يعرف الأرق بأنه صعوبة في الخلود للنوم, و تشمل أعراضه على النوم المتقطع, و الاستيقاظ المتكرر بدون سبب و يستمر ذلك حتى الصباح الباكر, فينهض المريض بالقلق في وقت أبكر من اللازم. أما خلال النهار, يشعر المريض بدوار
أو صداع و صعوبة في التركيز, كما قد يسبب الكآبة, الأفكار السلبية, التعب المبالغ فيه, الخمول, و حدة في المزاج, فبالتالي يحيط الأرق المريض في الليل و يرافقه خلال ساعات النهار. أعراض الأرق كثيرة لأن له أنواع عدة, و فيما يلي سنتناول أنواعه مع مسبباتها و الأعراض المرافقة لكل منها بالإضافة للحلول المناسبة.
أرق بداية الليل: في الغالب منشؤه نفسي إلا أنه من الممكن لمسبباته أن تتنوع, و يظهر هذا النوع من الأرق عادة في أولى مراحل الخلود للنوم فيشعر المريض بانقطاع النفس أثناء النوم و متلازمة تأخر النوم و فشل القلب الاحتقاني. يؤثر هذا النوع من القلق على الرغبة الجنسية فيسبب انحسارها, كما يستهدف طاقة المريض فيستنزفها تاركا المريض في حالة تعب و إرهاق, و يعطي المريض أيضا حصة وافرة من الكآبة و سرعة التوتر و الانفعال. أما لعلاج هذا النوع يتم استخدام أدوية خاصة أو بوساطة التنويم المغناطيسي.
أرق منتصف الليل: يخلد المريض من هذا النوع إلى النوم بشكل طبيعي كسائر البشر, إلا أن هذه الراحة لا تدوم طويلا, فيستيقظ مرارا و تكرارا ليواجه صعوبة في النوم في كل مرة يستيقظ بها. و قد يكون الاستيقاظ للتبول و ذلك عقب استهلاك كميات كبيرة من السوائل ليلاً, أو قد يرجع السبب إلى عوامل أخطر من ذلك كحالات القلق المزمن و التوتر المتكرر, و هنا يمكننا العلاج من خلال تقنيات الاسترخاء و تجنب كثرة السوائل ليلا.
الأرق النفسي: و هنا يغلب النعاس المريض فيدفعه إلى سريره, و بمجرد استلقاءه على السرير تتلاشى رغبة النوم, و تظهر بدالها تقلبات يمينا و شمالا بنشاط ملفت, فيمضي الليل بمراقبة الوقت و سلسلة محاولات للنوم مصيرها الفشل. و في الغالب يكون السبب هو عادات ما قبل النوم السيئة من مشاهدة التلفاز, و استخدام الهاتف الخلوي و غيرها. و لعلاج هذا النوع يجب استبدال هذه العادات السيئة بعادات مهدئة للأعصاب, كالاستماع للموسيقى الهادئة أو قراءة كتاب و غيرها, و في حال لم ينفع ذلك يجب زيارة الطبيب المختص ليقترح العلاج المناسب.
الأرق المرضي (الثانوي): يحدث الأرق المرضي كنتيجة مباشرة لأمر آخر مثلا: بسبب بعض الأدوية, التوتر, القلق, الاكتئاب أو نتيجة لبعض الآلام الجسدية على صعيد الهيكل العظمي, أو العضلات, أو جهاز الهضم, و لعلاجه علينا أن نعالج المشكلة من جذرها أي نعالج المسبب المباشر له قبل أن تتفاقم حالة المريض.
الأرق الحاد (قصير الأمد): قد يحدث هذا الأرق بسبب عوامل ايجابية أو سلبية, فمثلا يمكن أن يحدث بسبب وفاة أحدهم و فراقه, مما يشكل حالة سلبية للمريض و من جهة أخرى يمكن أن يحدث عقب استلام وظيفة جديدة, أو أثناء التخطيط للقيام بحفل الزفاف. يستمر هذا القلق الحاد لفترة ثلاثة أشهر, و ينتهي بعدها بشكل طبيعي بدون أي تدخلات. أما في حالة استمراره لفترة أطول يجب استشارة الطبيب ليتم العلاج بالأدوية وفقا للإرشادات الطبية.
الأرق المزمن: يعتبر الأطباء القلق مزمناً إذا سبب مشاكل في النوم لثلاث ليال في الأسبوع على امتداد ثلاثة أشهر فما فوق. و يلعب التوتر دورا أساسيا في التسبب بهذا النوع, كما يمكن لسلوكيات ما قبل النوم أن تثير هذا القلق, كتناول المشروبات المنبهة و السجائر و مشاهدة التلفاز و استخدام الهاتف الخلوي. و لعلاج هذا النوع يجب تعديل سلوك المريض, و تدريبه على طرق الاسترخاء و التهيؤ للنوم.
عادات صحية تساعد على النوم يوميا: قم بتنظيم وقتك لتنام في وقت ثابت يوميا، و ارتد ملابس مريحة تساعد على الاسترخاء, كما يجدر بك فصل الأجهزة الالكترونية حولك, و تجنب استخدام الجوال قبل أن تنام, كما يجب عليك تجنب مشاهدة التلفاز وأنت في السرير. أما إذا كنت ممن يفضلون المشروبات الساخنة قبل النوم, فعليك أن تختار البابونج أو النعناع من دون سكر, أو يمكنك تناول القليل من الزبادي لتنعم بليلة هانئة و تستيقظ بنشاط و حيوية في اليوم التالي.
اضافة تعليق