السلوكيات النفسية الأربع التي يعتمد عليها في التنبؤ بـ الطلاق


لا تكاد أي علاقة بشرية تخلو من المشاكل والصدامات، وهذا ينطبق على الأزواج، “جون غوتمان” الطبيب النفسي في جامعة واشنطن ومؤسس معهد غوتمان يرى أن بعض التصرفات تدل على أن شيئًا ليس على ما يرام في العلاقة الزوجية، الطبيب غوتمان والعالم النفسي روبرت ليفنسون من جامعة كاليفورنيا-بيركلي، حددا أربع سلوكيات متكررة خطرة، بالإضافة إلى طرح أسئلة متعلقة بالرضا في الزواج، استطاع العالمان التنبؤ بشكل صحيح بنسبة 93% من الحالات، الدراسة امتدت على مدى 14 عامًا وضمت 79 زوجًا يعيشون في أوسط غرب الولايات المتحدة، 21 حالة طلاق حدثت أثناء الدراسة، هذا كان لافتًا مما جعل العلماء يطلقون على هذه السلوكيات الأربع “الفرسان الأربعة في سفر الرؤيا”، الدراسة الأولية نشرت عام 2002، لكنها كانت صغيرة واقتصرت على عدد معين، لكن بعد عقد من دراسة الزواج والطلاق، تعززت لديهم فكرة أن الطلاق يعتمد على سلوكيات سلبية محددة، دراسة حديثة على 373 من المتزوجين حديثًا أظهرت أن من يرفع صوته مثلًا كان عرضة للطلاق خلال ستة عشر عامًا، والآن لنعرف ما هي هذه السلوكيات:
1_الازدراء: وهو مزيج قاتل من الغضب والاشمئزاز، شعورك بأن شريك حياتك أدنى منك وليس في مستواك، يقول غوتمان إن هذا الشعور هو قبلة الموت للزواج، فعالية الازدراء تأتي من الانغلاق الذي يحدث بين الشريكين ويجعل أحدهما غير مهتم بمشاعر واحتياجات الأخر، حين تشعر أنك أذكى أو أفضل أو حتى أكثر حساسية من الأخر، فأنت تصبح غير قادر على تقبل أراءه وتراها غير صالحة لك، وستجد صعوبةً في رؤية الأمور من منظوره.
2_النقد: وهو قيامك بتحويل تصرف قام به شريكك إلى جزء من شخصيته، مثلًا إن ترك شريكك صحنه على الطاولة هل ستقول له هذا أزعجني؟ أو لا تدع صحنك ثانيةً هنا؟، أم ستقول في نفسك لماذا أقبل بشريك فوضوي؟ هكذا تحول تصرفه إلى جزء منه، هذه المشاعر مع الوقت تتحول لانتقاص من شخصية الشريك وتتطور لمشاعر أكثر سوداوية من استياء واحتقار.
3_الدفاعية: وهي السعي للعب دور الضحية مع الشريك في المواقف الصعبة، فتحاول أن تضع الملامة على الأخر رغم أنك قد تتحمل جزءًا منها، تحمل المسؤولية قد لا يكون بالأمر السهل، لكن غوتمان يقول إنه يقي من تصعيد المواقف السيئة.
4_المماطلة “عدم الحوار”: تشعر أن الخلاف سيبدأ وترتفع وتيرة صوتك، لكن فجأة يمسك شريكك هاتفه المحمول ويذهب، هذا النوع من التصرفات قد يكون كالسم بالنسبة للعلاقات، حين يغلق الباب أمام الحوار ولا تعالج المشكلة هذا يسمح بتراكم المشاعر السلبية، اللحظات المزعجة المؤقتة التي تقضيها في خلاف مع الشريك قد تكون مفتاحًا لحل مشكلات محتملة أخرى على المدى الأبعد.

لا تفزع:
بعض هذه السلوكيات أو كلها قد تكون طبيعيةً تمامًا، تكرار هذه السلوكيات وكونها نمطًا بديلًا للتفاعل الإيجابي في حياتك هو ما يدعو للقلق، مجرد الاعتراف بوجود هذه السلوكيات أو أحدها هو الخطوة الأولى في مكافحتها، فقط فكر كيف تتجنب هذه التصرفات وحاول أن تستبدلها بشيء أكثر إيجابية، هذا كافٍ لتقوية علاقتك بالشريك.


المصدر

أليسار مصطفى العبيد

أليسار مصطفى العبيد

الاطلاع على جميع المقالات

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!