إن البركان العظيم الواقع تحت منتزه يلوستون الوطني في وايومنغ يغلي بمعدلات قياسية منذ عام 2004. قد يثور هذا البركان بقوة تعادل عشرة أضعاف القوة التي ثار بها بركان سانت هيلين في عام 1980، قاذفاً الحمم في السماء، مشكلاً لغيمة رمادية قاتلة لكل النباتات وقد يصبح ثلثي أميركا غير قابلاً للسكن نتيجة السموم المحلقة في الهواء وسوف تتوقف جميع الرحلات الجوية أيضاً.
هذا هو الكابوس الذي يتوقع العلماء حدوثة إن ثار هذا البركان للمرة الأولى منذ 600,000 سنة وهم يقولون أن هذا الامر بات قريباً.
هذا المرجل الموجود في منتزه يالوستون كان قد ثار ثلاث مرات خلال المليوني سنة الأخيرة والباحثون يترقبون حدوث الثوران الرابع في هذا العصر، هم يقولون أن معدل هذا البركان يزداد بشكل قياسي منذ عام ال 2004 – منسوبه يرتفع بمعدل ثلاثة إنشات سنوياً في السنوات الثلاثة الأخيرة وحدها، وهذا أسرع معدل منذ بداية هذا الامر في عام 1923.
مقيدين بقلّة المعلومات المتوفرة اضطر الباحثون لإيقاف حالة التأهب الشاملة لهذا البركان، كونهم غير قادرين على تحديد موعد متوقع لحدوث هذه الكارثة ولكن عند حدوث هذا الثوران فإنك سوف تشعر بأن ثوران بركان Eyjafjallajökull في آيسلاندا الذي حدث في نيسان العام المنصرم هو عبارة عن ثوران بسيطا وقزم مقارنةً به.
خبير في كالديرا يالوستون والذي درس في جامعة بوب سميث في ولاية يوتا الأميركية صرح لناشيونال جيوغرافيك قائلاً :”إنه ارتفاعٌ غير اعتيادي وخطير جداً نظراً لامتدادا هذا البركان على مساحات واسعة من الأراضي”.
وقال أيضاً :”عندما رأينا أن الحمم كانت على عمق 10 كيلومتر، لم نشعر بالكثير من القلق ولو كانت على عمق 3 كيلومترات لكنا قد قلقنا أكثر”.
وقال البروفيسور روبيرت سميث، اخصائي في علم الجغرافيا من جامعة يوتا والذي قاد دراسة تتعلق بهذا البركان :”دليلنا الأقوى هو أن الصهارة البركانية لهذا البركان مملوءة ب الصخور الذائبة وهذا يعني ان البركان هادئ نسبياً ولكننا لا نعرف إلى متى سوف تستمر هذه العملية قبل أن يثور بقوة ويخلق لنا كارثة كبيرة”.
والكالديرا تعني وعاء الطبخ أو المرجل وهو تشكّل جغرافي طبيعي جميل يحدث حول جبل البركان نتيجة برود الحمم الصخرية المنطلقة منه قبل ملايين السنين وكالديرا يالوستون يعد واحداً من اجمل المعالم الطبيعية والذي يتربع فوق أحد أكبر حقول أميركا الشمالية البركانية.
منذ حدوث اخر انفجار وثوران كبير لهذا البركان منذ 640،000 عاماً مضت، حدث 30 انفجار صغير وآخر انفجار منها كان قبل 70,000 سنة مضت وأهمية هذه الانفجارات الصغيرة أنها قد ملأت الكالديرا بالحمم والرماد مسويةً الأرض وجاعلتها مكان جذب سياحي لآلاف السياح كل عام.
اضافة تعليق