توفي ستيفن هوكينغ، الفيزيائي النظري البريطاني اللامع عن عمر 76 عاماً. وكان هوكينغ تمكن من التغلب على مرض موهن لنشر كتب شائعة الانتشار حول العالم تدور حول أسرار الكون، بحسب المتحدث باسم العائلة.
وهوكينغ، الذي يعتبره الكثيرون من أعظم العلماء في عصرنا الحالي، هو عالم في علم الكون، وعلم الفلك، والرياضيات، وقد قام بتأليف العديد من الكتب بما في ذلك كتاب ” A Brief History of Time” والذي بيع منه أكثر من عشرة ملايين نسخة في العالم.
مع زميله الفيزيائي روجر بنروز، دمج هوكينغ نظرية أينشتاين للنسبية مع النظرية الكوانتية للإشارة إلى أن المكان والزمان يبداأن بالانفجار الكبير وينتهيان في الثقوب السوداء. واكتشف هوكينغ أيضاً أن الثقوب السوداء ليست سوداء تماماً، ولكن تنبعث منها إشعاعات، ومن المرجح أن تتبخر وتختفي في النهاية.
وعانى هوكينغ من مرض التصلب الجانبي الضموري (الضموري الجانبي)، وهو مرض ضمور معروف باسم مرض “لو غريغ”، والذي يكون مميتًا عادة في غضون بضع سنوات. وشُخصت حالته في العام 1963، عندما كان يبلغ من العمر 21 عاماً، وكان الأطباء في البداية قد اعتقدوا يأنه سيعيش لعدة سنوات فقط.
وتسبب المرض بشلل هوكينغ، إذ كان بإمكانه فقط أن يحرك القليل من أصابعه، ما أدى إلى اعتماد بشكل كلي على الآخرين، أو على التكنولوجيا في غالبية الأمور، مثل الاستحمام، وارتداء الثياب، وتناول الطعام، وحتى الكلام. كما استخدم هوكينج آلة النطق التي سمحت له بالتحدث بصوت محوسب بلكنة أمريكية.
وكتب على موقعه على الانترنت: “أحاول أن أعيش حياة طبيعية قدر الامكان، وألا أفكر في حالتي أو أشعر بالأسف على الأشياء التي قد تعيقني، وهي ليست كثيرة،” مضيفاً: “لقد كنت محظوظاً لأن حالتي تزيد سوءاً ببطء، بعكس ما هو شائع. وهذا الأمر يعني أنه يجب على المرء أن لا يفقد الأمل.”
وتزوج هوكينغ مرتين. وفي المرة الأولى تزوج من جين وايلد، عندما كان ما زال طالباً في الدراسات العليا، وبقي الثنائي معاً لثلاثين عاماً، قبل الطلاق في العام 1995. ومن ثم تزوج هوكينغ مرة ثانية من إيلين مايسون لمدة 11 عاماً، وهي إحدى ممرضاته السابقات.
وُلد هوكينغ في أكسفورد، بإنجلترا، بتاريخ 8 كانون الأول من العام 1942، أي الذكرى السنوي الـ300 لوفاة عالم الفلك والفيزيائي غاليلو غاليلي.
وفي مقابلة خاصة مع CNN في أكتوبر/تشرين الأول العام 2008 ، قال هوكينغ إنه إذا تمكن البشر من البقاء على قيد الحياة خلال الـ200 عام المقبلة، فإن مستقبلنا سيكون مشرقاً.
وقال هوكينج في مقابلة سابقة لشبكة CNN: “اعتقد ان مستقبل البشرية على المدى الطويل يجب أن يكون في الفضاء،” مضيفاً: “سيكون من الصعب تجنب وقوع كارثة على كوكب الأرض في المائة سنة القادمة، ناهيك عن الألف عام أو المليون.”
وفي كامبردج، شغل هوكينغ منصب أستاذ لوكاسي للرياضيات، في جامعة كمريدج بانجلترا. وتأسس اللقب عام 1663 على يد هنري لوكاس الذي كان عضو البرلمان عن جامعة كامبريدج بين العامين 1639 و1640، وأصبح المنصب رسمياً بعد أن أقره تشارلز الاني ملك إنجلترا، في العام 1664. ويُعد المنصب من أرقى المناصب الأكاديمية في العالم، ومن أشهر شاغلي الكرسي إسحاق نيوتن، وتشارلز بابيج، وبول ديراك، وستيفن هوكينغ.
وفاز هوكينغ بما ما لا يقل عن 12 درجة فخرية، ووسام الفروسية برتبة قائد، وفي العام 2009، حصل على وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى جائزة تُمنح لمدني في الولايات المتحدة.
وأشاد زملاؤه العلماء بعمله وتأثيره في هذا المجال، إذ غرّد نيل دي غراس تايسون أن “وفاته تركت ما يُشبه الفراغ الذهني، ولكنه ليس فارغاً، فكروا فيه كنوع من الطاقة الفراغية التي تتخلل نسيج الفضاء الذي يتحدى القياس.”
وغرّد لورنس كراوس عالم الفيزياء النظرية وعلم الكون، قائلاً: “لقد خرج نجم من الكون،” مضيفاً: “لقد فقدنا إنسانًا مذهلاً.”
ولدى هوكينغ ثلاثة أولاد وثلاثة أحفاد بحسب ما ذكر موقعه الإلكتروني.
وقال أولاده، لوس، وروبرت، وتيم في بيان: “نشعر بحزن بالغ لأن والدنا الحبيب توفي اليوم،” وأضافوا: “لقد كان عالماً عظيماً ورجلاً غير عادي سيبقى عمله وتراثه قائماً لسنوات عديدة. لقد ألهمت شجاعته، واستقامته، وذكائه، وروح الدعابة الذي تحلى بها، الناس في جميع أنحاء العالم. لقد قال في إحدى المرات لن يكون الكون مهماً إذا لم يكن موطناً للأشخاص الذين تحبهم..سنفتقده إلى الأبد.”
اضافة تعليق