الحلاقة بالشفرة على الأرجح أنكم تصدقون هذه الخرافة. ليس الغريب أن نسمع الخرافات أياً كانت ثقافتنا إلا أن الغريب هو مقدرة هذه الخرافات على القفز من جيل إلى الجيل الذي يليه دون أن ينجح العلم في إلقاء القبض عليها وأسرها بعيداً عن متناول الناس. ربما الناس يسرون بالخرافات ويؤمنون بها لدرجة تمنحها نوعا من المصداقية العامة، وهنا في مجلة “وسع صدرك” من شأننا أن نحجب الخرافات عن متابعينا ونقدم لهم كل ما هو علمي ومثبت وبخصوص خرافة حلاقة الشعر جئناكم بما يلي.
على الأرجح أنكم تؤمنون بالخرافة التي سأذكرها في هذا المقال ومن السهل أن تكونوا على يقين بحقيقتها المطلقة فملايين الناس يحلقون شعر وجههم أو ساقيهم أو مناطق مختلفة من جسدهم بوتيرة يومية ويلاحظون نمو الشعر لديهم وشكل الشعر إلخ, ويسمعون الخرافة التي تقول أن حلاقة الشعر تجعله أسمك أي أن الشعرة تزداد قوة عند حلاقتها وهذا للأسف خطأ والسبب هو في آلية ظهور الأمر وليس حقيقته.
قام عالم البيولوجيا كيرت ستين بدراسة الشعر لأكثر من ثلاثين عاماً وتعمق في دراسة تفاصيل الشعر وميكانيكية نموه. في رده على هذه الخرافة يقول ستين أنه من السهل أن يعتقد الناس بحقيقتها لأنه بعد قيامهم بحلاقة الشعر بالشفرة سيعاود الشعر نموه وعند لمسه سيبدو أكثر خشونة وسماكة مما كان عليه في السابق والواقع هو أن هذا الملمس حقاً أخشن وأسمك من الملمس السابق قبل الحلاقه.
إن الشعرة ليست بنفس السماكه من جذرها وحتى الطرف بل الجذر أكثر سماكه من طرف الشعرة الذي غالباً ما يكون مستدق لأن الشعرة تتعب وتتعرض لعوامل التلف والاحتكاك عند نموها بينما يبقى جذرها بصحة وسماكة أفضل. عند لمس الجلد قبل الحلاقة سنلمس أطراف الشعر المستدقة الناعمة وعند لمسه بعد الحلاقة ونمو الشعر الجديد سنلمس أسفل الشعر القديم ( الأسمك منذ الأساس) وعليه سيتولد الشعور أن الشعر قد ازداد قوة وسماكةً.
إن هذا الملمس الخشن سيقل تدريجياً مع نمو الشعر وسيصبح طرف الشعر ناعماً مع مرور الوقت. قد يقول البعض أن الحلاقة بالشفرة تهيج الجلد وتحفز نمو الشعر بسبب هذا التهيج إلا أن هذا الكلام لم يبرهن علمياً حتى الآن ولذلك لا يمكننا تبنيه أو نقضه من تلقاء أنفسنا. عندما تقوم بالحلاقة في المرة القادمة تذكر أن الشعرة التي طرفها ناعم تتمتع بجذر أكثر سماكة وقوة وهو ما سينمو أولاً بعد الحلاقة.
اقرأ ايضًا:
[…] الحلاقة بالشفرة على الأرجح أنكم تصدقون هذه الخرافة […]