جميعنا كنا نعتقد أن الجليد هو عبارة عن أحد أكثر الأمور برودة على الإطلاق، لكن ماذا إن قلنا لك أنه يوجد اليوم –وعلى سطح الأرض- جليد يستطيع أن يذيبك في أجزاء من الثانية! نعم إنه الثلج الذي تقترب حرارته من حرارة سطح الشمس؛ تعرف معنا في هذا المقال على هذا الجليد الجديد.
ما هو هذا الجليد؟ إنه جليد صلب وسائل في نفس الوقت، وهو أكثر كثافة من الجليد المائي بـ 60 مرة ويتكون في درجات حرارة قريبة من درجة حرارة سطح الشمس (حرارة سطح الشمس 5.505 درجة مئوية)؛ يسمى هذا الجليد بـ (جليد الأيونيون) -superionic ice-.
استطاع العلماء أخيراً من صنع هذا الجليد في المختبرات على سطح الأرض، ويعتبر هذا الجليد إنجاز علمي كبير لأنه يثبت وبشكل قاطع لأول مرة أن الفرضيات النظرية عن احتمالية وجود هذا الجليد في بعض الكواكب مثل كوكب أورانوس وكوكب نبتون.
هل تنبأ العلماء بهذا الجليد؟ في الحقيقة لم يتنبأ العلماء بشكل دقيق بهذا الجليد، وإنما تنبؤوا بوجود حالة غريبة من المادة تتضمن الحالة الصلبة والسائلة معاً، وتم التنبؤ بهذه الحالة من المادة منذ أكثر من 30 سنة إلا أنها لم تتحول لحقيقة حتى الآونة الأخيرة عندما كشف العلماء عن هذا الجليد.
ما أهمية هذا الجليد؟ بفضل دراسة هذا الجليد أصبح من الممكن دراسة خواص الطبقات الداخلية لبعض الكواكب مثل أورانوس ونيبتون مما يعني السماح للعلماء بتجميع قدر أكبر من المعلومات، وهذا يفتح أبواباً واسعة ومثيرة في مجال دراسة الفضاء والكواكب.
خصائص هذا الجليد: خواص هذا الجليد غريبة جداً وغير مألوفة على الإطلاق، حيث يذوب هذا الجليد عند درجة حرارة 8540 درجة فهرنهايت (4725 درجة مئوية)، وبضغط 29 مليون رطل لكل بوصة مربعة (200 غيغا)، وهو أكثر من الضغط الجوي للأرض بمليوني مرة!
إن هذا الاكتشاف المذهل الذي استطاع العلماء التوصل إليه استطاع تغيير وجهة نظر العلم ببعض الأشياء التي كانت تعتبر حقيقة لا مجال للنقاش فيها، فقد كان يعتبر العلماء أن الطبقة الداخلية لكوكبي أورانوس ونبتون عبارة عن سائل بالكامل، أما اليوم فالمعادلة تغيرت بشكل لا يسمح بالرجوع إلى النظريات السابقة مما يعني دراسة أكثر وعمق أكبر في هذا المجال.
اضافة تعليق