تدور الأرض بعكس عقارب الساعة إذا نظرنا إليها من القطب الشمالي، “هي تدور بالطريقة التي تقوم بها لأنها نشأت أساسًا بهذه الطريقة” يوضح عالم الفيزياء الفلكية في ولاية بنسلفانيا كيفن لوهمان لي، “عندما كانت الشمس نجمًا حديث الولادة، كان لديها مجموعة كاملة من الغاز والغبار حولها في بنية كبيرة تشابه القرص”، هذه المواد تجمعت معًا لتشكل الكواكب، وحافظت على نفس اتجاه الدوران، كوكب الزهرة هو الوحيد الذي يدور في الاتجاه المعاكس، ويعتقد أن السبب اصطدام كبير حدث قبل مليارات السنين، أما أورانوس فيدور على زاوية متطرفة، ولكن ليس بجهة معاكسة.
تغيرت سرعة دوران الأرض بشكل كبير مع مرور الوقت، يقول لوهمان: “عندما ولدت الأرض، ربما كانت تدور حول نفسها مرة كل ست ساعات، لذلك فإن طول اليوم لم يكن يتعدى الست ساعات في ذلك الوقت”، والطريقة الحقيقية الوحيدة التي يمكن أن تبدأ بها الأرض الدوران في الاتجاه الآخر هي اصطدام هائل بجسم بحجم كوكب، يقول لوهمان: “هذا الحدث بحد ذاته سيكون كارثيًا”، ولكن لنتخيل بشكل فرضي أن الأرض بقوة ما بدأت تدور بالاتجاه المعاكس ما الذي سيحدث حينها؟
عمل عالم الأرصاد الجوية بيتر جيبس من بي بي سي على هذه التجربة الفكرية، ومن خلال أجوبته نستطيع أن نقدر مدى اعتماد المناخ على طريقة دوران الأرض، يفسر جيبس، إن تأثير كوروليس، الذي يحدد الاتجاه الذي تنحرف به الأشياء بالنسبة لدوران الأرض والتي ثبت صواب تطبيقه على الظواهر الطبيعية مثل الأعاصير والزوابع سيتغير بتغير اتجاه الدوران، وهذا من شأنه أن يغير بشكل كبير أنماط الطقس، حيث سيصبح الطقس قاسيًا وجافًا، وسترتفع الحرارة صيفًا، وهذا سيهدد توزع اللون الأخضر على الأرض، قد تصبح الغابات صحارى والصحارى غابات وتتغير مفاهيم صلاحية المناطق للسكن.
لكن الشيء الخطير حقًا سيكون توقف الأرض عن الدوران بشكل نهائي، يقول لوهمان: “الأرض محاطة بحقل مغناطيسي، وإن المجال المغناطيسي يتم إنشاؤه بواسطة نواة الأرض في دورانها”، إذا توقف الدوران انعدم المجال المغناطيسي وهو ما يشكل الحماية من الشمس، وهذا سيعرض الحياة على الأرض للخطر.
تطورت الحياة على الأرض لتناسب ظروفها كما هي، فربما لو تغيرت حركة دوران الأرض قبل وجود الحياة عليها لن تكون لتشكل هذا الفارق الكبير، فالتأقلم سيشق طريقه في الظروف التي ينشأ فيها.
اضافة تعليق