لماذا القطط مهووسة جدا بمؤشرات الليزر؟
لا يوجد في هذا العالم ما هو مسل كرؤية قطة صغيرة يُجن جنونها على بقعة حمراء صغيرة من الضوء. في حين تجلس انت على اريكتك، محركا ذلك الجهاز في الأنحاء بيدك، تعاني قطتك من حالة هستيرية حيث تقفز في كل المكان، وتكافح الحائط وراء تلك البقعة الصغيرة من الضوء التي لم تنجح في امساكها. عملية تمرين جيدة، ولكن لماذا تجد القطط هذا النوع من النشاط أمرا مفروضا عليها؟
تنجذب القطط لأي شيء يسمح لها بمطاردته كفريسة، حتى لو كان ذلك لمجرد اللعب، فيقول الدكتور ستيفن بورنز-ويل، متخصص بسلوك الحيوان لدى مركز Cummings للطب البيطري في جامعة تافتس، “يحاكي الليزر حركة الفريسة، لذلك يجذب انتباه القطط ويجعل القط يطارده وينقض عليه”، ويضيف: “انه من المؤكد سلوك لعب لدى القطط الصغيرة، وقد يوجد لدى القطط المنزلية الأكبر كذلك. ومع ذلك، يمكن أن تكون تعبيرا شاذا لسلوك المفترس، والذي، إن صح التعبير، اختُطِفَ من قبل حركة الليزر”.
القطط البرية والضَّالَّة وحتى قطك الصغير المدلل الذي ينام تحت الأغطية معك، هم صائدون محترفون، ومفترسون انفراديون. يقضي القطط غريزيا جزءا كبيرا من ساعات استيقاظهم في مطاردة طعامهم، وحيث ان القطط المنزلية تحصل على طعامها بدون مطاردة، فان اللعب مع الليزر يرضي غريزة الافتراس لديها.
لكنها مجرد قطعة متحركة من الضوء، غير مهمة، وبالتأكيد ليست فأرا، والقطط يعرفون ذلك، صحيح؟ بالنسبة للعديد من القطط فان مؤشر الليزر امر لا مفر منه، بمعنى انه يُخضعها تلقائيا، وبطريقة تجعلك تتساءل إذا ما كنتما انتما الاثنان في الحزب نفسه!، ومن المحتمل أنك لست كذلك.
ويقول الدكتور جون برادشاو، دكتور في كلية العلوم البيطرية لدى جامعة برستل، ومؤلف كتابي “القط القابل للتدريب”، و “حس القطط”: “ليس مرجحا أن القطط تفهم الضوء من مؤشر الليزر كما نفعل نحن، لان أعين القطط تختلف عن أعيننا بطرق متعددة”، ويضيف: “كلانا لدينا أعين تشير للأمام، مما يعطينا قدرات متشابهة في رؤية شيء بعيد الى حد ما، لكن التشابه ينتهي الى حد كبير عند تلك النقطة”.
وفقا لما يقوله برادشاو، على الرغم من أن القطط تتفاعل بقوة مع البقعة الحمراء الناتجة عن مؤشر الليزر، فانه غالبا ليس لدى القطط شيء تفعله باللون الأحمر. ذلك بسبب أن عيون القطط ليست حساسة لذلك اللون، لذلك من المرجح أنهم يرون تلك البقعة باللون الأبيض أو الأصفر. كما أن اعينهم تتصل بأدمغتهم بطريقة تختلف عن البشر، مما يجعلهم أكثر حساسية للحركة.
يقول برادشاو: “اظن أن هذا هو عامل الجذب الرئيسي للمؤشر”، ويضيف: “الحركة امر ممتع جدا بالنسبة للقطط، وحتى عندما نظن اننا نمسك المؤشر بشكل ثابت، فإن ارتعاش طفيف في أيدينا من المحتمل أنه يشكل حركة كافية لإبقاء القطة متحمسة”.
وبالتالي، أصبح واضحا أن مؤشر الليزر أمر ممتع للقطط، لأنه يعطيهم أمرا يجب عليهم فعله للاصطياد أو اللعب. لكن يعتقد بعض الأطباء البيطريين أن اللعب بالليزر لربما يسبب ارهاق نفسي، حيث انهم يقومون بالمطاردة باستمرار وراء شيء لن يتمكنوا من امساكه. يعتقد بعضهم أن هذا قد يؤدي الى اضطراب عصبي، والذي بدوره يؤدي الى أعراض كالإفراط في النظافة الشخصية، في حين لا يعتقد برادشاو هذا.
يقول برادشاو: “لا أعتقد أن تسلية قطك بمؤشر الليزر سيجعلها مضطربة عصبيا. فالقطط تصطاد العابها طول الوقت”، ويضيف: “وحقيقة أنهم لن يستطيعوا قطل الشيء الذي يطاردونه ابدا، لا تسبب أي ضررا للقطط. قد يكون هناك بعض القطط التي أصبحت مهووسة بمؤشرات الليزر، وبالنسبة لهؤلاء فعلى الأرجح يجب تخفيض حصتهم من الأمر، لكن كمعدل عام، فإن بعض الدقائق من المطاردة وراء بقعة حمراء ينبغي ببساطة أن تعطي القطط المنزلية التحفيز الجسدي والذهني اللذين يحتاجانهما”.
اضافة تعليق