ليس سراً أن الأمريكيين يحبون القطط؛ فهنالك أكثر من 74 مليون قطاً يحتفظ به كحيوان أليف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رقم يتراوح من 60 إلى 150 مليون قطاً برياً أو قطط هائمة تحاول الاعتماد على نفسها. وبينما تخصى العديد من القطط المنزلية ويتم إعطائها مختلف المطاعيم، فإن القطط البرية لا يرجح تلقيها هذا النوع من العناية، مما يسمح بتكاثرها دون ضوابط ونشرها للأمراض المخيفة كداء الكلب.

داء الكلب هو عدوى مميتة بنسبة 100% ينتقل إلى البشر عن طريق العضات أو الخدوش من الحيوانات المصابة، والقطط هي الحيوانات المنزلية الذي تتعرض للبشر أكثر من غيرها، وإذا عضك حيوان مصاب فإنه يجب أن تخضع لسلسلة من الحقن والمضادات اللازمة للنجاة، وما يهمنا بالنسبة للقطط أن ما نسبته 16% من الأشخاص الخاضعين لهذه الحقن، خضعوا لها بسبب إصابتهم بالفيروس المنتقل لهم عن قطة.

بالرغم من تربية قط شارد هو إغراء لا يمكن مقاومته، إلا أنه من الأفضل أن تبقى آمناً وتقاوم هذه الإغراءات، فالحيوانات البرية بإمكانها إصابتك بإمراض تهدد صحتك. بالرغم من أن تطعيم القطط ضد هذا المرض بإمكانه المساعدة على منعه من الانتشار، إلا أن طبيعة المطعوم تجعل من الصعب بمكان أن تطعم القطط البرية، لأنه حتى يعمل المطعوم بشكل ملائم، فإن القطط يجب أن تحقن مرة وهي صغيرة، ومرة أخرى عندما تكمل عامها الأول، ثم مرة أخر كل ثلاث سنوات، لذا فأن احتمالات التقاط قطة برية لمرات عديدة خلال حياتها هو أمر غير مرجح، مما يترك هذا الحيوان عرضة للإصابة بالفيروس.

ما هو أكثر رعباً هو خطر الإصابة بمرض التوكسوبلازما، وهو طفيلي لا يوجد مضيف معروف له إلا جسد القطة، وفي بعض الدراسات تم إثبات وجود هذا الفيروس في ما نسبته 80% من القطط البرية. تنقل القطط هذا النوع من المرض إلى برازها، حيث يمكن أن ينتشر بسهولة بين الحيوانات الأخرى عن طريق الماء والتربة الملوثة بهذا البراز، حيوانات كالراكون، السنجات، الفأر، والأرانب، عندما تلتقط هذا الطفيلي سوف تمر بمشاكل عصبية وأحياناً إلى الموت.

يمكن أن يصاب البشر بهذه العدوى عن طريق براز القطة حتى لو مرعلى وجوده سنوات، هذا يعني أن القطط التي تتجول بالقرب من الملاعب، أو باحتك الخلفية هي تهديد بالخطر حتى لو رحلت من ذلك المكان منذ فترة طويلة، وقد تلتقط هذا الطفيلية إذا تناولت ماءً أو تربةً ملوثة بهذا البراز، هذا الطفيلي قد يصاب به الأطفال الذين يلعبون في الباحات الخلفية التي تتناوب عليها القطط البرية، وقد تنتقل إليك هذا العدوى إذا نسيت أن تغسل يديك بعد نبش تربة الحديقة.

والسؤال المهم الآن هو: ما الذي قد يسببه التعرض لهذا الطفيلي بالنسبة للبشر؟ الجواب: قد يمتلك آثارً مدمرة على المرأة الحامل، مسببة أي شيء من ولادة جنين ميت إلى مشاكل عصبية طويلة الأمد للجنين، كما أنها ترتبط أيضاً بصعوبات التعلم عندما يصاب بها الأطفال، بالإضافة إلى أمراض الانفصام بالشخصية ومشاكل صحية أخرى في البشر من مختلف الأعمار. هنالك أمراض أقل شيوعاً تنقلها القطط البرية؛ كالتفوئيد، حمى خدش القطة، أو حتى الطاعون.

المصدر

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة

قصي أبوشامة
مهندس مدني من الأردن، أسعى إلى زيادة الوعي في التقدم المعرفي والمنهج العلمي وتعزيز بنية الفرد العربي ثقافياً وإنسانياً

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!