس جيدًا. إن النشاط الإشعاعي قد انخفض في الأونة الأخيرة، إلا أنه مازال خطيرًا للغاية وسيزال خطيرًا حتى سنين. فهل لازلت تريد أن تجرب تلك المغامرة الخطيرة؟
اضافة تعليق