كم من هفوة كلامية بقصد أو بدون أحرجت أشخاصاً ودمرت علاقات عمرها سنوات، ووترت علاقات دول بعضها ببعض وأصبحوا على شفا حفرة من الحرب، وأحرجت رؤساء لدول عظمى وما هفوة الرئيس الأمريكي ترامب مع رئيس وزراء اسبانيا ببعيد بعبارة “السيد الرئيس” خلال مؤتمر صحفي جمعهما عقب استفتاء إقليم كاتلونيا رغم محاولة الصحفيين تجميل الموقف الذي لم يعره أي اهتمام الرئيس الأمريكي وتابع الحديث.
يقال : زلة قدم ولا زلة لسان. فما أسباب هذه العلة ؟ ما موقف العلم والمختصين حيال هذا الموضوع ؟ من البديهي بل الحتمي أن يقع الإنسان في زلة لسان، حيث أكدت دراسات أن من بين ألف كلمة لأي شخص عادي أن يهفو فيه بخطأ لفظي أو خطأين على أقل تقدير. و قدرت دراسات أخرى أن معدل الحديث العادي من 150 الى170 كلمة في الدقيقة وكل سبع دقائق تقريباً من الحديث المتواصل يحدث خطأ أو خطأين تحدث في اللاوعي بقصد أو بدونه و تعكس خفايا ما يضمره الشخص في نفسه.
وجهة نظر علم النفس: يرى سيغموند فرويد الغني عن التعريف في هذا المجال أن زلات اللسان هي خلل إجرائي وشبهها بمرآة النفس التي تعكس الأفكار والدوافع في اللاوعي، وهنا أنصح كل مهتم أن يطلع على كتاب ” علم أمراض النفس في الحياة العادية” لفرويد، حيث أجرى دراسات وأسرد قصص حية في تفسير وتحليل زلات اللسان . أمثلة كثيرة وكثيرة من غير الممكن اختزالها في موضوع . هل من الممكن علاج هذه العلة ؟ وما هي الطرق والوسائل لتدارك الموقف.
طرق علاجية: يمكن اختصار الموضوع بعدد من النصائح لرواد ومختصين حول إمكانية تدارك الموقف مع التأكيد أنها حالة طبيعية تحدث مع أي إنسان سوي وأهمها ما يلي: أولاً : تعلم الاستماع جيداً والتركيز قبل الإجابة عن سؤال ما. ثانياً : حاول التفكير وخذ 10 ثواني قبل الشروع في الكلام. ثالثاً : لا تتحدث بما ليس لك به علم أو معرفة كي لا تضع نفسك بموقف محرج. رابعاً : هذب نفسك بطيب الكلمات وابتعد عن التجريح والتشهير والسخرية والألقاب التي تهين بها من حولك. خامساً : لا تطلق عنان الثقة كثيراً لكل الناس، اترك شيئاً من الشك. سادساً : الاعتذار، اعتذر عن الخطأ كما يقال الاعتراف بالذنب فضيلة. سابعاً : لا تنقل حرفياً كلام الآخرين وهي من أسوء العادات في مجتمعنا. ثامناً : وليس أخيراً وهي مسألة ترميم العلاقة بينك وبين من أخطأت بحقه بزلة لسانك .
اضافة تعليق