يقول الباحثون أن الآباء الذين يتمتعون باللياقة البدنية الجيدة سيحمون أبنائهم من السمنة والسكري والمشاكل الصحية الأخرى.
يرغب الآباء عادة أن يتمتع أطفالهم بالصحة والنشاط. ووفقاً لدراسة جديدة، بإمكانك أن تزيد من هذا الاحتمال عن طريق الحصول على جسم رياضي وتتمتع بصحة جيدة قبل إنجاب الأطفال.
حيث تبين في الدراسة التي أُجريت على الفئران المخبرية –وتحديداً الذكور منها التي عاشت حياة مستقرة، واستهلكت نظاماً غذائياً مليئاً بالدهون قبل ولادة أطفالها – أنها كانت أكثر عرضة لخطر ولادة أطفال ذوي مستويات عالية من الدهون في الجسم، بالإضافة لسوء امتصاص الغلوكوز، وامتصاص الغلوكوز بشكل غير طبيعي في العضلات الهيكلية –وهذان الأخيران من علامات مرض السكري.
ومع ذلك، تمكنت ذكور الفئران التي مارست الرياضة قبل إنجاب أبناء من تجنب انتقال الآثار السلبية إلى أولادها. حيث وردت نتائج هذه الدراسة ونُشرت من قبل جمعية السكري الأمريكية في مجلة السكري.
وقال الباحثون في دراستهم: “تساهم التمرينات الطوعية لذكور الفئران في حدوث تحسينات واضحة في الصحة الأيضية للذكور والإناث البالغين.”
وأضافت (كريستين ستانفورد) –وهي أستاذة مساعدة في علم وظائف الأعضاء وبيولوجيا الخلية في مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو والذي قاد الدراسة: “يمكن لقرابة الشهر أو نحوه من التمارين المعتدلة قبل الحمل أن يعود بفوائد كبيرة على صحة الأطفال واستقلابهم.”
وقالت (ستانفورد) لصحيفة (هيلث لاين): “لقد لاحظنا التأثير الناتج في النسل طوال فترة حياتهم، لكنه (أي التأثير) كان بارزاً خلال أول 52 أسبوعاً من حياة الأطفال.”
وادعى الباحثون أن التمرينات الرياضية تحسِّن من حركة الحيوانات المنوية وتسبب تغيرات جينية في الحيوانات المنوية التي يمكن أن تقلل من خطر وراثة عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالسمنة ومرض السكري.
قالت ستانفورد: “لقد قمنا بفحص كامل للحمض النووي الريبي ورأينا عدة فئات من الحمض النووي الريبي الصغير (التي تساعد في تنظيم التعبير الجيني) والتي تم تغييرها استجابة للتمارين. مما ألغى العواقب التي كادت أن تصيب الأبناء نتيجة النظام الغذائي الضعيف للأب.”
دراسة الآباء
نظرت معظم الدراسات في الماضي إلى الدور الذي تلعبه صحة الأم في التأثير على صحة أطفالهن قبل وأثناء وبعد الحمل.
وقد أظهرت تلك الدراسات وجود صلة بين السمنة أثناء الحمل وارتفاع مخاطر السمنة في مرحلة الطفولة.
ولكن هناك إهمال كبيرٌ لدور الأب وصحته في التأثير على صحة الأطفال، خاصة إن أبدى استعداداً لأمراض مثل السمنة والسكري. على الرغم من معرفة الباحثين منذ فترة طويلة أن تعاطي الكحول والتبغ وأدوية أخرى يمكن أن يقلل من الخصوبة بين الرجال.
وقالت (ستانفورد): “هناك عدد قليل من الدراسات على البشر والتي تبين دور النظام الغذائي للأمهات وتأثيره على صحة أبنائهن، لذا ربما ينطبق الأمر نفسه على الآباء.”
وقال (كاليب باك) –وهو مدرب شخصي وخبير في الصحة واللياقة في (ميبل هولستيكز) –لصحيفة “هيلث لاين”: “من المتوقع احتياج النساء إلى إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة قبل الحمل، لكن الفكرة الجديدة المطروحة، وهي حاجة الرجال إلى إجراء نفس التغييرات هي فكرة غريبة بالنسبة لنا.”
وأضاف: “تؤثر البدانة عند الذكور على مستويات التستوستيرون ومستويات الحيوانات المنوية، لذلك هذه المعلومات الإضافية ليست مفاجئة على الإطلاق. فهي تؤثر جوهرياً على التعبير الجيني للحيوانات المنوية، والذي سيكون له تأثير دائم على النسل.”
بعد ولادة الأطفال
إن العوامل الثقافية والبيئية وكذلك علم الوراثة في خطر كبيرٍ بسبب أمراضٍ مثل السكري والسمنة.
تمكنت (ستانفورد) وزملاؤها من القضاء على العوامل غير الجينية في المختبر. وقالت: “نأمل أن تشجع هذه الدراسة الآباء على أن يكونوا أكثر نشاطاً من أجل صحة أبنائهم، وتعليم أبناءهم النشاط أيضاً.”
وجدت دراسة عام 2018 في مجلة BMJ أن الأمهات اللواتي يتمتعن بنمط حياة صحي خلال مرحلة بلوغ أطفالهن، قللن إلى حد كبير من مخاطر السمنة لدى أطفالهن.
وتشير الدكتورة (ديانا راموس) –مديرة قسم النساء والولادة والمديرة الطبية للصحة الإنجابية في إدارة الصحة العامة في لوس أنجلوس –إلى دراسات تُظهر أن الأطفال الذين يملكون والداً (أب أو أم) يعاني من السمنة المفرطة، يزداد لديهم خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 25 في المائة، ويرتفع هذا الخطر إلى 75 في المائة إذا كان كلا الوالدين بدينين.
وقالت (راموس) لصحيفة “هيلث لاين”: “إن أهم ما توصلنا إليه من هذه الدراسة هو أن صحة الأب مهمة. فصحة الأب جزء لا يتجزأ من صحة طفله، من مرحلة ما قبل الحمل إلى ما بعد الولادة وخلال دورة حياته.”
اضافة تعليق