نرى جميعًا في الآونة الآخيرة أولئك الأزواج الذين يتباهون بزواجهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاركة صورهم معًا، ونشر تلك التعليقات الشاعرية الطويلة، كما أنهم يغمرون العزاب بعبارات المواساة في المناسبات الاجتماعية، ويعزوهم بأنهم سيجدون الشخص المناسب يومًا ما، فهل يعتبر فعلاً المتزوجون أكثر سعادة من العزاب؟
على الرغم من أن الأزواج والزوجات يمكن أن يقودوا بعضهم للجنون في بعض الأحيان، إلا أن إحدى الدراسات التي أجريت على 30 ألف شخص، ما بين العام 1992 إلى 2009، والتي أجراها الباحثان شون غروفر، وجون هليويل من كلية فانكوفر للاقتصاد في كندا، تفيد بأن المتزوجون أكثر سعادة من العزاب، حتى بعد انتهاء شهر العسل، ومرور سنوات على الزواج، وأن الزواج يقي من تراجع مستويات السعادة مع التقدم في العمر.
ويشير الباحثون إلى أن المفتاح الرئيسي للسعادة الزوجية هو طيب العلاقة بين الزوجين، وتوطيد صداقتهما، ولا شك أن الأزواج الذين يتمتعون برفاهية مادية، وصحية يحققون السلام الأسري بصورة أسرع، وتشير دراسات سابقة أن الأشخاص تقل سعادتهم في العشرينيات، والثلاثينيات من عمرهم أكثر من أي وقت آخر، وحتى إن لم يرغب الشخص بالزواج، ولم يتزوج فإنه سيتعرض لضغوطات وإلحاح من المجتمع حول الزواج، وإنجاب الأطفال، وشراء منزل، مما سيعكر مزاجه، ويسلب منه الراحة، لذلك من المنطقي أن يقي الزواج هؤلاء الأشخاص من التعاسة المرافقة للتقدم في العمر.
إلا أنه يمكن أن تؤخذ هذه الدراسة بقليل من الليونة، فلا يجب أن يترك الإنسان الآخرين يحددون سعادته، ويضعون إطاراً لها، إذ تشير دراسة سابقة إلى أن العزاب هم أكثر من يكونون حياة مرضية لأنفسهم، ومليئة بالإنجازات، وربما يكون هذا بسبب تقديرهم للعلاقات الاجتماعية أكثر من علاقتهم مع شخص معين آخر، وبسبب تقديرهم للعمل أكثر من المتزوجين، مما يجعلهم متفوقين في الإنجاز على المتزوجين، فهناك نوعين من الأشخاص أولئك الذين يمضون في حياتهم وعملهم بشكل أفضل إن كانوا وحدهم، وهناك من ينجز بصورة أفضل إن كان مرتبطاً، لذلك على الأشخاص أن يقدروا ما يملكون.
اضافة تعليق