نشر الباحث الأمريكي جيم كنيستون عام 1980 بحثًا موثق بالأدلة عن تاريخ الشذوذ الجنسي، ويعتبر هذا البحث من أوثق المحاولات للوصول إلى تعريف وتصنيف هذا السلوك، حيث قال فيه أن كلمة -Homosexual- تعني رغبه الفرد في ممارسة الجنس مع نفس جنسه، ولكن بعض الأشخاص لا يفضلون استخدام هذه الكلمة ويستخدمون بدلًا منها كلمة -Gay.

لم يقتصر الشذوذ الجنسي على حضارة دون غيرها، حيث تؤكد الوثائق والأدلة أن المصريين والآشوريين والبابليين واليونانيين عرفوا هذه الظاهرة، وبالعودة إلى الأساطير الإغريقية القديمة سنجد أن الشاعر هوميروس يحدثنا عن الحب الذي كان يحمله البطل أخيل للغلام باتروكلوس، كذلك رب الآلهة زيوس الذي اغتصب الفتى الوسيم جانيميد، كذلك يخبرنا أفلاطون عن عشق سقراط للغلام اليسباديس، ويذكر ديوجنيس أنه عندما كان سقراط طفلًا كان معشوقًا من معلمه، أما بالنسبة للتاريخ الإسلامي حرم القرآن الشذوذ الجنسي على لسان النبي لوط، ومع ذلك عددًا كبير من خلفاء الدولة العباسية كانوا يملكون غلمان يمارسون معهم ما يسمى بالتلمذة الجنسية، وهي مداعبة لا تصل إلى الاتصال الجنسي الكامل، كذلك اشتهر الخليفة وليد بن يزيد من عصر الدولة الأموية باللواط، كذلك يوجد أبيات شعر لأبي نواس يمتدح فيها الشذوذ علنًا مثل:

أحب الغلام إذا كرها وأبصرته أشعثاً أمرها  – وقد حذر الناسُ سكينه فكلهم يتقى شرها – وإنى رأيت سراويله لها تكة أشتهى جرها.

ابو نؤاس
ابو نؤاس

وفي عصر الدولة العثمانية توضح الكتابات الشعرية بين قرني ال 16 و19 مدى الوجود الجنسي في الخلافة العثمانية فكان من أبرزها ظاهرة ال Köçek وهم غلمان صغار يتم تدريبهم على الرقص والغناء وارتداء ملابس النساء يتم أخذهم من الأعداء المهزومين كضريبة تعرف بضريبة الدم، وفي عام 1858 ألغي السلطان عبد المجيد الأول العقاب على المثلية الجنسية.

عصر الدولة العثمانية
عصر الدولة العثمانية

أما في عصر الفراعنة قال الدكتور رمسيس عوض في كتابه الشذوذ والإبداع أن تاريخ أول سجل أدبي للشذوذ الجنسي يرجع إلى أكثر من 4500 عام حين تناولته إحدى البرديات المصرية، كذلك كان يوجد رسم على الجدران لخنوم حتب وني أنخ خنوم في وضع تقبيل وهما ذكران مصريان عاشا في عام 2400 قبل الميلاد، كذلك أثبتت جريدة الإندبندنت البريطانية أن هذه الظاهرة انتشرت في العصر الفرعوني مستدله بالإعلان السابع والعشرين لكتاب الموتى الذي يؤكد فيه المتوفي أنه لم يكن على له أي علاقات جنسية شاذة كشرط من شروط الخلاص في الحياة الأخرة.

عصر الفراعنة
عصر الفراعنة

 

تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!