سنسلط الضوء في هذا المقال على الفيلم الممتع والمخيب للآمال في الوقت ذاته The Meg، الذي يشع جيسون ستايثم جاذبية فيه بينما يقاتل قرشًا عملاقًا.
لا جدل في أن كل ما تحتاجه للاستمتاع بفيلم أكشن صيفي جيد هو وجود جيسون ستايثم وشيء ليلكمه جيسون ستايثم فيه.
أيّ فيلم يمكنه تحقيق هذا الشرط الأساسي لا يمكن أن يكون بهذا السوء. هدف جيسون ستايثم في فيلم The Meg هو قرش من عصر ما قبل التاريخ أو ميغالودون يبلغ طوله 70 قدم، وهو مسجون تحت حاجز جليدي من كبريتيد الهيدروجين في محيط أعمق من خندق (ماريانا).
من البديهي افتراض أن جميع أفلام هوليوود عن القرش منحدرة من الأب الروحي لجميع أفلام القرش Jaws.
ولكن نجد أن فيلم The Meg يشارك صبغته مع فيلم Godzilla التقليدي عن الوحش الآتي من الأعماق الذي أوقظته غطرسة البشر، والذي يرمي بالغواصات هنا وهناك ككلب يلعب بالألعاب خاصته.
إنه فيلم ممتع بالتأكيد، ولكن من المؤسف أنه بعد أن أمن منتجو الفيلم المكونين الرئيسيين لفيلم أكشن ناجح جيسون ستايثم وقرش عملاق كالدينوصور لم يستغلاهما بشكل أفضل.
فيبدو السيناريو وكأنه جُمّع من حوار تم تشكيله عن طريق لعبة البينغو. ونجد ذلك في الدقائق العشر الأولى لوحدها بعبارات مبتذلة مثل: “هنالك شيء ما هناك!”، “يا إلهي!”، “يمكننا النجاح بهذا!”، “ما الذي فعلناه؟”.
ولكن لا شك بأن أنجح ما في الفيلم وما سيحصد الأرباح هو القرش المتوحش، فنحصل على العديد من اللقطات المرعبة له وهو يندفع بسرعة إلى الكاميرا بإصرار شديد كإصرار آل كارداشيان، بالإضافة لفك الموت المحتوم المفتوح على مصراعيه الذي يحوم حول الأطفال والحيوانات الذين يجهلون وجوده.
بالنسبة للمصداقية، فالفيلم يعاني من بعض المشاكل من هذه الناحية ومنها:
1- بعد تقاعد جوناس _الذي يلعب دوره ستايثم_ من عمله كمنقذ بطل، يجد نفسه مكلفاً بعملية إنقاذ غواصة عاطلة تم إطلاقها من مركز بحوث بحرية عالي التقنية، ولكنه ينقذ شخصاً واحداً فحسب.
2- كيف يمكن لقرشٍ بهذه الضخامة الاندفاع إلى سطح الماء من عمق أكثر من 10000 م دون الانفجار بسبب التغير في الضغط!
3- إن كان موجوداً في الظلام الحالك لأعماق البحر، لمَ لديه عينان؟
4- لمَ قد ينجذب لنداء حوت إن كان من المستحيل أن يكون قد صادف حوتاً في العمق الذي يعيش فيه؟
في نهاية الأمر، يمكن أن يعبث الفيلم بالقوانين البيولوجية لأعماق البحار كما يشاء ويحقق النجاح بالرغم من ذلك بفضل الجاذبية الساحرة لممثل دور البطولة فيه، جيسون ستايثم، والرعب والذهول اللذان يسببهما القرش الشرس متقن الصنع، The Meg.
اضافة تعليق