أصبح جمال خاشقجي، العامل في صحيفة واشنطن بوست، شخصية ذات أهمية عالمية عندما اختفى في 2 أكتوبر بعد زيارة القنصلية السعودية في اسطنبول، مما أدى إلى ادعائه بأن عملاء من السعودية قامو بخداعه ليدخلوه إلى القنصلية ليتمكنوا من قتله.
يمتلك خاشقجي تاريخ طويل بمهنته ككاتب وناشط سياسي، لكن روايات اختفائه تشير إليه عادة على أنه “صحفي” فقط. نذكر فيما يلي بعض التفاصيل عنه:
1- كان خاشقجي مواطناً سعودياً ومقيماً بشكل دائم في الولايات المتحدة:
ولد في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية منذ 59 عاماً وتلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية قبل السفر إلى الولايات المتحدة وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة ولاية إنديانا.
ووفقاً لمقال كتبته خطيبته التركية هاتيس جنكيز لصحيفة الواشنطن بوست بعد أسبوع من اختفائه، فقد أمضى مؤخراً عاماً في المنفى في الولايات المتحدة وخطط لتقسيم وقته بين واشنطن واسطنبول أثناء عمله ككاتب.
وقالت جنجيز إن خاشقجي تقدم بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية الكاملة. و بفترة اختفائه، كان مقيماً شرعياً دائماً في الولايات المتحدة و المتعارف على ذلك بمما هو معروف ’’بالبطاقة خضراء‘‘.
2- كان لديه بعض الأقارب المشهورين والصلات الكبيرة في النخبة السعودية:
كان عدنان خاشقجي عم الأخير، تاجر أسلحة المشهور في إيران-كونترا، الذي توفي في عام 2017 عن عمر يناهز 81. كان عدنان خاشقجي، في مرحلة ما، الطبيب الشخصي لأوّل عاهل سعودي في العهد الجديد، الملك بن سعود.
ابن عم جمال خاشقجي دودي الفايض أصبح مشهوراً بعد وفاته كحبيب الأميرة ديانا في إنجلترا، وقد مات معها في حادث سيارة عام 1997.
كان خاشقجي في وقت ما مؤيداً للعائلة الملكية السعودية. ووفقًا لصحيفة ’’إنديبندنت‘‘ البريطانية، فإنه في العام الماضي نظر إلى المغترب السعودي الذي كان شريكه في المنفى والمناوئ للنظام في العديد من البرامج الحوارية، وقال إنه كان مخطئاً في الدفاع عن الملكية لفترة طويلة.
سافر خاشقجي خلال فترة صباه مع الملك عبد الله آنذاك، وصادق الملياردير الاستثماري الأمير الوليد بن طلال، وعمل مستشاراً للأمير تركي الفيصل، الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات والسفير السعودي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
الأمير الوليد كان من بين كبار الشخصيات الملكية السعودية المحتجزين في أحد الفنادق خلال حملة القمع التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضد الفساد و توطيد السلطة في أوائل عام 2018.
3- كان لديه خبرة طويلة في الإعلام:
حيث كتب خاشقجي في العديد من المنشورات في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، بما في ذلك الجريدة الرسمية في المملكة (Saudi Gazette). شغل بعض من هذه المناصب بينما كان يدعم إلى حد كبير الحكومة في الرياض وأخرى بعد أن انتقد القيادة.
أصبح خاشقجي في عام 2003 رئيس تحرير الصحيفة السعودية ذات العقلية الإصلاحية التي تسمى ’’الوطن‘‘، والتي أقالته بعد شهرين فقط لأنه نشر مقالات ورسوم كاريكاتورية تنتقد كبار رجال الدين، الذين اشتكوا لوزارة الداخلية من أنه يقوض سلطتهم. عاد إلى صحيفة الوطن في عام 2007 وعمل كمحرر لمدة ثلاث سنوات، واستقال بعد نشر مقال رأي ينتقد الإسلام السلفي الأصولي.
في عام 2015، بعد خمس سنوات من التخطيط مع الأمير الوليد، أطلق خاشقجي قناة العربية المستقلة من البحرين. استغرقت الرحلة أقل من 24 ساعة قبل أن تغلق الملكية البحرينية هذه الشبكة بسبب الافتقار للمبادئ التوجيهية الإعلامية لمجلس التعاون الخليجي عن طريق بث مقابلة مع أحد زعماء المعارضة. استأنفت قناة العربي نيوز عملياتها في نهاية المطاف ولكنها أغلقت بشكل دائم في أوائل عام 2017.
