قمر الأرض الطبيعي الوحيد، خامس أكبر قمر في المجموعة الشمسية، يدور حول أرضنا منذ 4.5 مليار عام بفضل كتلة الأرض التي تتفوق بجاذبيتها على جاذبية القمر، واختلفت الآراء حول نشاءته، فوضعت عدة فرضيات تفسر تشكله، حيث كانت الفرضية الأكثر قبولًا في الأوساط العلمية هي فرضية الاصطدام العملاق، التي تقول باصطدام جرم بحجم المريخ يدعي ثيا بكوكب الأرض المتشكل حديثًا، والمواد المتصاعدة جراء الاصطدام اندمجت فيما بعد لتشكل لنا القمر، هذا الجسم المعتم والذي ينير ليالي الأرضي في نفس الوقت بسبب أن له انعكاسًا يماثل الفحم، لكن القمر يبتعد عنا بشكل تدريجي وبطيء لعدة أسباب سنعرفها هنا.
ما الذي يبعد القمر عنا؟ كجواب مختصر نستطيع أن نقول إن جاذبية القمر والتي تولد لدينا ظاهرة المد والجزر في محيطاتنا مع سرعة دوران الأرض التي تتفوق على سرعة دوران القمر تجعل هذه الظاهرة -إضافة لعدة ظواهر فيزيائية أخرى- تدفع القمر إلى مدار أبعد، نعم القمر يوسع مداره كل عام أكثر لذا يجب ألا نعتبر وجوده أمر محسوم بعد الآن.
الجزء الأوسط من الأرض (الاستوائي) أقرب إلى القمر من القطبين، مما يجعل تأثير جاذبية القمر أكبر في هذه المنطقة ويزيد من ظاهرة المد والجزر، مما يخلق نتوءًا يسمى النتوء الاستوائي والذي لا يتعدى السنتيمترات، والقمر أيضًا لديه نتوء مشابه بسبب الجاذبية الأرضية، وبما أن الأرض تدور حول نفسها فحركة النتوء وبفعل جاذبية كتلة المياه ستنتج لدينا تسارعًا في دوران القمر ولو كان بسيطًا إلى حد ما وتراجع مدار القمر إلى مدار أبعد.
والاختلاف في سرعة دوران الأرض والقمر هو المسبب الأهم لابتعاد القمر عنا، حيث تستكمل الأرض دورة حول نفسها خلال أربع وعشرين ساعة فقط، لكن القمر يحتاج 27.3 يومًا ليكمل دورة واحدة حول نفسه، وهذا التفاوت الكبير يخلق عدة نتائج تجرف القمر بعيدًا بمعدل 3.8 سم كل عام، بالإضافة لنتيجة أخرى وهي تباطؤ سرعة دوران الأرض بشكل طفيف، فبعد 100 عام سيكون اليوم أطول بمقدار 2 ميلي ثانية مما هو عليه الآن. طبعًا ابتعاد القمر عن الأرض يحدث ببطء كبير، لذا لا تقلق حول الليالي غير المقمرة.
اضافة تعليق