يوجد بعض الأمور مستحيلة الحدوث على كوكبنا، ومن المنطقي أن تعتقد بأنّ هذه الأمور قد تكون مستحيلة في أي مكان آخر أيضًا، ولكن هذا لا ينطبق على كل شيء، فالكون أغرب وأعقد بكثير مما قد يظن أي منّا، وعلى ذلك هذه الخمسة أمور يمكنها أن تحدث بشكل طبيعي في أماكن أخرى من الكون على الرغم من أنها مستحيلة الحدوث بالظروف الطبيعية الاعتيادية على كوكب الأرض.

1- الظلال: من المعتاد أن ترى لنفسك ظلًا واحدًا في النهار بشكل طبيعي على كوكب الأرض، وكذلك أيضًا أنت معتاد على رؤية ظل واحد للآخرين، ولكن الحال ليس كذلك في جميع الأماكن الأخرى في الكون، فأنت ترى ظلًا وحيدًا لأنّ كوكب الأرض يدور حول شمس واحدة، أمّا بالنسبة للكواكب التي تدور حول نجمين فسيبدو الأمر ككوكب ”تاتوين“ في سلاسل حرب النجوم بوجود غروبين رائعين كل يوم وظلين لأي شيء، وهذا كله كان في السابق موجود فقط في الخيال العلمي إلى أن تم اكتشاف كوكب ”Kepler-16b“ الذي يدور حول نجمين مختلفين، ولو أنك –فرضيًا- انتقلت إلى هذا الكوكب فستموت بسبب الحرارة المرتفعة وانعدام الهواء، أمّا إذا افترضنا أيضًا أنك انتقلت إلى هناك مرتديًا بدلة واقية فستشاهد لنفسك ظلين مختلفين.

Kepler-16b
Kepler-16b

2- المحيطات: قد تعتقد بأنّ الكتلة المائية على الأرض كبيرة نسبيًا، فالسطوح المائية عامةً تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، ولكن هذه ليست نسبة كبيرة مقارنةً بكوكب GJ1214-b حيث يشغل الماء سطح الكوكب بأكمله، وبما أنّه أكبر بعدّة مرات من كوكب الأرض فيمكننا القول بأنّ المحيط الهادئ –وهو أكبر المحيطات على الأرض- سيبدو كبركة صغيرة مقارنةً بذاك الكوكب، بالإضافة لذلك؛ يشكل الماء نحو 0.05% من كتلة الأرض الكلية، بينما في كوكب GJ1214-b فكتلة الماء تصل إلى أكثر من 10% من الكتلة الإجمالية للكوكب، وهذا يعني أنّ هذا الكوكب سيكون مغطى بشكل كامل بمحيطات عمقها يصل حتى مئات الكيلومترات، في حين على كوكب الأرض يصل عمق المحيطات فيه حتى نحو 11 كيلومتر فقط، ومع ذلك تتواجد فيها حيوانات ضخمة وغريبة ومرعبة، وعلى ذلك تخيّل ما يمكن أن يتواجد في تلك المحيطات العميقة على كوكب GJ1214-b.

GJ1214-b
GJ1214-b

3- الطقس: قد يكون الطقس أحيانًا على كوكب الأرض قاسيًا وعنيفًا وغير قابل للتوقع، ولكنه لا شيء مقارنةً بأماكن أخرى من الكون، فعلى كوكب COROT-7b مثلًا تمطر السماء صخورًا عوضًا عن الماء وذلك لأنّ نصف الكوكب حار جدًا بدرجة حرارة نحو 2600°سيليسوس بينما النصف الآخر أبرد بكثير بدرجة 177° سيليسوس، وبالتالي الحرارة على الجانب الساخن كافية لتبخير الصخور لتشكل ما يمكن أن نسميه سحبًا صخرية كما السحب المائية على الأرض، وعندما تهطل هذه السحب الغريبة ما يشبه الحمم البركانية على الجانب البارد ستحول الحرارة فيه هذه الحمم إلى صخور قبل أن تصطدم بالأرض، إذا يمكننا القول أنّ هذا الكوكب أقرب ما يكون للجحيم.