كان خاشقجي مساهماً منتظماً في قسم الرأي العام في صحيفة واشنطن بوست منذ عام 2017.
4- قابل خاشقجي أسامة بن لادن و تنقل معه في أفغانستان:
المقابلة التي كانت بداية مهنة خاشقجي كانت مع أسامة بن لادن، الذي دعا شخصياً الصحفي الشاب لتغطية المقاومة ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.
إن طبيعة علاقة خاشقجي مع بن لادن هي واحدة من أكثر الجوانب جدلاً في ماضيه المعقد.
يقول المعجبون بخاشقجي أنه كان ببساطة يغطي قائداً مهماً في حركة مقاومة ضد الإمبريالية السوفييتية التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة بعد كل شيء، وقد شعر بالاشمئزاز من بن لادن لتحوله من مقاومة مجاهدين ناجحة ضد الروس إلى رعب عالمي من قبل ما يسمى بالقاعدة.
ويقال إن خاشقجي قد ناشد بن لادن الابتعاد عن الإرهاب في التسعينات، وفي عام 2002، وصف فظاعة الحادي عشر من سبتمبر بأنها هجوم على ’’قيم التسامح والتعايش التي يدعو إليها الإسلام‘‘، بالإضافة إلى الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون.
وكتب إلى روح أسامة بن لادن بعد أن قُتل الأخير في عام 2011 على يد القوات الخاصة الأمريكية:
«لقد انهارت وأنا أبكي منذ فترة من الحزن، لقد كنت جميلاً وشجاعاً في تلك الأيام الجميلة في أفغانستان قبل أن تستسلم للكراهية والعاطفة»
5- كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين ويدعم حماس:
هناك قدر كبير من الجدل الحزبي المتزايد في الولايات المتحدة حول ماضي خاشقجي يتلخص في مقدار الفضل الذي يعطيه لإحداث تغيير في رأيه حول أشخاص مثل أسامة بن لادن ومنظمات مثل جماعة الاخوان المسلمين.
كان بلا شك يرى نفسه عضواً في جماعة الإخوان في شبابه. كان أحد الأسباب التي دفعه إلى مقابلة بن لادن.
6- كان ناقداً لاذعاً لولي العهد محمد بن سلمان(MBS):
ساد خاشقجي خلال السنوات القليلة الماضية كراهية كبيرة لحكومة المملكة العربية السعودية و خاصةً بعد أن تم ترقية محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد.
كان عمله مع الأمير تركي الفيصل وقربه من الأمير الوليد بن طلال أسباباً جعلته ينحاز إلى فصيل من العائلة المالكة رأى فيها الجانب المعتدل. فقدوا الأخيرين السلطة والنفوذ بصعود ولي العهد محمد.
ومن بين الشكاوى الأخرى، رأى أن حرية الصحافة الهشة بالفعل في المملكة العربية السعودية تتفكك بشكل كامل تقريباً عندما استحوذت MBS على السلطة وغادر المملكة العربية السعودية في عام 2017 من أجل سلامته.
7- كان ناشطاً سياسياً:
بعض الاعتراضات على تصنيف خاشقجي ك “صحافي” يتعلق بنشاطه السياسي المستمر. وكان السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان قد قال الأسبوع الماضي إن خاشقجي احتفظ بالعديد من الاتصالات النشطة في المملكة وما زال على اتصال منتظم معه شخصيا. عاد الأمير خالد إلى المملكة العربية السعودية بعد تلك التصريحات بوقت قصير، ومن الواضح أنه لن يعود إلى منصبه في واشنطن.
في وقت اختفائه، كان خاشقجي يعمل على إطلاق منظمة غير حكومية تسمى الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN).
وصفت صحيفة “ديلي بيست” ميثاق هذه المجموعة على أنه تعبير عن فلسفة خاشقجي الإسلامية، حيث تقدم ’’رواية مضادة في العالم العربي والغرب إلى المتشككين في الربيع العربي‘‘ وتؤيد إجراء انتخابات حرة حتى لو ’’أسفرت عن بعض الحكومات الأقل تفضيلاً. مصالح الولايات المتحدة ‘‘.
وقيل إن صحيفة واشنطن بوست تدرك أن خاشقجي كان يجمع الأموال لهذه المجموعة وكان ينوي أن يكون قائداً لها وكان واثقا من أنه سيكون ’’شفافا تماما مع القراء حول هذه الجهود مع تقدمهم‘‘.
اضافة تعليق