بمرور 13 عامًا على تأسيس فيسبوك ومايسبيس، و14 عامًا على تأسيس لنكدإن، ربما سنعتقد أننا احترفنا فن اختيار الصورة الشخصية الصحيحة، لكن وفقًا لبحثٍ جديد، فإننا ما نزال سيئين في هذا المجال، وقد تكمن المشكلة في بنيتنا الانحيازية نحو صقل رؤية الآخرين لنا.
يقول ديفيد وايت؛ عالم نفس وباحث في جامعة ساوث ويلز في أستراليا «ربما يأتي هذا نتيجة تلقينا لأنفسنا بصورة إيجابية أكثر مما يراه الآخرين فعليًا بصورة عامة، وقد يتداخل هذا مع قدرتنا على التمييز عندما نحاول اختيار صورة محددة لإعطاء الانطباع الأكثر إيجابية، وتظهر دراستنا أن الأشخاص يختارون للمرة الأولى صورًا أفضل للغرباء بصورة أفضل من اختيارهم لأنفسهم.»
أجرى الباحثون دراستهم في جامعة ويسترن أستراليا وجامعة سيدني، فاختاروا 102 صورة للطلاب بجمعهم 12 صورة من كل فرد من حساباتهم على الفيسبوك، وطلب منهم أن يقيموا صورهم الخاصة ويعطوا نقاطًا بناءًا على الجاذبية، والثقة، والغلبة، والتنافسية التي يعتقدوا بأنهما موجودة في كل صورة.
وعلاوة على هذا، طلب منهم أيضًا اختيار الصورة التي يرجحون أنها الأجدر بأن تكون صورة شخصية، واختيار صورة التقطت باحترافية، وصورة تليق بمواقع مواعدة، وبناء عليه، طلب من 160 غريبًا تقييم 12 صورة بنفس الطريقة التي قيمها الطلاب، لمعرفة كمية الاختلاف في التقييم لكل صورة.
ووجد الباحثون أنه عندما اختار الطلاب صورًا شخصية لأنفسهم، اختاروا صورًا قيمها الغرباء بتقييم أقل تفضيل عن الصور الشخصية التي اختارها الغرباء، ويضيف وايت «إن اختيار صورٍ شخصية لأهدافٍ اجتماعية، أو رومانسية، أو مواقع احترافية تشكل مهمة روتينية في عصرنا الرقمي، وقد يشكل هذا الاختيار عواقب مصيرية.»
ويضيف أيضًا «إننا نصنع استدلالات لحظية عن الفرد استنادًا إلى صورة وجهه، لذلك قد يؤثر الانطباع الأولي على قرارات مهمة سواء كانت مبينة على الصداقة أو المواعدة أو حتى التوظيف.»
شكلت قدرة الغرباء على اختيار صورٍ أفضل مفاجأةٍ للباحثين، فبعد خبرة كبيرة في اختيار صورتنا الشخصية، لماذا لم نحترف المهمة بعد؟ لم يتوصل الباحثين لسبب مؤكد لهذه الظاهرة بعد، لكنهم يمتلكون فكرة أو اثتنين بهذا الخصوص: إذ كتب الباحثون في الورقة العلمية «برغم أن نتائجنا كانت مفاجئة، فإنها قد ترتبط بالاكتشاف الذي يقول بأن الأشخاص يميلون إلى تلقي أنفسهم بصورةٍ أكثر إيجابية مما يتلقاها الآخرون.» لذلك دع شخصًا آخر يختار صورتك الشخصية التالية، فربما ستسبب في وظيفتك التالية أو موعدك القادم.
اضافة تعليق