يعتبر استنفاد الأوزون ظاهرة معروفة، ولكن بفضل نجاح بروتوكول مونتريال – Montreal Protocol – يُنظر إلى هذه المشكلة على أنه تم حلها، إلا أن فريقًا دوليًا من الباحثين وجدوا خطرًا غير متوقع ومتزايد على طبقة الأوزون، ونُشرت الدراسة في مجلة تابعة للاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض.
لم تعتبر هذه المواد ذات ضرر بليغ، حيث كان يُعتقد عمومًا أن تكون قصيرة الأجل لتصل إلى طبقة الستراتوسفير – stratosphere – بكميات كبيرة، ولكن الأن أبحاث الكيمياء والفيزياء للغلاف الجوي الجديدة توضح مدى الخطر بسبب تلك الانبعاثات السريعة والمتزايدة من تلك المواد، وكذلك تبين ايضًا كيف يمكن أن تنتقل إلى طبقة الستراتوسفير وتستنزف طبقة الأوزون.
وأحد تلك التهديدات الجديدة هو ثنائي كلورو الميثان – dichloromethane – وهي مادة كيميائية تُستخدم في التبخير الزراعي وإنتاج بعض المستحضرات، وانخفضت كمية هذه المادة في الغلاف الجوي في التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين، ولكن على مدى العقد الماضي أصبح ثنائي كلورو الميثان أكثر بنسبة 60٪ تقريبًا، ويقول اورام – Oram – وهو باحث في المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي في المملكة المتحدة بأن الصين قد تكون مسؤولة بنحو 60% من تلك الأنبعاثات إضافة إلى دول أسيوية أخرى مثل الهند.
كذلك تم العثور على ثنائي كلورو الإيثان – dichloroethane – وهي مادة تستخدم في صناعة أنابيب الصرف الصحي والبلاستيك وتعد الصين من أكبر الدول تنصيعًا للبلاستيك، وهي مادة رخيصة لذلك ارتفع معدل استخدامها في العقدين الماضيين ولكن شديدة السمية ايضًا، ويقول اورام بأنه يجب عدم إطلاق تلك المادة في الغلاف الجوي أبدًا.
وأظهرت البيانات التي جُمعت من طائرة حلقت فوق جنوب شرق آسيا أن تلك المواد لم تكن موجودة فقط على مستوى سطح الأرض، وقال أورام وجدنا تركيزات مرتفعة من هذه المواد الكيميائية نفسها على ارتفاع 12 كم فوق المناطق الاستوائية، وكذلك في منطقة ينتقل الهواء فيها إلى طبقة الستراتوسفير مباشرة.
وللأسف يمكن أن تصل هذه المواد السامة إلى طبقة الأوزون بكميات كبيرة وبشكل غير متوقع، لذلك يجب مراجعة وتعديل بروتوكول مونتريال من جديد، وخاصة إذا ارتفع تركيز تلك المواد في الغلاف الجوي مجددًا.
اضافة تعليق