 COROT-7b
COROT-7b

4- الرياح: يوجد ما هو أكثر غرابة مما سبق فيما يتعلق بالطقس والمناخ، فمثلًا كوكب HD189773-b الذي يقع على بعد نحو 63 سنة ضوئية عنا بحجم أكبر قليلًا من المشتري وبمظهر يبدو رائعًا بشكل مذهل من الفضاء، ولكن هذا الجمال يخفي سرًا مرعبًا، فمنظره الجميل سببه أنّ غلافه الجوي يتكون بشكل رئيسي من جزيئات السيليكات، والرياح فيه تجري بسرعة 5400 ميل بالساعة أي نحو 2 كيلومتر في الثانية أي ما يعادل 7 مرات سرعة الصوت، ودرجات الحرارة تصل حتى نحو930° سيليسوس، ولكن الأكثر رعبًا هو أنّ هذا الكوكب يمطر بشكل جانبي زجاجًا بسرعة 2 كيلومتر في الثانية، وعاصفة كهذه يمكنها أن تعبر الأرض بخط مستوٍ خلال 5 ساعات و35 دقيقة، ومع ذلك حتى ريح كهذه لا تقارن بما يحدث في كوكب HD189733-b فهذا الكوكب الغازي له جانب مقابل للشمس بشكل دائم بدرجات حرارة حارقة تصل فيه حتى 966° سيليسوس بينما في الجانب الآخر المظلم تكون الحرارة 688° سيليسوس، وهي درجة عالية جدًا وذلك بسبب الرياح التي تجري بسرعة 22000 ميل في الساعة أي نحو 10 كيلومتر في الثانية أي ما يعادل 29 مرة سرعة الصوت، وللمقارنة بما يحدث على كوكبنا؛ فأسرع عاصفة حدثت على الأرض كانت في إعصار في أوكلاهوما عام 1999 والرياح كانت خلاله تجري بسرعة 301 ميل في الساعة (أي نحو484 كيلومتر في الساعة) أي أقل ب73 مرة مما يحدث على الكوكب السابق.

HD189773-b
HD189773-b

5- طبيعة الكوكب: أكثر الأماكن إثارةً للاهتمام قريب جدًا من موطننا الأرض، وهو قمر تيتان أحد أقمار كوكب زحل والذي لم نكتشف كيف يبدو سطحه حتى عام 2005 بسبب امتلاكه غلاف جوي سميك جدًا، ولكن تيتان هو مكان غريب على نحو مثير للاهتمام، فهو يمتلك غلاف جوي وأنهار وبحيرات كما الأرض، ولكن درجات الحرارة فيه تصل حتى -179° سيليسوس وذلك يعتبر بارد لدرجة أنّ الماء فيه كالصخر والميثان فيه سائل، وعلى ذلك فالأنهار والبحيرات والغيوم والأمطار في تيتان جميعها مكونة من الميثان وهو المكون الأساسي للغاز الطبيعي، وعلى الرغم من أنّ 20% فقط من سطح تيتان تم تعيينه إلا أنّ التقديرات تشير أنه في هذه المنطقة فقط يوجد مئات الأضعاف من الغاز الطبيعي والنفط مقارنة بالأرض، ومع ذلك يبقى الأمر الأكثر غرابة على تيتان هو أنه يمكن للشخص نظريًا أن يطير، فالغلاف الجوي سميك كفاية والجاذبية ضعيفة لدرجة أنّه إذا علقت زوج من الأجنحة على ذراعيك وقفزت جاريًا يمكنك أن تطير حرفيًا عبر هذا القمر الفريد.

تيتان
تيتان
دانيا الدخيل

دانيا الدخيل

مهتمة بآخر مستجدات العلوم المختلفة واﻷخبار المتنوعة وأحاول المساعدة في نشرها.

الاطلاع على جميع المقالات

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!