هناك مثل صيني قديم يقول بأن تنظيف العين من الداخل يجعلك ترى جمال الحياة مجسّداً أمام عينيك وعلى ذلك فإن بعض الناس يقومون بتنظيف عينيهم حرفياً.
تنظيف العين يعتبر حرفة قديمة في الصين حيث يقوم الحلاق بشحذ الموس الخاص به ثم يقوم بفتح عين الزبون ويمرر الموس على جفن العين السفلي، يمكن أن يبدو لك ذلك أنه مشهد سريالي من أحد الأفلام ولكنه يحدث يومياً في تشنغدو عاصمة مقاطعة سيتشوان في الصين الغربية، ويسمى هذا التقليد ب حلاقة العين.
يعتبر الحلاق “ليو ديوان” البالغ من العمر 53 عاماً أحد الحلاقين القلائل الذين مازالو مرتبطين بممارسة هذه العادة حيث يدخل ليو قصبة معدنية رفيعة ذات نهاية ناعمة مدوّرة تحت جفن الزبون ويحركها على كامل الجفن كأنها ممسحة حيث أن العملية بكاملها لا تستغرق أكثر من خمس دقائق ويتقاضى ليو نحو 6.27 دولار عليها بالإضافة إلى الشعر والذقن.
ويقول أحد الزبائن الذي قام بإجراء العملية عدة مرات:”ما أزال أتوتر قليلاً أثناء حلاقة العين ولا أتجرأ على الحركة ولو حتى قليلاً في أثنائها”، ولكنه يقول أيضاً أن العملية مريحة جداً حيث يضيف:”أشعر أن عينيّ مبلّلتين وأن نظري أوضح”.
يقول ليو أنه بدأ بتعلم حلاقة العين عندما كان في السابعة عشر من عمره وتطلب منه الأمر ثلاثة سنوات ليصبح محترفاً ولم يتسبب بأي حادث خلال مسيرته المهنية.
بينما يستمتع زبائن ليو بهذه الخدمة فإن الأخصائيون الطبيون ينصحون العامة أن يكونوا حذرين حيث أن هذه الممارسة كانت شائعة منذ نحو 60 أو 70 عاماً لعلاج مرض التراخومة trachoma وهو مرض معدي يسبب التهاب الملتحمة ولكن تم استبداله فيما بعد حيث لم يعد المرض شائعاً كما كان وتطورت التقنيات الطبية في علاجه.
وتقول كو تشاو أخصائية في طب العيون:”ما تقوم به الغدد الميبومية للعين المتواجدة في عضلات الجفن العلوية والسفلية هو إطلاق إفرازات لمنع الجفون من الألتصاق، وعند شعور الزبون بأن أعينه أصبحت جافة ولا يرى بوضوح فإنه يذهب إلى حلاق الأعين الذي يقوم على الأرجح بحلاقتها وتدليك الأعين ليشعر الزبون براحة كبيرة وأعتقد أن ذلك قد يسبب عدوى للزبون، وكذلك يمكن لحلاقة العين أن تساهم في نشر أمراض وتعرض الزبون للموت.
اضافة تعليق